وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
إن معجزة الإسراء والمعراج من المعلوم من
الدين بالضرورة
ولا يخالف في ذلك أحد من المسلمين سواءً من
خواصهم أو عوامهم ، لأن المعلوم من الدين بالضرورة فوق الإجماع والتواتر لذلك فإنكاره يعد كفرًا
لدى العلماء بالإجماع ولا خلاف بينهم في
ذلك.
بل معجزة الإسراء ثابتة في القرآن الكريم
وفي السنة النبوية المطهرة .
وكان الإسراء من المسجد الحرام إلى المسجد
الأقصى، والمعراج من المسجد الأقصى إلى سدرة المنتهى ثم إلى حيث شاء الله عز وجل،
قال الله تبارك وتعالى في ذكر الإسراء
(﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ
لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي
بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ))
الإسراء : 1
وقال تبارك
وتعالى في ذكر المعراج
((وَلَقَدْ
رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى عِندَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى
إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى لَقَدْ
رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى)) النجم:13 –
18
وقال البخاري رحمه الله تعالى: باب حديث الإسراء وقول
الله تعالى: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى
بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ المَسْجِدِ الحَرَامِ إلى المَسْجِدِ الأَقْصَى) الإسراء:1
حدَّثنا يحيى بن بكير
حدَّثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب حدَّثني أبو سلمة بن عبدالرحمن سمعتُ جابرَ بن
عبدالله رضي الله عنهما قال سمعت رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقول: (لما كذبني قريش، قُمْتُ
في الحجر فجـلا اللهُ لي بيت المقْدِسِ، فطفقت أُخبرهم عن آياته وأنا أنظر إليه) .
باب المعراج:
حدثنا هديةُ بن
خالد حدثنا همام بن يحيى حدَّثنا قتادةُ عن أنس بن مالك عن مالك ابن صعصعة رضي
الله عنهما أنَّ نبيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم حدثهم عَنْ ليلة أسري به قال: (بينما أنا في الحطيم -
وربما قال في الحجر - مضطجعاً إذ أتاني آتٍ، فقد قال وسمعته يقول، فشقَّ ما بين
هذه إلى هذه) فقلتُ للجارود وهو إلى جنبي
ما يعني به؟ قال من ثغرةِ نحره إلى شعرته. وسمعتُه يقول: مِنْ
قَصَّهِ إلى شِعْرَتِهِ (فاستخرج قلبي. ثم أتيتُ بطست من ذهب مملوءة إيماناً فغسل
قلبي، ثم حُشي، ثم أعيد. ثم أتيت بدابةٍ دون البغل وفوق الحمار أبيض) فقال الجارود: هو البراقُ يا أبا حمزة؟ قال أنس: نعم (يضع خطوَه عند أقصى
طرفه، فحُملت عليه، فانطلق بي جبريل حتَّى أتى السَّماءَ الدنيا فاستفتح) الحديث
وعن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه
وسلم:«لَقَدْ
رَأَيْتُنِي فِي الْحِجْرِ وَقُرَيْشٌ تَسْأَلُنِي عَنْ مَسْرَايَ فَسَأَلَتْنِي
عَنْ أَشْيَاءَ مِنْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ لَمْ أُثْبِتْهَا، فَكُرِبْتُ كُرْبَةً
مَا كُرِبْتُ مِثْلَهُ قَطُّ، فَرَفَعَهُ اللَّهُ لِي أَنْظُرُ إِلَيْهِ مَا
يَسْأَلُونِي عَنْ شَيْءٍ إِلَّا أَنْبَأْتُهُمْ بِهِ» رواه مسلم
وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِك قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى
الله عليه وسلم:« لَمَّا عُرِجَ بِي مَرَرْتُ بِقَوْمٍ لَهُمْ أَظْفَارٌ مِنْ نُحَاسٍ
يَخْمُشُونَ وُجُوهَهُمْ وَصُدُورَهُمْ ، فَقُلْتُ: مَنْ هَؤُلَاءِ يَا جِبْرِيلُ ؟
قَالَ : هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ لُحُومَ النَّاسِ وَيَقَعُونَ فِي
أَعْرَاضِهِمْ » رواه أبو داود.
فالإنكار فيه تكذيب لما جاء في القرآن الكريم
والتشكيك في كلام رب العالمين سبحانه وتعالى وسنة الهادي الأمين ، ويُعد تكذيب لله
عز وجل والعياذ بالله ، وهذا كفر أكبر يخرج من الملة ، وعلى كل من ينكر معلوم من
الدين بالضرورة أو ما جاء في القرآن الكريم بنص ثابت الدلالة أو رد آية أو حكم على
الله عز وجل ، أن يستتاب فإن أصر أقام عليه الحاكم حد الردة
لخروجه عن ملة الإسلام.
أما ما قاله هذا الشقي عن فلسطين والمسجد الأقصى فهو هراء وكذب محض فلا تعليق عليه ، بعد ما شكك في أصل من أصول الدين وعقيدة المسلمين ويكفي
ماهو عليه من الضلال المبين
هذا. والله أعلى وأعلم