مختصر سؤال الفتوى:
استفسار حول شبهات في الصلب والفداء ؟؟
سؤال الفتوى:
يقول السائل :
يدعي بعض النصارى بأن إثبات الموت والصلب والفداء لسيدنا عيسى بن مريم عليه السلام موجود في القرآن الكريم ؟؟ فهل من توضيح لهذه الفريه ؟ وجزاكم الله خيرا
اسم المفتى: الشيخ/محمد فرج الأصفر
تاريخ الاضافة:
23/10/2010
الزوار: 2612
< جواب الفتوى >
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
إعلم أخي السائل بأن هذه الإفتراءات ليس بجديده على هؤلاء فهي من قديم الزمان وهذا من جهلهم بإصول اللغة العربية والهوى الذي في قلوبهم وقد أجاب عليها أهل العلم الثقات وهذه المسائل قد عرضت على شيخ الإسلام رحمه الله من قبل وإليك المسألة والإجابة .
سئل شيخ الإسلام ـ رحمه الله تعالى: عن رجلين تنازعا في أمر نبي الله عيسى بن مريم عليه السلام فقال أحدهما إنّ عيسى بن مريم توفاه الله ثم رفعه إليه وقال الآخر بل رفعه إليه حياً فما الصواب في ذلك؟ وهل رفعه بجسده أو روحه أم لا ؟ وما الدليل على هذا وهذا؟ وما تفسير قوله تعالى: "إني متوفيك ورافعك إلي" فأجاب رحمه الله : الحمد لله عيسى عليه السلام حي، وقد ثبت في الصحيح عن النبي أنه قال: "ينزل فيكم ابن مريم حكماً عدلاً وإماماً مقسطاً فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية"، وثبت في الصحيح عنه "أنه ينزل على المنارة البيضاء شرقي دمشق وأنه يقتل الدجال"، ومن فارقت روحه جسده،لم ينزل جسده من السماء، وإذا أحيى فإنه يقوم من قبره ، وأما قوله تعالى: "إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا "، فهذا دليل على أنه لم يعن بذلك الموت إذ لو أراد بذلك الموت لكان عيسى في ذلك كسائر المؤمنين فان الله يقبض أرواحهم ويعرج بها إلى السماء فعلم أن ليس في ذلك خاصية، وكذلك قوله: "ومطهرك من الذين كفروا" ولوكان قد فارقت روحه جسده لكان بدنه في الأرض كبدن سائر الأنبياء أو غيره من الأنبياء، وقد قال تعالى في الآية الأخرى: "وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وإن الذين اختلفوا فيه لفى شك منه ما لهم به من علم إلا إتباع الظن وما قتلوه يقينا بل رفعه الله إليه" فقوله هنا: "بل رفعه الله إليه" يبين أنه رفع بدنه وروحه، كما ثبت في الصحيح أنه ينزل بدنه وروحه، إذ لو أريد موته لقال: وما قتلوه وما صلبوه بل مات، فقوله: "بل رفعه الله إليه" يبين أنه رفع بدنه وروحه كما ثبت في الصحيح أنه ينزل بدنه وروحه، ولهذا قال من قال من العلماء إني متوفيك أي قابضك، أي قابض روحك وبدنك، يقال توفيت الحساب واستوفيته، ولفظ التوفي لا يقتضى نفسه، توفى الروح دون البدن ولا توفيهما جميعا إلا بقرينة منفصلة، وقد يراد به توفى النوم كقوله تعالى: "الله يتوفى الأنفس حين موتها" وقوله: "وهو الذى يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار" وقوله: "حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا" وقد ذكروا في صفة توفي المسيح ما هو مذكور في موضعه، . [مجموع الفتاوى (4/323-324)].