أولا :
هؤلاء العرب لهم حكم خاص لأنهم هم أصحاب الأرض وأرضهم قد اُحتلت وضمت إلى اليهود المجرمين بخلاف من يترك أرض الإسلام ويهاجر إلى بلاد الكفر ليعيش معهم ويحمل جنسيتهم وجوازتهم .
ثانيا :
هؤلاء العرب لا يخرجون عن حالتين لا ثالث لهما ولكل حالة حكم :
الحالة الأولى :
أن يكونوا مستضعفين في أرضهم ومغلوبين على أمرهم ؛ ففي هذه الحالة لا يجوز أن يبقوا وعليهم أن يهاجروا ؛
دليل ذلك قول الله تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّـهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا}
النساء 97 .
وكذلك فعل النبي صلى الله عليه وسلم لما كان مستضعفا في مكة هو والفئة المؤمنة ؛
فقد أمر بالهجرة منها لكي يُعِد العدة ويبني الدولة ويكون له الصولة ؛ ثم بعد ذلك ويرجع إليهم لرد الأرض المغتصبة ؛
وعليه فإن على أصحاب هذه الحالة أن يهاجروا لكي يعدوا العدة مع باقي الزمرة المستضعفة وتقوى الشوكة ثم يرجعوا لتحرير الأرض المغتصبة من يد اليهود المجرمين .
الحالة الثانية :
أن يكونوا مُمَكَّنٌ لهم في أرضهم ولهم كل امتيازات اليهود بناء على حمل هذه الجنسية الرادية فلا يجوز الخروج من الارض حتى لا يُمَكِّنوا العدو الصهيوني من احتلال أراضيهم ؛
بشرط ألا يركنوا إلى الذين كفروا بل يعملون على تقوية شوكتهم في الداخل لمحاربة الاحتلال ؛ فهم على ثغرة من ثغرات الإسلام ويعدون مرابطين ؛
وعليهم أن يعلموا أيضا بأن حملهم لهذه الجنسية من باب الضرورة لأنهم مضطرون ؛
كالذي يأكل الميتة والجيفة أو يشرب الخمر إلى أن يكتب الله لهم النصر ويطهر الأرض ؛
ووقتها يتنازلون عن هذا الرجس من جنسيات وجوزات ويحملون الجنسية الفلسطنية ومن يبقى على ما هو عليه فهو آثم .
ونسأل الله أن يلهمنا وإياك الصواب وأن يحرر المسجد الأسير من أيدى الغاشمين المجرمين المعتدين المفسدين وأن يرزقنا صلاة هناك وهو في أيدي المسلمين .
إنه ولي ذلك والقادر عليه .
هذا. والله أجل وأعلم
وأصلي وأسلم على
محمد صلى الله عليه وسلم