وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أولاً:
إن كل الأحاديث التي وردت عن أصحاب
الرايات السود ضعيفة ومعلولة ولا يصح الاحتجاج بها ، ومنها :
1ـ عن يزيد بن أبي زياد، عن إبراهيم،
عن علقمة، عن عبد الله بن مسعود : قال: بينما نحن عند رسول الله صلى الله
عليه وسلم إذ أقبل فتية من بني هاشم، فلما
رآهم النبي صلى الله عليه وسلم اغرورقت عيناه وتغير لونه، قال: فقلت: ما نزال
نرى في وجهك شيئاً نكرهه، فقال: ( إنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا، وإن أهل بيتي سيلقون
بعدي بلاءً وتشريداً وتطريداً، حتى يأتي قوم من قبل المشرق معهم رايات سود،
فيسألون الخير فلا يعطونه، فيقاتلون فينصرون، فيعطون ما سألوا فلا يقبلونه حتى يدفعوها إلى
رجل من أهل بيتي، فيملؤها قسطاً كما ملؤوها جوراً، فمن أدرك ذلك منكم فليأتهم ولو
حبواً على الثلج ) أخرجه
ابن ماجه، وابن أبي شيبة وابن عدي والبزار
في مسنده، والعقيلي في الضعفاء
درجة الحديث : ضعيف منكر.
قال ابن عدي في ترجمة يزيد بن
أبي زياد : لا أعلم يرويه بهذا الإسناد عن إبراهيم غير يزيد بن أبي زياد.وهذا إسناد
ضعيف وقال فيه أبو زرعة : " لين يكتب حديثه ولا يحتج به ".وقال أبو حاتم الرازي:
ليس بالقوي.وقال ابن عدي يكتب حديثه مع ضعفه.
2ـ حدثنا وكيع، عن شريك، عن علي بن زيد، عن أبي قلابة، عن
ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا رأيتم الرايات السود قد جاءت من خراسان فأتوها، فإن فيها خليفة الله المهدي ) رواه أحمد.
درجة الحديث: اسناده ضعيف .
فيه شريك ، سيئ الحفظ، وفيه علي بن زيد ، ضعيف، وأبو قلابة لم يسمع من ثوبان. وأخرجه ابن ماجة ،
والحاكم من طريق خالد الحذاء، عن أبي
قلابة، عن أبي أسماء ، عن ثوبان. فزاد خالد
أبا أسماء في إسناده، فصار ظاهره الاتصال.والحديث رجاله ثقات إلا أن له علة، ولذلك
ضعفه إسماعيل بن إبراهيم بن علية من طريق خالد الحذاء، وأقره الإمام أحمد.
3ـ عن عمرو بن قيس الملائي، عن علقمة بن قيس
وعبيدة السلماني، عن عبد الله بن مسعود قال: أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج إلينا مستبشراً يعرف السرور في وجهه، فما
سألناه عن شيء إلا أخبرنا به، ولا سكتنا إلا ابتدأنا، حتى مرت فتية من بني هاشم فيهم
الحسن والحسين، فلما رآهم التزمهم وانهملت عيناه، فقلنا: يا رسول الله، ما نزال نرى في
وجهك شيئاً نكرهه، فقال:( إنا أهل بيت
اختار الله لنا الآخرة على الدنيا، وإنه سيلقى أهل بيتي من بعدي تطريداً
وتشريداً في البلاد حتى ترتفع رايات سود من المشرق، فيسألون الحق فلا يعطونه، ثم
يسألونه فلا يعطونه ، ثم يسألونه فلا يعطونه ، فيقاتلون ، فينصرون، فمن أدركه منكم أو
من أعقابكم فليأت إمام أهل بيتي ولو حبواً على الثلج؛ فإنها رايات هدى يدفعونه إلى
رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي، واسم أبيه اسم أبي، فيملك الأرض فيملأها قسطاً
وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً ).رواه الحاكم
درجة الحديث: موضوع .
قال الذهبي:
" موضوع ". في إسناده: حنان بن
سدير، قال الدارقطني : "من شيوخ الشيعة " فلعل الذهبي رأى أن هذا الشيعي سرقه من حديث يزيد بن
أبي زياد. ورواه ابن الجوزي في الموضوعات.
ثانياً :
وإن صحت هذه الأحاديث فلا يجوز إنزالها على
بعض الجماعات التي تظهر لمجرد أنها تحمل رايات سود ، فكم من جماعات خرجت تحمل
الرايات السود من خراسان ومن غيرها ، تحت دعاوي في ظاهرها الحق ولكنها باطلة
بفعلهم.
ثم لا يستطيع مدعي أن يحدد الزمان على سبيل
اليقين التي سوف تظهر فيه هذه الجماعة أو أي علامة من علامات مقدمات قيام الساعة.
ثالثاً :
إن تلك
الأحاديث مع ضعفها تبين بأن ظهور أصحاب الرايات السود من علامة ظهور المهدي
المنتظر ، والذي لا ريب فيه بأن المهدي لن يكون سبب ظهوره جماعة تقوم بمخالفة
تعاليم الإسلام الحنيف من حرق وقتل وقطع للرؤوس وهدم للممتلكات وتشريد للناس وسفك
للدماء كما يفعل اتباع داعش.
رابعاً :
إن أحاديث
الرايات السود لا تخص أهل السنة والجماعة ولا من اعتقادهم ، بل هي من معتقدات ( الروافض الشيعة
) وتخصهم بالذكر لخروجهم من (خراسان في إيران ) لظهور مهديهم المنتظر المختفي في السرداب
هذا. والله أعلى
وأعلم