وعليكم
السلام ورحمة الله وبركاته
أولاً:
من هم أهل
الفترة ؟ هم الذين يعيشون في وقت لم يبلغهم فيه دعوة رسول، ولم يأتهم
كتاب، فالفترة هي التي بين عيسى عليه السلام ومحمد صلى الله عليه وسلم.
قال تعالى:(يَا أَهْلَ
الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِنَ
الرُّسُلِ)المائدة: 19.
ويلحق بأهل الفترة من كان يعيش بعيداً عن المسلمين أو نشأ
في جاهلية ولم تبلغه دعوة الإسلام.
قال تعالى:(وَمَا كُنَّا
مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا) الإسراء: 15
ثانياً:
أما عن حكم أهل الفترة والتحقيق على أنهم من أهل الجنة ليس بصحيح لأن
الحكم عليهم فيه خلاف بسطه الإمام ابن القيم رحمه الله في كتاب " طريق الهجرتين وباب السعادتين "
في طبقة
المقلدين وجهال الكفرة وأتباعهم، ومنهم العاجز عن السؤال والعلم والذي لا يتمكن من
العلم المريد للهدى مؤثر له محب له، غير قادر عليه ولا على طلبه لعدم من يرشده،
فهذا حكمه حكم أرباب الفترات، ومن لم تبلغه الدعوة، ولسان حاله يقول يارب لو أعلم
لك ديناً خيراً مما أنا عليه لدنت به وتركت ما أنا عليه، ولكن لا أعرف سوى ما أنا عليه ولا
أقدر على غيره، فهو غاية جهدي ونهاية معرفتي "
ومنها
أنهم يمتحنون
يوم القيامة، يؤمرون وينهون في ذلك اليوم: فإن أجابوا وأطاعوا الأمر دخلوا الجنة،
وإن عصوا دخلوا النار.
ثالثاً:
أما القول بأن غير
المسلمين في الغرب الذين لم تصلهم الدعوة بصورة لافتة للنظر ناجون من النار، لأن
الدعوة الإسلامية وصلت لهم مشوهة، فهذا كلام باطل لا يقوله جاهلاً فضلاً عن عالماً
، لشواهد كثيرة منها هل أهل الغرب الآن لا يعلمون بأن هناك دين يسمى
الإسلام، وأن هناك نبي لهذا الدين جاء برسالة من السماء؟!! وهل فقدوا الوصول إلى
الحق وقد أصبحت وسائل التلقي والاطلاع على مجريات الأمور في كل الكرة الأرضية سهله
ويسيره عبر الاتصالات المرئية والمسموعة والمقروءة، حتى يصلوا للحق ويدينون به؟!!.
وهذا القول مبتدع فمن
الذي قال من قبل
مثل هذا القول ومن سلفه
فيه بأنهم أهل فترة، وقد عَرف أهل العلم من هم أهل الفترة ؟.
والله المستعان ولا حول
ولا قوة إلا بالله
هذا. والله أعلى وأعلم