وعليكم السلام ورحمة الله
وبركاته
تسوية الصفوف في الصلاة من تمام الصلاة ومن
السنن التي سهى عنها الأئمة في هذا الزمان ، بسبب ما أحدث من غزل خطوط في فرش
المساجد ، وهذه الخطوط من البدع المحدثة التي جعلت الإمام يهمل تسوية الصفوف وهي من واجباته ، ويترك سنة النبي العدنان.
فعن النعمان بن بشير رضي الله
عنهما ، قال : (كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم يسوي صفوفنا حتى كأنما يسوي بها القداح ، حتى إذا رأى أنا قد عقلنا عنه ثم خرج يوماً ،
فقام حتى كاد أن يكبر ، فرأى رجلاً بادياً صدره فقال : ( عباد الله لتسون صفوفكم أو ليخالفن الله بين
وجوهكم) رواه مسلم
وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (سووا
صفوفكم، فإن تسوية الصف من تمام الصلاة) رواه البخاري، ومسلم، وابن ماجه، وغيرهم .
وفي رواية البخاري: (فإن
تسوية الصفوف من إقامة الصلاة)
ورواه أبو داود، ولفظه: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(رصوا صفوفكم، وقاربوا بينها، وحاذوا بالأعناق، فوالذي
نفسي بيده إني لأرى الشيطان يدخل من خَلَل الصف كأنها الحذف) رواه النسائي،
وابن خزيمة، وابن حبان في صحيحيهما.
وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(أقيموا الصفوف، وحاذوا بين المناكب، وسدوا الخلل،
ولينوا بأيدي إخوانكم، ولا تذروا فرجات للشيطان، ومن وصل صفا وصله الله، ومن قطع
صفا قطعه الله ) رواه أحمد، وأبو داود وغيرهما.
وقد ورد أحاديث في هذا الباب كثيرة ، حيث كان
النبي صلى الله عليه وسلم يبالغ
في تسوية الصفوف ويمر بين صفوف الصحابة الكرام رضي الله عنهم أجمعين في الصلاة ويسويها
بيده الكريمة .
فعن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: كان رسول
الله صلى الله عليه وسلم يأتي
ناحية الصف، ويسوي بين صدور القوم ومناكبهم. ويقول: (لا
تختلفوا، فتختلف قلوبكم، إن الله وملائكته يصلون على الصف الأول) رواه ابن
خزيمة
وتسوية الصفوف أيضاً من سنن الخلفاء الراشدين
والصحابة الطاهرين
فرُوي عن عثمان وعلي رضي الله عنهما ،أنهما كانا
يتعاهدان تسوية الصفوف ، ويقولان: استووا.
وعندما كثر الناس في زمن عمربن الخطاب رضي الله
عنه وكل رجالا بإقامة الصفوف ، فلا يكبر حتى يخبَر أن الصفوف قد استوت .
وقد ذهب كثير من أهل العلم إلى القول بوجوب
تسوية الصفوف، ومن هؤلاء الإمام البخاري؛ فإنه ترجم في صحيحه بقوله: (باب إثم من لم يُقِم الصف)، ثم ساق الأحاديث الواردة
في الباب
وكان شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يميل إلى القول بوجوب تسوية الصفوف. قال أنه
يجب تسوية الصفوف؛ لأنه صلى الله عليه وسلم رأى رجلا باديا صدره،
فقال: (لتسون صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم)
متفق عليه .
وقد ذهب ابن حزم الظاهري إلى فرضية ذلك ، وقال: إذا
كان من إقامة الصلاة فهو فرض؛ لأن إقامة الصلاة فرض، وما كان من الفرض فهو فرض
وعليه فإن المبالغة في تسوية الصفوف من واجبات
الإمام ومن سنن خير الأنام سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ،الذي غفل عنها كثيراً
من الناس وتركها الإمام وأهملها في هذا
الزمان .
هذا. والله أعلى
وأعلم