وعليكم ورحمة الله وبركاته
أبنتنا الكريمة
شفاك الله وعفاك ونسأل الله أن يدفع عنا وعنك وعن المسلمين هذا الشر المبين
أولا: اعلمي بأن الوسواس أصلاً من الشيطان الرجيم
قال تعالى: ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ، مَلِكِ
النَّاسِ ، إِلَهِ النَّاسِ ،مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ، الَّذِي
يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ ،مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ ) سورة الناس
فأصل كل شر هو أبليس عليه لعنة الله والناس
أجمعين،
يوسوس في صدور الناس، فيحسن لهم الشر، ويقبح لهم
الخير ويثبطهم عنه، ويريهم إياه في صورة غير صورته، وهو دائمًا بهذه الحال يوسوس
ويخنس أي: يتأخر إذا ذكر العبد ربه واستعان على دفعه.
فاينبغي على العبد أن يستعين ويستعيذ ويعتصم بالله
العظيم الذي خلقه وخالق كل شيء.
ثانيا: أما أقسام الوسواس فهو نوعان
إما أن يكون وسواس من الجن لوجوده داخل الجسد
وهذا لابد أن يكون كافراً وله أعراض على الأنسان في الظاهر والباطن وله طرق لعلاجه
أو يكون وسواس قهري من القرين ويتطور إذا ترك
دون علاج ويتشعب إلى أنواع منها: ( وسواس في الطهارة ـ وسواس في ذات الله ـ وسواس
في العقيدة ـ وسواس في المرض ـ وسواس في الموت ـ وسواس في الناس ) وغيره من الأنواع
وهذا أيضا له طريقه في علاجه منها الاستعانة
بالله والمواظبة على الطاعة والعلم في باب الوسواس فإذا كان الوسواس في الطهارة
يتم دراسة باب الطهارة في أي كتاب فقه حتى يغلق عليه هذا الباب بالعلم، وإن كان في
ذات الله يتم دراسة كتاب عن صفات الله وربوبيته وألوهيته سبحان وتعالى . وهكذا.
ثالثا: أما بالنسبة لحكم هذا الوسواس فيجب أن تعلمي بأن مراتب قصد الفعل
خمسة (الهاجس ثم الخاطر ثم حديث النفس ثم الهم ثم العزم) والهاجس والخاطر وحديث
النفس لا يؤاخذ العبد عليهم لحديث النبي صلى الله عليه
وسلم: (إن الله تجاوز لي عن أمتي
ما وسوست به صدورها ما لم تعمل أو تكلم) وعلى العبد أن
يقطع الاسترسال مع هذه الوساوس ، والانتهاء
عنها، امتثالا لحديث : " فإذا بلغ ذلك فليستعذ بالله ولينته "
هذا. والله أعلم
ونسأل الله الشفاء لمرضى المسلمين أجمعين
أنه ولي ذلك والقادر عليه