وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
إن جريمة الزنى في الشرع بخلاف أي جريمة ، ولذلك هي
الجريمة الوحيدة التي تتطلب لإثباتها أربعة شهود .
قال تعالى : (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ
فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ
الْفَاسِقُونَ ) النور: 4
وهذا الحكم على الرجل والمرأة سواء .
وإذا أرادت هذه الزوجة الانفصال عن زوجها ولم يكن عندها
الشهود الأربعة ، فعليها المباهلة ( الملاعنة ) حتى تنفصل عنه .
قال تعالى : (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُن لَّهُمْ شُهَدَاء إِلَّا أَنفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ ، وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِن كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ ، وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ ،وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِن كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ ) النور: 6 ـ 9
أما تحريم نفسها عليه فهذا لا يجوز شرعاً ، فكيف تحرم ما احله
الله عز وجل ، وبينهما عقد شرعي لم ينقطع بطلاق أو بموت
، وله حقوق شرعية سوف تسأل عنها اتجاه ، ولكن لها أن
تعذره بالهجر إذا كان هذا ممكن أن يؤثر فيه ، ولا تطيل حتى لا
يكون سبباً وعوناً للشيطان عليه ، مع تقديم النصح له وتبين له
حرمة الزنى والوقوع في الحرام ، وعقاب من يفعل هذا الجرم ،
ويتم ذلك إما بالحديث معه ، أو عبر الشرائط والمحاضرات والكتب ، لعل الله يصلح حاله ، ولها الأجر عن هذا . ثم الأصل والواجب عليها بأن تستر عليه ولا تفضح أمره ، وقد قال أهل العلم بأن الأفضل للمسلم أن يستر على الزاني إذا رآه يزني ، مع نصحه ، إلا إذا كان الزاني من أرباب الفواحش ، ويعمل بيوت الدعارة ، وممتهن إفساد بنات المسلمين ، فهذا لا يُستر عليه ، بل يجب ردعه ، بعد التثبيت عليه . واستدلوا بإعراض النبي صلى الله عليه وسلم ، أكثر من مرة عن الرجل الذي جاء مقراً بالزنى
وكذلك قصة ماعز والغامدية التي زنت .
ثم عليها أيضا أن تبحث ماهي الدوافع والأسباب التي جعلت هذا
الرجل يبحث عن الحرام ويقع في الزنى ، لأن هذه الجريمة من
أسبابها الغريزة الموجودة داخل الإنسان ، وإن لم يكن هناك
خوف من الله وإشباع لهذه الغريزة ، ما وقع فيما وقع فيه
، فعليها مراجعة نفسها وزوجها وعلاج القصور الذي دفع هذا
الرجل لهذه الجريمة.
ونسأل الله أن يتوب علينا وعليه
ويغفر لنا وله ولسائر المسلمين
والله أعلى وأعلم