أولا:
التدخين ليس من مبطلات الوضوء، بل هو يقاس على الروائح الكريهة التي ورد فيها أحاديث النهي بسبب رائحتها ومنها:
فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه في فتح خيبر أن
النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: " من أكل
من هذه الشجرة الخبيثة شيئاً فلا يقربنا في المسجد"، فقال الناس: حرمت، حرمت، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " أيها الناس إنه ليس بي تحريم ما أحل الله لي، ولكنها شجرة أكره ريحها "أخرجه مسلم
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من أكل البصل والثوم والكراث فلا يقربن مسجدنا، فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم) رواه مسلم
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : " أيها الناس تأكلون شجرتين لا أراهما إلا خبيثتين هذا البصل والثوم، لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إذا وجد ريحهما من الرجل في المسجد أمر به فأخرج إلى البقيع فمن أكلهما فليمتهما طبخاً "
قال تعالى:(وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِم الْخَبَآئِثَ) الأنعام: 157
فالدخان وما ينزل منزلته من مشروبات ليس من الطيبات بل من الخبائث والواقع
العلمي يحكم بأن شجرة الخشخاش لا يقف عليها النحل ، والمعروف
بأن النحل لا يقف إلا على الطيب، والواقع العملي بأن المدخن يشربها في بيت
الخلاء وهو مكان فيه الخبث والخبائث بدليل دعاء دخول الخلاء.
ثانيا:أما حكم التدخين في الإسلام
فالتدخين فيه ضرر على صحة الإنسان وبدنه وفيه إسراف وتبذير في ماله .
فعَنْ أَبِي سعيدٍ سعدِ بنِ سِنانٍ الخُدْريِّ رَضِي اللهُ عَنْهُ أنَّ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: ) لاَ ضَرَرَ وَلاَ ضِرَارَ) حديثٌ حسَنٌ رواهُ ابنُ ماجَه والدَّارَقُطْنِيُّ
وقد شهد الواقع الطبي بأن أكثر أمراض القلب والصدر سببها التدخين . أما عن إسراف المال وتبديره.
قال تعالى: (وكُلُوا واشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبّ الْمُسْرِفِينَ) الإعراف: 31
وقال تعالى: (وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ * فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ * وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ * لا بَارِدٍ وَلا كَرِيمٍ * إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ)الواقعة : 41-45
وقال تعالى: (وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً * إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورا)الإسراء: 26-27
كما إن التدخين يؤدي إلى التهلكة وقتل النفس
قال تعالى: (وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ) سورة البقرة: 159
وقال تعالى: (وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْإِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا )النساء:29
وَعن أَبِي سَعِيدٍ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لَا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ وَعَنْ عِلْمِهِ فِيمَ فَعَلَ وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ وَعَنْ جِسْمِهِ فِيمَ أَبْلَاهُ "
رواه الترمذي