استكمل الشيخ عبدالعزيز الطريفي وطلابه الدورة الحديثية (في قراءة سنن الدارمي رحمه الله) في يومين كاملين بمسجد أسامة بن زيد بحي ملقا بالرياض، وذلك في مجلس حضره قرابة 500 طالب وطالبة علم، وقُرئ فيه كتاب سنن الدارمي حرفًا حرفًا بأسانيده، وهو في أربعة مجلدات في كل مجلد قرابة ألف حديث، حيث اكتظ المسجد بطلاب العلم من الرجال والنساء، إضافة إلى الساحات الخارجية المستورة بالأروقة.
ويعلق محمد المهنا أحد طلاب الشيخ الحاضرين بأن المجلس الأول قد بدأ بعد صلاة الفجر واستمرت القراءة حتى الساعة العاشرة ليلاً مع استراحات يسيرة للطعام والوضوء قبل الصلوات، بينما كان المجلس الثاني يومًا مختلفًا عجيبًا، فقد استمرت القراءة قرابة عشرين ساعة (من بعد صلاة الفجر إلى الساعة الواحدة ليلاً من ليلة الجمعة) بقراءة متواصلة دون انقطاع يتعاقب عليها ستة من طلبة العلم المتميزين من حيث قوة الصوت وإجادة النحو وسرعة القراءة، مع تعليقات كثيرة مختصرة يقوم بها الشيخ عند الحاجة إلى إصلاح تصحيف أو فك مغلق أو إشارة إلى لطيفة حتى بلغت التعليقات أكثر من مائتي تعليق.
وأكد المهنا أن الحضور - رجالاً ونساء - لم يبرحوا مكانهم مع طول الوقت ومشقة المتابعة؛ فالذين حضروا بعد صلاة الفجر هم الذين انصرفوا قبيل الواحدة ليلاً!! حيث تخلل وقت القراءة دخول الوجبات على الطلاب في مكان القراءة أثناء قراءتهم فكان الواحد منهم يضع قلمه ويطوي كتابه ويُقبل على طعامه، فإذا فرغوا استؤنف الدرس بعد ذلك مباشرة كسبًا للوقت.
وقال: "أحد المحسنين قام بوضع طاولة عليها الكثير من الاحتياجات على مدار الساعة مثل القهوة والشاي الأحمر والأخضر والكاباتشينو والكليجا والمعمول شمل الرجال والنساء".
وأضاف المهنا: من المواقف الطريفة أن أحد طلاب العلم (ممن حضروا من مكة) مشى مع الشيخ إلى بيته وقال له: اسمح لي أن أقرأ عليك حديثين اثنين، فقد حضرت الدروس كاملة وسمعت كل أحاديث الدارمي دون استثناء ما عدا حديثين اثنين، خرجت من المسجد ففاتني سماعهما!).
وأردف أنه من المبهجات حضور بعض الطلاب والطالبات من صغار السن جدًّا، منهم طفل فتى في السادسة الابتدائية حضر المجلس كاملاً (قرابة عشرين ساعة) وهو جالس كما يجلس الكبار يسمع القراءة ويطالع كتابه المفتوح أمامه، وقد جاء مع أخته الحاضرة مع النساء.
وأشار إلى أنه تم خلال الدرس إحصاء من حضر من الرجال والنساء وكتابة أسمائهم ليحصلوا على إجازة حديثية عالية الإسناد في كتاب الدارمي، مبينًا أن عددًا من طلاب العلم من مكة والقصيم والدمام ومناطق متفرقة كثيرة حضروا الدرس، كما حضره عن طريق الإنترنت عدد كبير من البلاد الإسلامية وأوروبا وأمريكا وأرسلوا أسئلة حديثية وفقهية كثيرة، مؤكدًا أن الشيخ الطريفي قد وافق على دورات أخرى مشابهة، سيُعلن عنها في وقتها ومن المقترح أن تكون الدورة القادمة في موطأ الإمام مالك.
من جانبها، قدَّرت إحدى المشاركات عدد الحاضرات بمائة وستين امرأة، حيث حضر مجلس النساء عددٌ كبير من أستاذات علم الحديث وطالبات العلم والداعيات المعروفات، ومنهن: د. رقية المحارب، د. نوال العيد، د. أميرة الصاعدي.