وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أولا :
لا يوجد عند أهل السنة والجماعة هذا المسمى من التسبيحات بل هو من المسميات المبتدعه في كتب الروافض الشيعة وهذا المسمى لا أصل له ولا دليل ومرفوض شرعا واصطلاحا ووعقلا .
ثانيا: التوضيح اللغوي والشرعي :
المعني اللغوي :
فهي مأخوذة من " السَّبْح " : وهو البُعد :
يقول العلامة ابن فارس : " العرب تقول : سبحان مِن كذا ، أي ما أبعدَه . قال الأعشى :
سُبحانَ مِنْ علقمةَ الفاخِر أقولُ لمّا جاءني فخرُهُ
وقال قوم : تأويلُهُ عجباً له إِذَا يَفْخَر . وهذا قريبٌ من ذاك ؛ لأنَّه تبعيدٌ له من الفَخْر " انتهى.
"معجم مقاييس اللغة" (3/96)
لو نظرنا إلى معنى كلمه تسبيح تعني ( تنزيه وتقديس ) وهو تنزيهه سبحانه وتعالى عن العيب ، والنقص ، والأوهام الفاسدة ، والظنون الكاذبة .
فتسبيح الله عز وجل إبعاد القلوب والأفكار عن أن تظن به نقصا ، أو تنسب إليه شرا ، وتنزيهه عن كل عيب نسبه إليه المشركون والملحدون .
وبهذا المعنى جاء السياق القرآني :
قال تعالى : ( مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ ) المؤمنون/91
( وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ . سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ ) الصافات/158-159
( هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ ) الحشر23
أما في السنة المطهرة
ما رواه الإمام أحمد في "المسند" (5/384) عن حذيفة رضي الله عنه – في وصف قراءة النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الليل - قال : ( وَإِذَا مَرَّ بِآيَةٍ فِيهَا تَنْزِيهٌ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وقال مجاهد التسبيح : انكفاف الله من كل سوء .
وعليــــه
التسبيح يجب أن يلحق بالله عز وجل ولا يلحق بأحد لإنه ذكر وهذا معروف شرعا ولغة . فأنا لنا أن نلحق التسبيح باسم احد مهما كان ولو كان سيد الخلق فلا يجوز أن نقول تسبيح محمد .
ثالثا :
أما ذهاب بعض الناس من الذين ليس لهم حظ من العلم وإن كانوا من أهل السنة ونسبوا هذا التسبيح لان النبي علمه للسيدة فاطمة رضي الله عنها ذهاب ضعيف وغير مقبول لإمور منها :
( أ ) هل كلما علم النبي شيئا لإحد إن كان من أهل بيته أو من الصحابة أو من عامة المسلمين ينسب إلى المتعلم ؟
( ب ) عقلا وعرفا بأن العلم ينسب لمن يعلم وليس لمن يتعلم ولذلك سمي كل قول للنبي أو فعل أو تقرير منه ( بالسنة ) نسبا إلى المعلم بأبي هو وأمي وهذا بخلاف القرآن منسوب لله عز وجل .
الخلآصـــــــــة
وعليه لا يجوز أن ننسب هذا التسبيح للسيدة فاطمة رضي الله عنها ولا نقول به لتلك الأسباب ولعدم التشبه بقول الروافض الشيعة الذين حرفوا وضلوا عن سبيل الله لأننا منهي عنا التشبه بأي ملة أو فرقة أو طائفه . وعن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: « من تشبه بقوم فهو منهم » أخرجه أبو داود وصححه ابن حبان.
هذا والله أعلم وصلى وسلم على محمد وآله وصحبه وسلم