أثار مشهد مثول الرئيس المصري السابق "محمد حسني مبارك" في قفص الاتهام في الجلسة الافتتاحية لمحاكمته العديد من ردود الأفعال حول العالم؛ حيث اعتبرت الدوائر السياسية الغربية أن المحاكمة التي تأتي بعد نحو ستة شهور من ثورة الخامس والعشرين من يناير هي محاكمة القرن التي ستؤرخ لبدء حقبة جديدة تشهدها مصر وهو ما سيكون له تداعياته وتأثيراته المباشرة وغير المباشرة على العالم الخارجي.
واستهلت صحيفة "ديلي تليجراف" البريطانية صفحة الرأي الخاصة بها "تليجراف فيو"بعنوان "مصر بعد مبارك"؛ مؤكدة أن محاكمة الرئيس المخلوع "محمد حسني مبارك" بمثابة نقطة انطلاق هامة تخرج مصر من الماضي الذي عاشته في ظل نظام قمعي حكم البلاد على مدى عقود من الزمان. ولكن طالبت التليجراف العالم الغربي بالاعتياد على أن مصر بعد سقوط مبارك ستكون أكثر تقلبًا ولن تكون حليفًا قويًا للغرب بالنحو الذي كانت عليه من قبل.
ونعرض فيما يلي نص المقال كما ورد بالصحيفة، وجاء فيه:
حمل المشهد المهين لرجل مريض في الثالثة والثمانين من عمره فوق سرير طبي يُدفع بعجلات إلى داخل قفص اتهام في قاعة إحدى المحاكم إيحاءات بأنها إحدى المحاكمات الاستعراضية في الحقبة السوفييتية. فمعظم المصريين أرادوا رؤية "حسني مبارك" أمام العدالة، إلا أنه يبدو أن الكثيرين قد راعهم مشهد الحاكم الاستبدادي الذي حكم البلاد بقبضة من حديد على مدار 30 عامًا يصل إلى هذا الوضع المهين.
وبالرغم من قسوة المشهد، فإن محاكمة الرئيس السابق إلى جانب نجليه وعدد من مساعديه هو بمثابة نقطة انطلاق هامة في الوقت الذي تخرج فيه مصر من ماضيها القمعي- ولو أنها كان يمكن أن يكون لها تأثير أكبر على أهداف الحق والمساواة إذا ما جرت في ظل نظام ديموقراطي فعال. وذلك ما يطرح سؤالاً بشأن ما إذا المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يحكم البلاد سوف يفي بوعده بإجراء انتخابات حرة ونزيهة في هذا الخريف أم لا. وكان قد تقرر أن يُجرى الاقتراع في نوفمبر المقبل إلا أن المباديء التي صادق عليها الضباط العسكريون معقدة بصورة مفرطة، كما من المحتمل أن يتم استبعاد مراقبي الانتخابات الأجانب من العملية الانتخابية. وهذا ليس له وقع جيد: فالعديد من المصريين يخشون من أن يستمر الجيش في الإمساك بزمام الأمور. وفي الوقت نفسه، تستغل الجماعات الإسلامية - وهي حتى الآن أفضل الكيانات السياسية تنظيمًا في البلاد- الفجوة الحالية لإعداد أنفسهم للسلطة. وقد خرج الأسبوع الماضي أكثر من مليون شخص من الأصوليين الإسلاميين إلى الشوارع مطالبين بمصر إسلامية.
وكان قد حذر الكثيرون في وقت سقوط الرئيس السابق "حسني مبارك" من أن ربيع العرب يمكن أن يسفر عن نتائج ضارة بالنسبة للمصالح الغربية. فقد كان هذا الرجل لا يترأس دولة معتدلة وعلمانية فحسب، ولكنه أثبت أنه حليف موثوق للغرب في منطقة متقلبة سياسيًا. ولكننا بغض النظر عن نتائج انتخابات نوفمبر، يتعين علينا أن نبدأ في الاعتياد على فكرة أن أكبر دولة تعدادًا للسكان في العالم العربي ربما لن تكون في المستقبل ممثلة لأيٍ من هذه الأشياء.
اسم المقالة:
محاكمة مبارك ... حقبة مصرية جديدة
تاريخ الاضافة:
14/08/2011 
الزوار: 1116
الصفحة الرئيسية 
السيرة الذاتية للشيخ 
قســـم الفــتاوى 
قتـــاوى الشيخ 
مكتبة الكتب 
ركـــن القـصــص 
الدروس الكتابية 
الـــقــران الــكـريم 
المـكتبة الـمــرئية 
الخـطب والـدروس 
ركــن الانـاشــــيد 
ادعــيــة واذكـــــار 
البرامج الاسلامية 
تــواقيـع اسلامية 
خلفيات اسلامية 
ركــن الــفلاشـات 
شـاشــات تــوقف 
الـجـوال الـدعــوي 
دلـــيــل مــواقــع 
مـركــز التحـمــيـل 
الاحــصـــائــيـــات 
ســجــل الــــــزوار 
اخـبـر صــديــقــك 
اتـــصـــل بــــــنـــا