بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

مرحبا بكم في موقع فضيلة الشيخ/ محمد فرج الأصفر نتمنى لكم طيب الاقامة بيننا        
:: الأخبار ::
فضل الترضى عن الصحابة .. والرد على من قال بعدم الترضى ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     هل شفاعة النبي يوم القيامة للمسلمين وغير المسلمين؟ والرد على المردفين ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     رد الشبهات على من قال بفناء النار أو إلغائها ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     ورحل شهر رمضان فماذا أنتم فاعلون؟ ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     الرد على من قال بعدم دخول أبو لهب النار ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     رمضان في غزة جوع ودموع وحرمان من العبادة ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     الرد على من يزعم ان الجنة يدخلها غير المسلمين ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     ثماني عبادات لا تغفلوا عنها في رمضان ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     ملف شهر رمضان ... مقالات وفتاوى ودروس ( العلوم الإسلامية )     ||     أبشروا جاءكم شهر رمضان ... وكيف نستقبله؟ ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     
:جديد الموقع:
 

موقع الشيخ محمد فرج الأصفر || أبعاد التدخل الكيني في الصومال
::: عرض المقالة : أبعاد التدخل الكيني في الصومال :::
Share |

الصفحة الرئيسية >> أقلام القراء >> مقـــالات منـوعـــة >> مقالات مترجمة

اسم المقالة: أبعاد التدخل الكيني في الصومال
كاتب المقالة: ترجمة: مركز الشعلة للأبحاث والنشر والترجمة
تاريخ الاضافة: 22/11/2011
الزوار: 1346

دخلت كينيا أسبوعها الثالث في عملياتها العسكرية الكبرى داخل أراضي جارتها الصومال، وأسمت العملية "حماية الأمة"، وهي أكبر عملية عسكرية منذ استقلال كينيا عام 1963. فما يقرب من ألف وستمائة جندي اجتاحوا مناطق جنوب الصومال التي يسيطر عليها جماعة الشباب الإسلامية، كما تحركت القوات الجوية الكينية أيضًا، وشنت هجمات قصف لقواعد المقاتلين التابعين لحركة الشباب، بل واستخدم المتحدث باسم الجيش الكيني حسابه على تويتر لتحذير السكان الذين يعيشون إلى جوار معسكرات الشباب في عشر بلدات بأنهم يجب أن يتخذوا حماية من الهجمات الوشيكة.

س: لماذا كان الغزو الكيني للأراضي الصومالية؟

ج: لقد تضررت كينيا كثيرًا بسبب حالة عدم الاستقرار المستمرة في جارتها الصومال، وقد تخطت تلك الحالة من عدم الاستقرار حدود الصومال لتصل إلى الدول المجاورة، والمثال على عدم الاستقرار هذا كان معسكر داداب للاجئين في شمال شرق كينيا، والذي استقبل الصوماليين الذين هربوا من المأساة الإنسانية في بلاده، وقد وصلت الأرقام في هذا المعسكر إلى أكثر من 450 ألف لاجئ بسبب ظروف المجاعة في أجزاء من جنوب الصومال، ومما فاقم الأوضاع هناك هو اختطاف اثنين من عمال الإغاثة الأسبان من ذلك العسكر وتم نقلهم إلى الصومال، مما يعني أن عمليات الإغاثة سوف تتضرر بصورة كبيرة، ولكن كانت القشة التي قصمت ظهر البعير هي الهجمات المستمرة على المنتجعات الساحلية التي شنها بعض قطاع الطرق واللصوص الصوماليون في الفترة التي سبقت الهجمات على داداب. ففي البداية قتل رجل بريطاني واختطفت زوجته من منتجع ساحلي قريب للحدود الصمالية، ثم تم اختطاف مسنة قعيدة فرنسية بالقرب من لامو وتم نقلها إلى الصومال، ثم قتلت بعد ذلك، وقد طلب خاطفوها فدية من أجل استرجاع جثمانها. والسياحة تعد أساسية للاقتصاد الكيني، ودخلت البلاد في ذروة الموسم السياحي هناك، ولا يعلم على وجه التحديد إذا كانت جماعة شباب المجاهدين الصومالية هي المسئولة عن حالات الاختطاف تلك أم لا، ولكن السلطات الكينية قالت: إنهم كانوا بالفعل يخططون لغزو عسكري حتى قبل حدوث تلك العمليات، ولكن تلك العمليات ساعدت على معرفة الكينيين بمدى خطورة المشكلة الصومالية بالنسبة لهم، وأهمية اتخاذ خطوات من أجل مقاومة ذلك.

س: ما هي الأهداف العسكرية؟

ج: بالأساس السلطات الكينية تريد أن تبعد شباب المجاهدين عن أراضيها بأن تتدخل داخل حدودها، واختبرت بالفعل فرض منطقة عازلة داخل الأراضي الصومالية لمنع مثل تلك الهجمات، ففي وقت سابق هذا العام أيدت تشكيل منطقة ذات استقلال ذاتي أسمتها جوبالاند أو أزانيا، توفر الأموال والإمدادات لتلك المنطقة التي تشكلت في عجلة تحت قيادة وزير الدفاع الصومالي السابق. وتلك المبادرة لم تخرج إلى النور، لذلك فإن كينيا استلمت زمام المبادرة بدلاً من الاعتماد بصورة كبيرة على شركائها المحليين.

س: ما هو حدود التدخل الأمريكي في تلك العمليات؟

ج: إن وضعية كينيا كشريك أمني قديم مع الولايات المتحدة قد زادت من التوقعات بأن الولايات المتحدة تشارك في تلك العملية، ومن المؤكد أن كلا البلدين يشتركان في المصالح في هزيمة الشباب، وهي مصنفة كمجموعة إرهابية في الولايات المتحدة، ولكن يؤكد القادة العسكريون الأمريكيون أن قرار الزو الكيني للأراضي الصومالية كان خاصًّا بكينيا وحدها، وقالوا: إنهم حتى لم يخطروا قبل اتخاذ كينيا لتلك الخطوة العسكرية هناك، ولكنهم بالفعل عبَّروا عن دعمهم القوي لتلك العملية، وقد ترددت كينيا في إعلان أسماء الشركاء الدوليين الذين ساعدوا في تلك الهجمة العسكرية، فليس من المصادفة أن تكون القاعدة الجوية الأمريكية في إثيوبيا قد دخلت حيز العمل مؤخرًا، فتلك القاعدة تعمل كمنصة إطلاق للطائرات المسيرة التي تقوم بعمليات الاستطلاع ومكافحة الإرهاب عبر القرن الإفريقي، ويقول البنتاجون: إن طائرات "ريبر" المسيرة غير مسلحة، ولكنها قادرة على أن يتم نشرها في العمليات الهجومية، وقد استخدمت بالفعل الصواريخ من الطائرات الممسيرة لقتل زعماء القاعدة المشتبه بهم في الصومال.

س: ما هي المخاطر العسكرية بالنسبة لكينيا؟

ج: قد اجتاحت القوات الكينية الصومال في ظل موجة من الدعم الشعبي لتلك العملية، وكل الحديث حتى الآن عن مكاسب عسكرية كبيرة، ولكن يجب ألا يتم خداع كينيا: فتلك عملية عسكرية خطيرة، وسوف تزداد المخاطر كلما طال أمد العمليات. فكينيا لم توضح بجلاء أهدافها العسكرية، ولكن في المقابل أصدرت إعلانًا غامضًا عن تخليص الصومال من المتطرفين، وهو ما يزيد المخاوف من تورط طويل وفوضوي لتلك العملية. فتاريخ التدخلات العسكرية الخارجية في الصومال يجب أن يعطي كينيا وقفة للتفكير. فالصوماليون يبدو أنهم لا يوافقون على تلك العمليات، وهو ما قد يؤدي إلى توحدهم لمعارضة التدخلات الخارجية في شئونهم الداخلية. فقد رأينا ذلك عام 2006 عندما غزت إثيوبيا الصومال للإطاحة باتحاد المحاكم الإسلامية، والتي كانت عبارة عن سلطة حاكمة توصلت إلى نجاحات معقولة في إحلال بعض النظام لمقديشيو ولكن خطاباتهم المعادية لإثيوبيا أقلقت أديس أبابا، فقد تحول الغزو إلى احتلال وحشي، مما أطلق موجة من المقاومة استمرت حتى اليوم، وقد انسحب الإثيوبيون بعد ذلك بعامين، وكينيا لا ترى بنفس مستوى العداء مثل إثيوبيا، التي تعد الخصم الألد والتقليدي للصومال. ولكن يجب على الكينيين أن يسيروا بحذر بالرغم من ذلك، فالخسائر المدنية من المتوقع أن تزيد من العداء الصومالي لكينيا، وقد وردت بالفعل تقارير من منظمة طبية دولية أن خمسة مدنيين في معسكر للمهجرين داخليًّا قتلوا في ضربة جوية على مدينة جيبيل. فالأخطاء مثل تلك سوف تشعل الرأي العام المحلي ضد كينيا.

كما أن كينيا أيضًا لديها تجمعات محلية مما يقرب من 2.4 مليون صوماليين كينيين يجب وضعهم في الاعتبار، معظمهم في نيروبي وعلى الساحل. وقد ارتفعت المخاوف من وجود طابور خامس داخل كينيا، فحركة الشباب لعبت على تلك المخاوف أيضًا، ووعدت بشن عمليات هجومية داخل كينيا، فقد كان هناك ثلاث هجمات بقنابل داخل كينيا في الأيام العشرة الماضية، وتم القبض على أحد الأشخاص الذين لهم علاقة باثنين من تلك الهجمات واعترف في المحكمة بتعاطفه مع حركة الشباب.

وهناك مشكلة أخرى لكينيا هو أن حلفاءها في جنوب الصومال لا يمكن الاعتماد عليهم، فبعضهم كان يقاتل إلى جوار حركة الشباب حتى وقت قصير قبل أن يغير مواقفه، كما أن هناك أيضًا مخاطر من أن تلك العمليات تحرك إثيوبيا هي الأخرى والتي لديها أيضًا عملاؤها في جنوب الصومال، والجماعات العرقية التي من المتوقع أن تحظى بالاستفادة الأكبر من الغزو الكيني لجنوب الصومال هي قبيلة أوجاديني، والتي قام أعضاؤها داخل إثيوبيا بمقاومة السلطات الحكومية الإثيوبية لفترة طويلة داخل أديس أبابا.

س: هل الشباب بدأت تلفظ أنفاسها؟

ج: سيكون من السابق لأوانه إعلان انتهاء حركة الشباب، ولكن الحركة بالقطع أصبحت أكثر ضعفًا عما كانت عليه في بداية هذا العام، فأولاً أي دعم شعبي كانت تحظى به تبخر الآن بسبب الطريقة التي عالجت بها الجفاف في المناطق التي تخضع لسيطرتها، وداخل حركة الشباب توجد انشقاقات بين المجاهدين الذين أتوا من بلاد أخرى وبين أولئك الذين لديهم أجندات أكثر محلية ووطنية، وهذا الصدع اتسع بسبب المجاعة، فقادة الشباب الذين تأثرت مناطقهم بصورة كبيرة من الجفاف يريدون أن تدخل المساعدات الإنسانية الأجنبية في مناطقهم، ولكن عارضهم المتشددون من مناطق أخرى من البلاد.

فبالإضافة إلى ضعفها السياسي، فإن حركة الشباب تحت ضغط عسكري كبير، فمع التهديد الكيني فإنها محصورة أيضًا من الإثيوبيين على حدودها الغربية، بل إنها أجبرت على التراجع من العاصمة الصومالية مقديشيو في أغسطس في أعقاب الهجوم الذي شنته قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الإفريقي البالغ عددها تسعة آلاف جندي (وصفت الانسحاب بأنه تكتيكي آنذاك)، ثم قامت بعد ذلك بالانتقام عن طريق شن سلسلة من التفجيرات الانتحارية.

وحتى الآن فإن حركة الشباب شهدت انتعاشة مالية مؤخرًا، فقد استطاعت أن تجني الكثير من الأموال من الضرائب ومن عائدات الموانئ ومن تصدير الفحم، ولهذا السبب فسوف يكون من المثير أن نرى ما الذي سيجرى إذا استطاعت القوات الكينية أن تؤمن المدينة الساحلية كيسمايو، والتي تعد من أهم معاقل حركة الشباب، فالسيطرة على ميناء كيسمايو يمثل مصدر عائدات مهم لحركة الشباب، وإذا ما فقدوه سوف يتعرضون إلى ضربة مالية كبرى.

لذلك فإنه لا يزال من المبكر التقليل من شأن حركة الشباب وقدراتها، فأولاً هناك مخاطر أن تؤدي العمليات العسكرية الكينية إلى نتائج عكسية بأن الغزو سوف يساعد في حشد الدعم وراء حركة الشباب في الوقت الذي بدأوا فيه يظهرون بمظهر الضعف، كما أن هناك علامة استفهام كبرى حول منافستها الإقليمية الكبرى وهي الحكومة الفيدرالية الانتقالية، والتي لم تظهر حتى الآن أية علامات أنها تستطيع الاستفادة من إخفاقات وضعف حركة الشباب، فالحكومة الانتقالية تحظى بالدعم الدولي ولكن معظم الشعب الصومالي يكرهها بسبب عجزها وفسادها وعدم قدرتها على توفير الخدمات العامة، فحتى إذا ما تم القضاء على حركة الشباب أو طردها من معاقلها، فإن عجز الحكومة الفيدرالية يعني أن الناتج سوف يكون فراغًا في السلطة والانزلاق مرة ثانية إلى حقبة أمراء الحرب والصراعات فيما بينهم من جديد.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* ريتشارد داوني باحث ونائب مدير برنامج إفريقيا في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن

طباعة


روابط ذات صلة

  هل يقبل الغرب صعود الإسلاميين للسلطة؟!  
  استقالات الجيش ومرحلة جديدة في تركيا  
  محاكمة مبارك ... حقبة مصرية جديدة  
  أنشودة الغرب.. "الإسلاميون قادمون"  
  تركيا تدرس تكلفة التصعيد مع سوريا  
  انتخابات مصر... والاختبار الصعب  
  ماذا لو وجهت واشنطن ضربة لإيران؟!  
  كيف ترى "إسرائيل" صعود الإسلاميين في مصر؟  
  النفوذ الإيراني في إفريقيا  
  مزيج الخطر .. النفط الإيراني والعقوبات الأمريكية  
  نظام الأسد.. بداية النهاية  
  إسلاميو مصر وعوائق ما بعد الانتخابات  
  سوريا بين شبيحة الأسد وحزب الله  
  خيبة أمل إيرانية في الربيع العربي  
  في أزمة سوريا.. واشنطن تتخلى عن الدوافع الأخلاقية!  
  هل الحدود مع مصر قابلة للانفجار؟  
  تخوفات "إسرائيلية" من برلمان مصر  
  مصر.. ورطة ما قبل الانتخابات الرئاسية  
  اليمن فوق صفيح ساخن  
  حواديت عمر سليمان  
  الغرب يسعى لتقسيم نيجيريا للقضاء على الأغلبية المسلمة  
  إعادة تعريف تنظيم القاعدة  
  سيناريوهات أمريكية محتملة لنهاية الأزمة السورية  
  لماذا بدأت إيران تغيير لهجتها الصارمة تجاه واشنطن؟  
  العزوف عن الزواج بالمغرب .. بين انتفاء القدرة وحميمية حرة  
  ماذا تحمل أمريكا لمصر؟  
  لماذا بدأت إيران تغيير لهجتها الصارمة تجاه واشنطن؟  
  جول يناقش طروحات حل الأزمة السورية.. والحقبة التركية بالمنطقة  
  صعود الأكراد في سوريا  
  ماذا تحمل أمريكا لمصر؟  
  سوريا والمحيط: أولى مؤشرات التقسيم  
  ماذا تحمل أمريكا لمصر؟  
  مجاز "وحيد القرن" في مصر  
  إلى متى سيستمر بوتين في احتواء التيارات الدينية في روسيا؟  

أحدث الإضافـات

  الجزائر.. الاحتجاجات ووعي الإرادة  
  السودان.. استمرار سيولة الدولة  
  ماذا يعني قانون يهودية الدولة؟  
  قانون القومية.. تكريس لليهودية وإلغاء للهوية الفلسطينية  
  ميلانشون مفاجأة الشوط الأخير برئاسيات فرنسا  
  أردوغان أنهى جمهورية أتاتورك  
  تنظيم صهيوني بفرنسا يهدد داعمي مقاطعة إسرائيل  
  هل تكون الأصوات الجزائرية حاسمة برئاسيات فرنسا؟  
  انتخابات فرنسا هل يمكن الحديث عن كتلة مسلمة ؟؟  
  الاتحاد الأوربي بمفترق صعب في ذكرى تأسيسة  


 
::: التعليقات : 0 تعليق :::
 
القائمة الرئيسية
القائمة البريدية

اشتراك

الغاء الإشتراك

عدد الزوار
انت الزائر : 993199

تفاصيل المتواجدين