بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

مرحبا بكم في موقع فضيلة الشيخ/ محمد فرج الأصفر نتمنى لكم طيب الاقامة بيننا        
:: الأخبار ::
فضل الترضى عن الصحابة .. والرد على من قال بعدم الترضى ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     هل شفاعة النبي يوم القيامة للمسلمين وغير المسلمين؟ والرد على المردفين ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     رد الشبهات على من قال بفناء النار أو إلغائها ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     ورحل شهر رمضان فماذا أنتم فاعلون؟ ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     الرد على من قال بعدم دخول أبو لهب النار ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     رمضان في غزة جوع ودموع وحرمان من العبادة ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     الرد على من يزعم ان الجنة يدخلها غير المسلمين ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     ثماني عبادات لا تغفلوا عنها في رمضان ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     ملف شهر رمضان ... مقالات وفتاوى ودروس ( العلوم الإسلامية )     ||     أبشروا جاءكم شهر رمضان ... وكيف نستقبله؟ ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     
:جديد الموقع:
 

موقع الشيخ محمد فرج الأصفر || سوريا والمحيط: أولى مؤشرات التقسيم
::: عرض المقالة : سوريا والمحيط: أولى مؤشرات التقسيم :::
Share |

الصفحة الرئيسية >> أقلام القراء >> مقـــالات منـوعـــة >> مقالات مترجمة

اسم المقالة: سوريا والمحيط: أولى مؤشرات التقسيم
كاتب المقالة: جان عزيز المونيتور
تاريخ الاضافة: 10/05/2013
الزوار: 925

بعد أشهر قليلة على اندلاع الحرب السورية انطلق الحديث عن تقسيم سوريا. وسط تحليلات كثيرة وقراءات تارخية عديدة، حاولت إعادة كتابة أحداث قرن كامل من تاريخ المشرق. قيل في حينه أن الغرب هو من خلق قبل مئة سنة، حالة الدول المستقلة التي نعرفها اليوم في هذه المنطقة. وأنه فعل ذلك في خضم الحرب العالمية الأولى وما بعدها. وقيل ايضاً ان الغرب نفسه هو من قرر اليوم بعد قرن كامل على ذلك الحدث، السير بالمنطقة في شكل معكوس: فبين عامي 1915 و 1916 كان الاتجاه هو الخروج من كنف السلطنة العثمانية المعادية للغرب والمناوئة لمصالحه في أرضها، إلى حالة الكيانات الدولتية الحديثة. أما بين العام 2013 وما يليه، فالاتجاه بات العودة من تلك "الدول الفاشلة" إلى ما يشبه هيمنة نيو – عثمانية تركية، حليفة للغرب نفسه وضامنة لمصالحه في المنطقة. لكن رغم كل الكلام الذي فاض حول هذه المماثلة، ظل واضحاً أن أي موقف رسمي أو اي خطوة عملية لم تذهب نحو ترجمة هذا التوجه التقسيمي. لكن في الأسبوعين الماضيين تبدل المشهد جزئياً، ورصد المراقبون سلسلة مؤشرات قد تدل على أن المسار التفكيكي لسوريا راهناً، وربما لمحيطها لاحقا،ً قد بدأ فعلياً.

المؤشر الأول تمثل في سيطرة المعارضة السورية المسلحة على مناطق معينة من جغرافيا الدولة السورية. ومن ثم مع قيام "حكومة موقتة" لدى تلك المعارضة، تقول أن مهمتها إدارة تلك المناطق. ولم تلبث إشارات التقسيم أن تلت تلك الخطوة: تمثيل سوريا في المحافل الدولية بات ملتبساً، مقعدها في جامعة الدول العربية أعطي للمعارضة. حتى أن البعض بدأ يبحث في مسائل جوازات السفر المنفصلة والإدارة الكاملة في شكل مستقل. طبعاً، لم يعلن اي من المسؤولين المعارضين أو الموالين أن تلك الخطوات هي تقسيمية. بل على العكس. إذ يجمع قادة الفصائل المعارضة على أن ما يقومون به هو من أجل سوريا الموحدة لا غير. علماً أن هذا النوع من الخطابات التبريرية هو نفسه ما رافق عبر التاريخ كل الخطوات التقسيمية أو الانفصالية أو التفكيكية للدول التي عانت أزمات أو حروباً داخلية. الخطاب الوحدوي نفسه كان في اليمن أيام انقسامه، وهو كان طاغياً في السودان حتى انشطاره دولتين. وهو سيطر على ألسنة كل أمراء الحرب اللبنانيين طيلة 15 عاماً من تقاسمهم جغرافيا بلادهم ودويلاتها. والتسويغ الوحدوي نفسه موجود في كل أدبيات الحروب التقسيمية عبر التاريخ، من كوريا وفييتنام والصين وفورموزا، وصولاً إلى ألمانيا وكل حالة أمر واقع، تكون مطلوبة ضمناً ومحرمة علناً.

المؤشر الثاني جاء من جهة النظام الرسمي. إذ كان لافتاً ما أُعلن في دمشق في 2 نيسان الحالي من أن برلمان النظام، أو "مجلس الشعب السوري"، أوصى بإحداث تعديلات على التقسيم الإداري لسوريا. أبرزها استحداث ثلاث محافظات جديدة: الأولى هي محافظة ريف حلب الذي فُصل عن حلب وسُمي محافظة منبج. والثانية تحت اسم القامشلي التابعة حاليا لمحافظة الحسكة، والثالثة تحت اسم البادية وتضم تدمر والمناطق المحيطة بها والتابعة حالياً لحمص. طبعاً صدرت التوصية المذكورة تحت عنوان الدوافع التنموية لا غير. لكن بدا من الصعوبة بمكان فصل هذه الخطوة عن الواقع العسكري الميداني في كل من المناطق الثلاث. ففي حلب جاءت الخطوة "الإدارية التنموية" لتكرس أمراً واقعاً بات يقسم تلك المحافظة فعلياً إلى منطقتي سيطرة، واحدة مع النظام وثانية مع المعارضة. وفي حمص الأمر نفسه ايضاً. فيما كان لافتاً انتقال المعارك العسكرية إلى بعض مناطق القامشلي بعد أيام قليلة على صدور توصية إعادة رسم حدودها.

ومنذ اللحظة الأولى لصدور تلك التوصية بدا أن جهداً رسمياً بُذل لعدم إعطائها أي بعد تقسيمي. لكن المسألة تعني عملياً تحديد الأطر الجغرافية للمناطق التي يسيطر عليها النظام، وبالتالي نطاق اهتمامه وإنفاقه وإدارته لتلك الأراضي وسكانها. وهو ما قد يتقابل ويتكامل مع المؤشر الأول، اي قيام "الحكومة السورية الموقتة" بالاهتمام بالمناطق الأخرى، مما يؤدي تدريجياً إلى قيام أمر واقع تقسيمي.

وفي تدقيق ميداني في هذه الخطوة، يقول الخبراء أن إعادة التقسيم هذه لا تخلو من أبعاد طائفية ومذهبية واضحة. فريف حلب الشمالي المتاخم لتركيا، والذي بات محافظة منبج، هو ذات أغلبية سنية. ما يعني فصله تخفيفاً من الثقل السني في حلب. أما محافظة القامشلي المستحدثة بفصلها عن الحسكة، فهي ذات أغلبية كردية، بينما أغلبية الحسكة من العرب السنة. وأخيراً محافظة البادية الجديدة، والتي تضم مدينة تدمر وبادية الشام الشرقية، سكانها سنة أيضاً، مما يخفف نسبة هؤلاء عن مدينة حمص المحاطة غرباً بريف ذي أغلبية مسيحية وعلوية.

مؤشر ثالث بالغ الأهمية أيضاً، كان كلام الرئيس السوري بشار الأسد في 5 نيسان، بعد ساعات قليلة على تلك الخطوة الإدارية، إلى تلفزيون "اولوصال" التركي. إذ تحدث الأسد بصراحة عن التقسيم كاحتمال لمؤدى الحرب السورية. ولو كان كلامه من زاوية التحذير من الخطوة ورفضها. وهي صيغة أخرى ملازمة أيضاً عبر التاريخ لكل الخطابات الرسمية المرهصة لحالات مماثلة. قال الأسد: "الكل يعرف أنه اذا حصل اضطراب ووصل الى مرحلة التقسيم، أو إلى سيطرة القوى الإرهابية في سوريا، أو كلتا الحالتين، فلا بد أن ينتقل هذا الوضع مباشرة الى الدول المجاورة اولاً، وبعدها بتأثير الدومينو الى دول ربما بعيدة". واضاف إن ذلك "يعني خلق حالة من عدم الاستقرار لسنوات، وربما لعقود طويلة".

غير أن معارضي الأسد لم يعطوا الوقت الكافي لاستغلال هذا الكلام إعلامياً. ذلك أنهم أصيبوا بنكسة أكبر مع صدور إعلان عن تنظيم "القاعدة" العراقي في 9 نيسان، يؤكد للمرة الأولى، أنّ "جبهة النصرة" التي باتت أشد المجموعات المقاتلة ضد النظام في سوريا، "هي جزء من تنظيم القاعدة الناشط في العراق وهدفها إقامة دولة اسلامية في سوريا". وأكد زعيم تنظيم القاعدة العراقي، أبو بكر البغدادي: "آن الأوان لنعلن أمام أهل الشام والعالم بأسره ان جبهة النصرة ما هي الا امتداد لدولة العراق الاسلامية وجزء منها". كما أعلن "الغاء اسم دولة العراق الاسلامية واسم جبهة النصرة وجمعهما تحت اسم واحد هو الدولة الاسلامية في العراق والشام"... كمن يرسم الحدود الجغرافية والمذهبية للدولة الأخرى.

وليس بعيداً عن تلك المؤشرات، وبعد ساعات قليلة على إعلان "القاعدة" هذا، كانت الأقلية العلوية في مدينة طرابلس شمال لبنان، تعلن بلسان بعض مسؤوليها الروحيين والسياسيين، انها تتعرض لحرب إبادة وتطهير. وذلك بعدما شهد يوم 10 نيسان حملة من قبل "جهاديين" سنة في المدينة اللبنانية الثانية، أدت إلى إحراق عدد كبير من المحلات والمصالح الحياتية والاقتصادية التي يملكها لبنانيون علويون من أهل المدينة. علماً أن هؤلاء تقدر نسبتهم بنحو 12% من سكان طرابلس تقريباً، أو نحو 30 ألف نسمة، يعيش معظمهم في حي خاص بهم، تحول نوعاً من غيتو. فيما أعمالهم المنتشرة في أرجاء المدينة باتت مهددة بالتصفية الكاملة. حتى أن أحد مسؤوليهم السياسيين قال في حديث صحافي: "بتنا نعيش في المدينة بين فكّي كماشة ، بات البعض ينظر إلينا كخونة وكفار ويهدر دمنا وتستباح حرماتنا وممتلكاتنا فقط لأننا علويون".

هكذا ترتسم كل الدوافع المطلوبة بين سوريا ومحيطها: فصل مذهبي، فرز سكاني، إعادة ترسيم إدارية، فضلاً عن خطوط التماس العسكرية، والأخطر منها خطوط التماس النفسية والجماعية. إنه كل ما يلزم لإقامة أمر واقع في مرحلة أولى، قد يتطور لاحقاً بحسب الموازين والظروف. كل ذلك في منطقة قد تكون أبرز ميزاتها السوسيو – سياسية أن تكوين الدول فيها لاحق لتكوين الجماعات، لا سابق له. وأن ذاكرة تلك الجماعات تردد منذ قرون بعيدة، أن "الكيان" الخاص بكل منها، ثابت في حدود التاريخ وحسب، لكنه قد يكون متغيراً في حدود الجغرافيا.

طباعة


روابط ذات صلة

  هل يقبل الغرب صعود الإسلاميين للسلطة؟!  
  استقالات الجيش ومرحلة جديدة في تركيا  
  محاكمة مبارك ... حقبة مصرية جديدة  
  أبعاد التدخل الكيني في الصومال  
  أنشودة الغرب.. "الإسلاميون قادمون"  
  تركيا تدرس تكلفة التصعيد مع سوريا  
  انتخابات مصر... والاختبار الصعب  
  ماذا لو وجهت واشنطن ضربة لإيران؟!  
  كيف ترى "إسرائيل" صعود الإسلاميين في مصر؟  
  النفوذ الإيراني في إفريقيا  
  مزيج الخطر .. النفط الإيراني والعقوبات الأمريكية  
  نظام الأسد.. بداية النهاية  
  إسلاميو مصر وعوائق ما بعد الانتخابات  
  سوريا بين شبيحة الأسد وحزب الله  
  خيبة أمل إيرانية في الربيع العربي  
  في أزمة سوريا.. واشنطن تتخلى عن الدوافع الأخلاقية!  
  هل الحدود مع مصر قابلة للانفجار؟  
  تخوفات "إسرائيلية" من برلمان مصر  
  مصر.. ورطة ما قبل الانتخابات الرئاسية  
  اليمن فوق صفيح ساخن  
  حواديت عمر سليمان  
  الغرب يسعى لتقسيم نيجيريا للقضاء على الأغلبية المسلمة  
  إعادة تعريف تنظيم القاعدة  
  سيناريوهات أمريكية محتملة لنهاية الأزمة السورية  
  لماذا بدأت إيران تغيير لهجتها الصارمة تجاه واشنطن؟  
  العزوف عن الزواج بالمغرب .. بين انتفاء القدرة وحميمية حرة  
  ماذا تحمل أمريكا لمصر؟  
  لماذا بدأت إيران تغيير لهجتها الصارمة تجاه واشنطن؟  
  جول يناقش طروحات حل الأزمة السورية.. والحقبة التركية بالمنطقة  
  صعود الأكراد في سوريا  
  ماذا تحمل أمريكا لمصر؟  
  ماذا تحمل أمريكا لمصر؟  
  مجاز "وحيد القرن" في مصر  
  إلى متى سيستمر بوتين في احتواء التيارات الدينية في روسيا؟  

أحدث الإضافـات

  الجزائر.. الاحتجاجات ووعي الإرادة  
  السودان.. استمرار سيولة الدولة  
  ماذا يعني قانون يهودية الدولة؟  
  قانون القومية.. تكريس لليهودية وإلغاء للهوية الفلسطينية  
  ميلانشون مفاجأة الشوط الأخير برئاسيات فرنسا  
  أردوغان أنهى جمهورية أتاتورك  
  تنظيم صهيوني بفرنسا يهدد داعمي مقاطعة إسرائيل  
  هل تكون الأصوات الجزائرية حاسمة برئاسيات فرنسا؟  
  انتخابات فرنسا هل يمكن الحديث عن كتلة مسلمة ؟؟  
  الاتحاد الأوربي بمفترق صعب في ذكرى تأسيسة  


 
::: التعليقات : 0 تعليق :::
 
القائمة الرئيسية
القائمة البريدية

اشتراك

الغاء الإشتراك

عدد الزوار
انت الزائر : 993214

تفاصيل المتواجدين