بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

مرحبا بكم في موقع فضيلة الشيخ/ محمد فرج الأصفر نتمنى لكم طيب الاقامة بيننا        
:: الأخبار ::
فضل الترضى عن الصحابة .. والرد على من قال بعدم الترضى ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     هل شفاعة النبي يوم القيامة للمسلمين وغير المسلمين؟ والرد على المردفين ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     رد الشبهات على من قال بفناء النار أو إلغائها ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     ورحل شهر رمضان فماذا أنتم فاعلون؟ ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     الرد على من قال بعدم دخول أبو لهب النار ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     رمضان في غزة جوع ودموع وحرمان من العبادة ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     الرد على من يزعم ان الجنة يدخلها غير المسلمين ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     ثماني عبادات لا تغفلوا عنها في رمضان ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     ملف شهر رمضان ... مقالات وفتاوى ودروس ( العلوم الإسلامية )     ||     أبشروا جاءكم شهر رمضان ... وكيف نستقبله؟ ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     
:جديد الموقع:
 

موقع الشيخ محمد فرج الأصفر || اختلفوا، ولكن لا تكدِّرُوا صَفْوَ الأبناء
::: عرض المقالة : اختلفوا، ولكن لا تكدِّرُوا صَفْوَ الأبناء :::
Share |

الصفحة الرئيسية >> أقلام القراء >> البيت الإسلامى السعيد

اسم المقالة: اختلفوا، ولكن لا تكدِّرُوا صَفْوَ الأبناء
كاتب المقالة: المفكرة
تاريخ الاضافة: 09/11/2016
الزوار: 667

 عزيزي القاريء والمربي

لا يوجد زوجان لم يقع بينهما خلاف، ولكن هناك مِن الأزواج مَن يقدّر مسئولية أفعاله وأثرها على الأبناء وهناك آخرون لا يقدرون تلك المسئولية..ّ!فهل حان الوقت كي يعي الآباء والأمهات حجم وأهمية استقرار الأسرة وأثره التربوي تجاه الأبناء، وكيف يتفنن كلاهما في جعل البيئة الأسرية حصناً وملاذاً آمناً لأبنائه..؟

 كيف نفهم (السكن والمودة) ..؟

لقد عدّ الله تعالى ذلك السكن الذي يجعله بين الزوجين من عظيم آياته وكبير نعمه على عباده، قال تعالى:" وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ" [الروم: 21].

وهذا السكن لا يتحقق إلا بكوْن كل واحد من الزوجين معترفاً بحقوق الآخر قائماً بواجباته الشرعية تجاهه، فإذا أخل أحدهما أو كلاهما بشيء من هذه الحقوق والواجبات دبّ النزاع بينهما، وبدأت الأسرة في الانهيار.

 كيف تؤثر الخلافات الزوجية على شخصية الأبناء وحالتهم النفسية والصحية..؟

إذا لم يكترث الزوجان بوجود الأولاد في مكان الشجار، وأطلقا لأنفسهما العنان فأخذ كل منهما يعبر عن آلامه وأحزانه ويكيل الاتهامات للطرف الآخر وينعته بالأوصاف السيئة ويكيل له الشتائم ويدعو عليه بالهلاك والشر، مع ما يصاحب ذلك غالباً من انهيار الأم باكيةً، وارتفاع صوت الأب مهدداً ومتوعداً! عند هذه الدرجة يصبح النمو الصحي والعاطفي للأبناء في خطر.أما إذا ازدادت الأمور سوءاً وامتدت يد الأب إلى الأم ضارباً لها وتكرر هذا المشهد أمام الأبناء..فسيترك أثراً بالغ السوء على نفوسهم وقد يؤدي بهم إلى الانسحاب من الأسرة والمجتمع والانضمام إلى رفاق السوء والجانحين في صورهم المختلفة، أو فقدان الثقة بالنفس وبالناس، والانغماس في أحلام اليقظة، فقد أثبتت الدراسات التي أجريت على الجانحين من الأطفال أن: معظم الأطفال الجانحين يأتون من منازل مفككة، ومنازل تكثر فيها الاحتكاكات بين الزوجين.(عدنان حسن باحارث: مسئولية الأب المسلم في تربية الولد،

- أن سبب انحراف 70- 90 % من الأطفال الجانحين في المجتمعات الغربية؛ يعود إلى عدم وجود وحدة في الرأي والاتفاق بين الوالدين، وأن هؤلاء الأطفال يكونون فيما بعد أفراداً غير أسوياء، ويتصفون بالخوف والكآبة والصمت، كما يتصفون بالكذب والعصيان وبعض الاضطرابات السلوكية الأخرى.يعتبر القلق الليلي من أظهر أعراض إحساس الطفل بالخطر وعدم الأمن، وتَمثُل المشاحنات بين الوالدين يعدّ أهم عامل يهزّ القيم والحب والمثل العليا والأمان عند الطفل.(د.حاتم محمد آدم:الصحة النفسية للطفل من الميلاد وحتى 12 سنة، ومن الغريب أن نعرف أنّ الخلاف الصامت الذي يحاول الوالدان إخفاؤه ظاهرياً عن الأبناء، أشدّ تأثيراً على الأبناء من الخلاف الصاخب؛ فقد عزّت بعض الآراء العلمية الحديثة أحد أسباب الإصابة بمرض الربوْ في سنوات الطفولة الأولى إلى الخلاف المكتوم بين الأبوين الذى يستشعره الطفل وإن كان خافياً.

- وأكدت الدراسات أن الطفل الذي يعيش بين زوجين مختلفين دائماً يتعرض للأمراض بنسبة 40% عن الطفل العادي، كما يصاب بالهزال وعسر الهضم. (هداية الله أحمد شاش: موسوعة التربية العملية،  فقد الطفل للإحساس بالأمان يأتي في مقدمة الأضرار النفسية التي تصيبه،في الوقت الذي تكون فيه الحاجة للشعور بالأمن من أهم الحاجات النفسية التي ينبغي توفيرها للطفل في أسرته.ويزداد أثر ذلك عندما يعي الطفل التركيبة الاجتماعية للأسرة، وضرورة وجود الأبوين معاً لقيامها، والذي يظهر بوضوح بعد سن السادسة .في الوقت الذي يحمل الطفل صورة ذات مكانة خاصة لوالديه فإن شجار والديه لاسيما عندما يتضمن سبّا أو تحقيراً لأحدهما فإن ذلك يؤذي الطفل ويؤدي إلى تشويه صورة الأبوين أو أحدهما في عقله، ويهزّ مكانته لديه. قد يكون الأثر النفسي واضحاً ومباشراً على الأبناء كتعبير عن الهروب من هذا الوسط المشحون بأن يغطي الطفل وجهه أو أذنيه، وقد ينسحب لغرفة أخرى بعيداً عن ذلك الشجار  وقد ينخرط في سلوكيات تعويضية مثل:زيادة اللعب أو البقاء خارج المنزل كثيراً وعدم الرغبة في البقاء فيه .

 ثانياً:وأثرها على التحصيل الدراسي للأبناء:

لا شك أنّ هناك ارتباط بين الاستقرار الأسري والتحصيل الدراسي، أكدته الأبحاث التي أجريت حول أسباب التأخر الدراسي على عينة من طلبة المدارس في مرحلة التعليم الأساسي، في إحدى مدن الوجه البحري بمصر، عام:1996 ، حيث أكدت أنّ اضطراب الجو الأسري من معوقات التحصيل فضلاً عن التفوق الدراسي، وأنّ إهمال الأسرة أو فقرها أو خلافات الأبوين يعتبر من أسباب فشل الطفل في ملائمة ذاته في الحياة المدرسية؛ وذلك بسبب تشتت ذهنه.

كما أنّ سماعه لصوت الشجار المرتفع بين والديه يصيبه بضعف الانتباه والتركيز، مما يسبب له العديد من المشاكل الدراسية مثل ضعف الانتباه والشرود الذهني داخل الفصل الدراسي، كذلك قد ينتج عن استمرار المشكلة الرسوب ثم التسرب، وترك المدرسة.كما تؤثر الخلافات على الأداء التربوي للوالدين أنفسهما:

فكمّ الإهانات التي تحدث أثناء الشجار وما يترتب عليها من آثار، تصيب الحالة العاطفية للطرف المهان بنوع من الشروخ يصعب إصلاحها، إضافة إلى ما يصل للطفل من مشاعر سلبية تدمر اطمئنانه لزمن بعيد، كما يستمر إحساس الطرف المهان بالعار والخجل أمام الأبناء بشكل لا يمكن إزالة آثاره لوقت بعيد، مما يؤثر سلباً على أدائه التربوي، ودوره في توجيه الأبناء.

- كثرة المشاكل والمشاحنات قد تصيب أحد الوالدين بالاحباط، وانخفاض الروح المعنوية تجاه الأسرة عامة، لأنه يشعر في دخيلة نفسه أن تكوين هذه الأسرة كان قراراً خاطئاً وجلب له المتاعب، وأن مجيء الأولاد جعله مقيداً بهم لا يستطيع الفكاك، فيكون رد الفعل لهذه الهواجس إما السلبية وترك البيت غير عابيء بالأبناء، أو سوء معاملة الأبناء انتقاماً من الطرف الآخر وتفريغاً للشحنات الداخلية لديه، وأحياناً المبالغة في تدليل الأبناء لإغاظة الطرف الآخر وتكوين جبهة مضادة بانضمام الأبناء لصفّه...! كما أنّ الأهل ذوو المشكلات الزوجية الحادة يلجئون إلى استخدام متكرر للعقوبات الجسدية للأبناء، ونادراً ما يعتمدون الحوار المنطقي في استراتيجيتهم التربوية مع أبنائهم.

 وهل يوجد أزواج بلا خلاف؟

ما دامت الخلافات الزوجية نتاج طبيعي للتفاعل بين الزوجين، فالأطفال معرضون لآثار هذه الخلافات من بعيد أو قريب،  فهل من الممكن أن يتعلم الأبناء من مواقف الخلاف التي يرونها قيماً إيجابية بدلاً من أن تحرقهم بنارها..؟؟؟؟

نعم يمكننا ذلك إذا تعلمنا فنون ضبط النفس وإدارة الخلاف.. بمعنى أن يكون لدى الوالدين الحنكة والمهارة في إدارة الخلافات الأسرية بينهما، مع ضبط الأمر بين اطلاع الطفل على حقائق الحياة الزوجية بينهما، وبين إشعاره بالأمان والاستقرار والتماسك.في هذه الحالة يكون هناك بعض الآثار الإيجابية لشهود الأطفال خلافات الوالدين، تتمثل في:

  يتعلم الطفل مما يشهد من الإدارة الذكية لخلافات والديه، أنّ الخلاف أمر وارد وطبيعي بين البشر الذين تربطهم علاقات ومعاملات، وأنّ مشاعر الغضب مسموح بها؛ لأنها لاتؤذى أحداً، وأنّ الإحساس ما لم يرتبط بفعل فهو مازال في نطاق المسموح، كما أنه يتعلم أنّ الاختلاف في الرأي – من المفترض- ألا يفسد للود قضية. يتعلم الأبناء أن الخلاف في وجهات النظر لا يعني بالضرورة الكراهية والفراق، فيتعلمون التكيف، و طريقة التعامل مع مثل هذه المواقف . من خلال الخلافات الراشدة يتعلم الأبناء قيماً هامة، مثل التسامح والعفو و تقديم الاعتذار عند الخطأ، وأن ذلك لا يغض من قدر المعتذر. عندما ينتهي الأمر بحل الخلاف بالوصول إلى حل يرضي الطرفين وذلك أمام الأطفال. وهذا في غاية الأهمية؛ إذ من خلال ذلك يتعلم الأطفال الأسلوب الناضج لحل المشكلات، دون إساءة أو انقطاع في علاقة الأطراف المختلفة. يتعلم الأبناء كيفية تنفيذ وصيا النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع الغضب، فبدلاً من الصراخ الأعمى فليكن الوضوء والصلاة والاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، ثم المبادرة بتغيير جو الخلاف، كالخروج في نزهة أو ممارسة لعبة، ثم محاولة الطرف الهاديء تطييب خاطر الغاضب بشكل يعلن الاحترام له  ولحالته الشعورية. يتعلم الأبناء أنّ الحب والارتباط العميق هو الأصل في علاقة الوالدين، وأنّ كلا منهما يحترم الآخر ويخشى عليه من كل سوء، وأن كل مشكلة تأخذ وقتها وتنتهي.وأخيراً..أعزائي المربين..

إنّ الخلاف الراقي هو الذي يتجادل فيه الزوجان لإثبات صحة رأي كل منهما أو الدفاع عن نفسه ملتزماً حدود الأدب والاحترام للطرف الآخر، دون أن يتحول إلى سباب أو شتائم، أو أذى، وليحاول كل طرف أن يحافظ على القدر الواجب من الاحترام للطرف الآخر، واضعاً نصب عينيه أنه بذلك يحافظ على استقرار أبنائه وسعادتهم في ظل أسرة سعيدة متحابة.

 

طباعة


روابط ذات صلة

  الوسيلة الساحرة  
  لا للعناد في الحياة الزوجية  
  "الصراحة راحة"...عنوان البيت السعيد  
  لا تتمنى غيره.  
  (( دعائم الاستقرار ))  
  أسر تهدمت بسبب المقارنة بين الأزواج !  
  أهمية الثقة بين الأزواج  
  الحاجات النفسية والعاطفية للزوجين  
  حب يوصل للسعادة  
  ( حديث أم ذرع والمرأة الوفية )  
   أيتها الزوجة .. استشعري ( قبل أن يصلحا بينكما صُــلحا ؟! )  
   لا أهجر إلا اسمك وجسمك وكل شيء يخصك ؟!  
  زوجة تؤدب زوجها !!  
  متزوجون.. وصامتون  
  ازرعي الحب.. في قلب زوجك  
  أريد قلبها  
  زوجي الحبيب ......... انت ............ لا تفهمني !!  
  كلمات هامة في الحياة الزوجية  
  بهذه المعاني تكون الحياة  
  حياة زوجية سعيدة  
  البيت السعيد بين يدي رمضان  
  ثلاثية السعادة الزوجية  
  طريق الحياة الطيبة  
  معاني الحياة الجميلة  
  صفة هدامة وصفة تأتي بالسعادة  
  حتى يخلد الحب بين الزوجين  
  هكذا نحل مشاكل بيوتنا  
  بناء السعادة  
  الانسجام بين الزوجين  
  الدفء العاطفي  
  الطريق إلى قلب الزوجة  
  بلوغ ذروة السعادة  
  أصول الحوار بين الزوجين  
  أنطقية كلمة أحبك  
  كيف أهتم بزوجتي  


 
::: التعليقات : 0 تعليق :::
 
القائمة الرئيسية
القائمة البريدية

اشتراك

الغاء الإشتراك

عدد الزوار
انت الزائر : 993585

تفاصيل المتواجدين