بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

مرحبا بكم في موقع فضيلة الشيخ/ محمد فرج الأصفر نتمنى لكم طيب الاقامة بيننا        
:: الأخبار ::
انتبه الموت قادم ..... فماذا انت صانع ؟ ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     فضل الترضى عن الصحابة .. والرد على من قال بعدم الترضى ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     هل شفاعة النبي يوم القيامة للمسلمين وغير المسلمين؟ والرد على المردفين ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     رد الشبهات على من قال بفناء النار أو إلغائها ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     ورحل شهر رمضان فماذا أنتم فاعلون؟ ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     الرد على من قال بعدم دخول أبو لهب النار ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     رمضان في غزة جوع ودموع وحرمان من العبادة ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     الرد على من يزعم ان الجنة يدخلها غير المسلمين ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     ثماني عبادات لا تغفلوا عنها في رمضان ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     ملف شهر رمضان ... مقالات وفتاوى ودروس ( العلوم الإسلامية )     ||     
:جديد الموقع:
 

موقع الشيخ محمد فرج الأصفر || احتواء الأزمات
::: عرض المقالة : احتواء الأزمات :::
Share |

الصفحة الرئيسية >> أقلام القراء >> البيت الإسلامى السعيد

اسم المقالة: احتواء الأزمات
كاتب المقالة: أم عبد الرحمن
تاريخ الاضافة: 16/06/2014
الزوار: 567

تخيل أن شخصًا قد اصطدم بك بلطف، لا شك أن هذا لن يؤلمك كثيرًا، تخيل مرة أخرى أن نفس الشخص قد اصطدم بك بنفس القوة، ولكن في هذه المرة كان فيك جرحًا، لا شك أن المرة الثانية تكون أكثر إيلامًا من الأولى، وبنفس الطريقة يكون الألم أكبر في حالة الحب، ولنفس السبب تكون مشكلات الزوجية أكثر إيلامًا، لأنها مشكلات مع من نحب.

إن سفينة الحياة الزوجية قد تعترضها بعض الأمواج العاتية المتلاطمة، وتهدد سيرها، وقد تحول مجراها إلى وجهة لا يرضى بها ركابها.. وتلك الأمواج هي الأزمات التي تنغص صفو الحياة الزوجية، وتهدد بقائها، ومن هنا علينا رسم الطريق لمواجهة تلك الأزمات من خلال "فن" يحتويها و"علم"يحولها إلى تحديات ممكنة المواجهة.

كيف يبدو الزواج؟

حياة وردية.. همسات.. مشاعر دافئة.. حب غائر في الأعماق، حنان متدفق خيال يتعدى جدار الزمن، فإذا منظر حشود المهنئين تعلوهم ابتسامة الفرح والسرور، ضحكات بريئة، مداعبات وممازحات، بطاقات التهنئة، وعبارات التشجيع، ودعوات الأحبة..عطور، هدايا، سفر حتى أنواع الحلوى وكأس العصير المثلج يخيل إليه أنه يراه.

هكذا يبدو الزواج قبل الزواج.

ثم تبدأ الأشهر الأولى من الزواج، فيراها الزوجان خطًا فاصلًا بين حياة ما قبل الزواج وما فيها من رقة وبراءة في الأحلام.. وحياة ما بعد الزواج وما فيها من تحديات ومسئوليات و تبعات وهي -بلا شك – خطوة حرجة وحساسة في الحياة الزوجية.. إما تكون أو لا تكون.

بكل ما في هذه الكلمات من معنى، وهذا ما تؤكده الدراسات.. ففي دراسة قام بها قسم الاجتماع وعلم النفس بجامعة الاسكندرية، كانت النتيجة أن 45% من حالات الانفصال بين الأزواج تقع في السنة الأولى من الزواج.

وقد جاءني في الاستشارات الأسرية حالات كثيرة ومختلفة من المطلقات وشبه المطلقات منهن من طلقت بعد خمسة أشهر من الزواج، وأخرى بعد سنة من الزواج، وأخرى بعد 45 سنة من الزواج، وأخرى أخذت قرار الانفصال بعد أربع سنوات من الزواج، وغيرها من النماذج التي رأيتها بالفعل في غرفة الاستشارات وخارج غرفة الاستشارات.

حقيقة غائبة:

وقد توقفت طويلًا أمام هذه النماذج التي تمر علي في مكتبي، والتي أراها خارج المكتب في الحياة عمومًا، وتوصلت الى أن العامل الأول في أسباب الانفصال هو سوء الاختيار، ويليه التوقعات المرتفعة، وقد تأكدت أنه حين تزوج هؤلاء غاب عنهم حقيقة هي:

"ليس الزواج التقاء جسد بجسد ولكنه التقاء ثقافة بثقافة، وعقل بعقل، وطريقة تفكير بطريقة تفكير، وأسرة بأسرة، وموروثات اجتماعية وثقافية بموروثات اجتماعية وثقافية،وخبرات وتجارب بخبرات وتجارب "

الزواج هو حياة واقعية وليس حياة مثالية

"فالزوج الذي كان يهيم حبًا حتى بعيوب زوجته، صار اليوم ينتقد بيضة غير ناضجة أو خبزًا باردًا، والعاشق المتيم الذي  كان يغمر الزوجة بحبه لمناسبة ولغير مناسبة، صار يغادر البيت من الصباح الي المساء حتى دون أن يفكر بطبع القبلة اليومية.. والزوجة الذكية تعلم أن مثل هذه الأشياء طبيعية، فالحياة الزوجية ليست لحظات متلاحقة من بث الشوق والهيام ومن فناء الجسدين الواحد في الآخر، إنها أيضا "ثلاث وجبات كل يوم، وهل فكرت في إخراج وعاء القمامة" [فن العلاقات الزوجية في ضوء القرآن والسنة والمعارف الحديثة –محمد الخشت ص 45 بتصرف يسير].

تبدل التوقعات:

ذكرت في السطور السابقة أنه من أسباب الانفصال أو الخلافات الزوجية ارتفاع سقف التوقعات لدى الزوجين قبل الزواج، ولذلك يسأل الزوجان لماذا تغيرت العلاقة بينهما وأصبحت علاقة متوترة يشوبها الانزعاج؟ ولماذا يشعر كل منهما الآن بذهاب المحبة التي كانت بينهما في البداية؟

ولا شك أن هناك أسبابًا كثيرة لكل هذا ومنها "التوقعات" "فالزوجة قد تتوقع مثلا أن يكون هناك حديثًا طويلًا بينهما كلما عاد الزوج من عمله، والزوج قد يتوقع أن تسعى زوجته في رعايته و بكل ما تستطيع عندما يصاب بمرض أو صداع أو رشح، وقد تتوقع الزوجة رحلة في كل اجازة صيفية، بينما يتوقع هو إنجاب مولود في نهاية السنة الأولى من زواجهما،وقد يتوقع أحدهما أن يكون الآخر مثله تمامًا في التعامل مع الأمور، أو أن يرغب في نفس الأمر الذي يرغب هو فيه، أو أن يكون له نفس الذوق ونفس التفكير، وبالتالي تنشأ المشكلات والصعوبات عندما لا تتحقق هذه التوقعات" [التفاهم في الحياة الزوجية د. مأمون مبيض ص 25].

لماذا نحمل توقعات مختلفة؟

إن الزواج هو التقاء ثقافة بثقافة وموروثات اجتماعية وثقافية بموروثات اجتماعية وثقافية؛ لذلك تختلف توقعاتنا وتختلف رؤيتنا للأمور نفسها.

وقد يعود السبب إلى أننا نشأنا في أسر مختلفة، ومرت بنا ظروف مختلفة جعلت توقعاتنا مختلفة جدًا، وكأننا قد دربنا خلال نشأتنا على سلوك معين وتوقعات متفاوتة، فنحن تأثرنا بما نلاحظه من تعامل أبوينا في محبتهما واختلافهما، وبما يقولان أو يفعلان، ونحن تعلم الكثير دون أن ندري، وكذلك تعلمنا كيف ننفق المال، وكيف نرتب أمور المنزل والحياة الأسرية، وما يفعل الرجل داخل البيت وما لا يفعل، ودور المرأة وعملها، ومن يتخذ القرارات وكيف يربى الأولاد، وكيف نحتفل بالأعياد، وكيف نحل الخلافات والنزاعات، وأهمية الترتيب أو عدم أهميته، وأهمية الوقت وكيفية قضائه، ودور الأصدقاء في حياتنا، وطبيعة العلاقة مع الأقرباء وكثير من غير هذه الموضوعات.

ولذلك لا شك أنه عندما يتزوج اثنان فإنهما يأتيان من خلفيات متباينة، وإن كانا في مجتمع واحد وطبقة واحدة وتحدثا بنفس اللغة، ويفسر هذا بعض الاختلاف في توقعات الزوجين في كثير من الأمور.

ماذا بعد:

-حسن الاختيار والتوقعات الواقعية من شريك الحياة هو منعوامل تفادي الازمات في المستقبل.

-لتفادي الأزمات الكبيرة عليك بفهم طبيعة الاختلاف بين الرجل والمرأة.

-الزواج ليس التقاء جسد بجسد ولكنه التقاء ثقافة بثقافة وعقل بعقل وأسرة بأسرة.

طباعة


روابط ذات صلة

  الوسيلة الساحرة  
  لا للعناد في الحياة الزوجية  
  "الصراحة راحة"...عنوان البيت السعيد  
  لا تتمنى غيره.  
  (( دعائم الاستقرار ))  
  أسر تهدمت بسبب المقارنة بين الأزواج !  
  أهمية الثقة بين الأزواج  
  الحاجات النفسية والعاطفية للزوجين  
  حب يوصل للسعادة  
  ( حديث أم ذرع والمرأة الوفية )  
   أيتها الزوجة .. استشعري ( قبل أن يصلحا بينكما صُــلحا ؟! )  
   لا أهجر إلا اسمك وجسمك وكل شيء يخصك ؟!  
  زوجة تؤدب زوجها !!  
  متزوجون.. وصامتون  
  ازرعي الحب.. في قلب زوجك  
  أريد قلبها  
  زوجي الحبيب ......... انت ............ لا تفهمني !!  
  كلمات هامة في الحياة الزوجية  
  بهذه المعاني تكون الحياة  
  حياة زوجية سعيدة  
  البيت السعيد بين يدي رمضان  
  ثلاثية السعادة الزوجية  
  طريق الحياة الطيبة  
  معاني الحياة الجميلة  
  صفة هدامة وصفة تأتي بالسعادة  
  حتى يخلد الحب بين الزوجين  
  هكذا نحل مشاكل بيوتنا  
  بناء السعادة  
  الانسجام بين الزوجين  
  الدفء العاطفي  
  الطريق إلى قلب الزوجة  
  بلوغ ذروة السعادة  
  أصول الحوار بين الزوجين  
  أنطقية كلمة أحبك  
  كيف أهتم بزوجتي  


 
::: التعليقات : 0 تعليق :::
 
القائمة الرئيسية
القائمة البريدية

اشتراك

الغاء الإشتراك

عدد الزوار
انت الزائر : 998065

تفاصيل المتواجدين