الحمد لله رب العالمين رب الأولين والآخرين العالم بأحوال المستضعفين والمظلومين القادر على المتجبرين والظالمين ، منزل الكتاب ومجري السحاب وهازم الأحزاب سريع الحساب . وأشهد أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، خير من قام لله وأناب ، ورفع لواء الجهاد ، وجاهد الأعداء
الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا، ويسعون في الأرض فساد ، وبارك الله على خير الصحب والآل الذين اتبعوه بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعــــــــــــــــد
ليس من العجب أن نرى الغرب الكافر والشرق الملحد ، أن يكيل بمكيال واحد في أي حدث يدور في الوطن العربي والعالم الإسلامي ، ثم يكيل بمئات المكاييل إذا كان الأمر يخص دولة الإرهاب وسفك الدماء دولة بني صهيون اليهود الملاعين عليهم غضب الله إلى يوم الدين . وكذلك إذا كان هناك ما يكون فيه مصالح لهم وفوائد تخصهم.
ولكن العجب حالنا وما صرنا إليه الذي يجعل المسلم والعربي أينما كان يحزن ويتألم وينزف دما وينعي نفسه وأمته على ما نحن فيه من وهن وذل وانكسار وقله حيلة ،لقد أصبحنا لقمة سائغة في أفواه أهل الكفر من بنى صهيون وعباد الصليب ، وكأننا أرض تطؤها أقدام الأنجاس في أي وقت ، وتنتهك وكأنه حق . وصرنا ضعفاء مساكين لا حول لنا ولا قوة كالأيتام ، في عالم القول فيه والسمع والطاعة لصاحب اليد الطولى والقوة العظمى .
هجمة صهيونية بربرية:
إن الهجوم الصهيوني الغاشم البربرى ، على أرض سوريا الجريحة ، بلا استئذان أو حتى انتظار لصدور قرار من الأمم المتحدة (الملحدة) ، أو التشاور مع المجموعة الأوروبية (المجرمة ) ، كما هو متعارف في عرف دول الشيطان والمجتمع الدولي المنافق ، لدليل قاطع على أن دولة اليهود فوق الجميع ، تفعل ما تريد في أي وقت تريد وفي أي مكان تريد ، دون مهابة من أحد أو رادع أو مصوغ إلا مصلحتها ، والمحافظة على أمنها ، وعدم اللعب بالأوراق السياسية إلا عن طريقها ، والأمور كلها تكون في زمامها. ولا يستطيع أحد أن يحاسبها أو يقف في وجهها وطريقها. إن ضرب مواقع للجيش السوري العلوى المجرم وتدمير أسلحه له ، كرت من كروت تغيير اللعبة السياسية على الساحة السورية.
أسباب الهجوم الغاشم:
لقد تكلم بعض المحللين السياسيين في وجود أسباب مهمة منها:
1ـ عدم وقوع هذه الأسلحة في أيدي الثوار والجيش الحر السني ، وليس كما تدعي الدولة الصهيونية ، خوفاً من وصول هذه الأسلحة إلى(حزب اللات) في لبنان ، فهذا الحزب ورقة من أوراق اللعب التي تلعب بها الصهيونية ، وحليف لها في الخفاء، حتى يكون هناك مصوغ وسبب في التدخل الدائم في لبنان ، وفي نفس الوقت فإن (حزب اللات) يعي هذه اللعبة ومتفق عليها لمصلحته ، حتى يظل له وجود ولا ينقطع عنه المال الذي يغدق عليه من إيران.. فمصالح (الشيعة الروافض) و (اليهود الصهاينة) مشتركة، ولا نعجب من ذلك فهؤلاء لهم روابط متجذرة وصلات عقائدية ، ومنافع دنيوية مع بعضهم البعض ، غير أن اليهود هم أصحاب الفضل في وجود الشيعة.
2ـ إن الغارات الجوية الصهيونية على سوريا استهدفت إحباط عملية انقلاب عسكري ضد نظام بشار الأسد. فقد قام عدد من الضباط وبتنسيق مسبق مع بعض القوى المعارضة التي تعمل في السر ومعهم أكثر من 100عسكري بانقلاب من داخل المقرات الأسدية وثكناتهم". وقاموا باحتجاز الرهائن من الضباط النصيريين والإيرانيين كدروع بشرية خوفًا من قصف طيران العصابة الأسدية لهم، وقاموا بتوجيه الدبابات والصواريخ إلى أهداف محققة.
ونظام بشار نسق مع الكيان الصهيوني لضرب هذه المقرات حتى لا يؤلب الجماعات المؤيدة ضد النظام؛ لأن النظام لو قام بضرب هذه المقرات بطائراته لافتضح أمره وعارضه الكثير من مؤيديه لأنه قضى على رجالهم وضباطهم.
3ـ إن الاحتلال الصهيوني كان يستهدف من وراء الغارة تجربة قنابل ذكية تخترق الخنادق تحت الأرض.
ويفسر ذلك ما رواه عدد من السكان بشأن حجم التفجيرات التي أكدوا أنهم لم يروا مثلها من قبل, كما ذكر بعضهم أن السماء تحولت إلى اللونين الأصفر والأحمر, وأنهم شعروا كأن زلزالاً ضرب البلاد.
4ـ كذلك ضعف وتفكيك الجيش السورى ، الذي لا قيمة له أصلا أمام الهيمنة اليهودية ، وخير دليل أنه لم يوجه يوماً ما طلقة على هؤلاء في (الجولان) الذي باعه النظام العلوي منذ زمن ، وهذا جزء من منظومة وتخطيط دولة الشيطان والإرهاب الكبرى (أمريكا) لتفكيك الجيوش العربية ، فقد تم تفكيك القوة العسكرية العراقية بالاحتلال الامريكي ، وضعف الجيش اللبناني بوجود (حزب اللات) شوكة في ظهره ،وأيضا بالطلعات والانتهاكات اليومية من قبل الطيران الصهيوني واختراق الحدود اللبنانية. ويجري الآن تكملة هذا المخطط في دول الربيع العربي ، من حدوث الفرقة بين طوائف الشعب في البلد الواحد بالدسائس والفتن والإشاعات،,وتأجيج النزاعات العرقية ، والتناحرات الحزبية ، والاختلافات المذهبية ، حتى لا يكون هناك استقرار ، غير الوقيعة بين الدول وبعضها البعض والعداوة فيما بينها ، بخلق صراعات ونشوب نزاعات ، وفتح ملفات ومشكلات ، فتنشغل الدول العربية بما فيها من مشاكل سياسية واقتصادية واجتماعية داخلية ونزاعات خارجية فلا تقوم لها قائمة ، ويبقى الوضع على ما هو عليه من استغلال للموارد الطبيعية واحتلال للأراضي العربية والمقدسات الإسلامية .
نصيحة إلى الجيش الحر:
اعتصموا بحبل الله وتوكلوا عليه فهو ناصركم ولا تنتظروا من أحد أن ينصركم أو يعاونكم ، فقد تخلى عنكم العالم بأسره من العرب ، والعجم .واعلموا أن نصر الله قريب .
قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) محمد:7
وقال تعالى : (وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) الحج : 40
وقال تعالى : ( إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكِّلِ الْمُؤْمِنُونَ) آل عمران: 160
والنصر مشروط بنصرة العباد لله تعالى، ونصرة الله تعني الامتثال التام لما أمر الله به، والاجتناب التام لما نهى عنه ، والتوكل عليه مع حسن الاعتقاد فيه جل وعلى.
صلاح الأمة وكشف الغمة:
والسؤال الذي يسأله كل مسلم موحد مخلص لهذه الأمة ، ما هو السبيل والخروج مما نحن فيه من ذل وهوان ، وكشف هذه الغمة ؟!والإجابة على هذا السؤال هو: إخلاص التوحيد فلن تتوحد كلمة الأمة ، قبل أن توحد ربها حق التوحيد، وتجتمع على كلمة سواء ، فتتمسك بكتاب ربها وسنة نبيها ، وتتجرد لله وحده ويكون له الولاء ولرسوله وللمؤمنين ، وتتبرأ من الكفار والمشركين. هذا هو أول الدواء لهذا الداء.
قال تعالى: {حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَعَصَيْتُم مِّن بَعْدِ مَا أَرَاكُم مَّا تُحِبُّونَ مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الآخِرَةَ} آل عمران: 152
قال تعالى: ( إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ) الرعد: 11
وقال تعالى : (أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا )النساء: 139
و قال عمر رضي الله عنه : نحن قوم أعزنا الله بالإسلام ومهما ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله
وقال مالك بن أنس رحمه الله : لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها
وأختم مقالي بأبيات للدكتور /أحمد عثمان التويجري
تساءل الليل والأفلاك ما فعلت *** جحافل الحق لما جاءها الخبر؟
هل جهزت في حياض النيل ألوية؟ *** هل في العراق ونجد جلجل الغير؟
هل قام مليون مهدي لنصرتها؟ *** هل صامت الناس هل أودى بها الضجر؟
هل أجهشت في بيوت الله عاكفة *** كل القبائل والأحياء والأسر؟
يا أمة الحق إن الجرح متسع *** فهل ترى من نزيف الجرح نعتبر؟
ماذا سوى عودة لله صادقة *** عسى تغير هذي الحال والصور
نعم فلن يعود مجد هذه الأمة وعزها حتى تراجع دينها .اللهم بلغت اللهم فاشهد
اللهم رد المسلمين إليك رداً جميلاً, واهد ضالهم,اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك ويهدى فيه أهل معصيتك ويؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر يا سميع الدعاء. اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين وانصر عبادك المجاهدين في سبيلك يا رب العالمين .اللهم أقم علم الجهاد واقمع أهل الشرك والشر والفساد وانشر رحمتك على العباد يارب العالمين اللهم وفق قادتهم للعمل بكتابك وإتباع سنة نبيك يا رب العالمين .
وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
اسم المقالة:
الهجمات الصهيونية على الأراضي السورية
تاريخ الاضافة:
07/05/2013 
الزوار: 779
الصفحة الرئيسية 
السيرة الذاتية للشيخ 
قســـم الفــتاوى 
قتـــاوى الشيخ 
قســـم المقــالات 
مكتبة الكتب 
ركـــن القـصــص 
الدروس الكتابية 
الـــقــران الــكـريم 
المـكتبة الـمــرئية 
الخـطب والـدروس 
ركــن الانـاشــــيد 
ادعــيــة واذكـــــار 
البرامج الاسلامية 
تــواقيـع اسلامية 
خلفيات اسلامية 
ركــن الــفلاشـات 
شـاشــات تــوقف 
الـجـوال الـدعــوي 
دلـــيــل مــواقــع 
مـركــز التحـمــيـل 
الاحــصـــائــيـــات 
ســجــل الــــــزوار 
اخـبـر صــديــقــك 
اتـــصـــل بــــــنـــا