بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

مرحبا بكم في موقع فضيلة الشيخ/ محمد فرج الأصفر نتمنى لكم طيب الاقامة بيننا        
:: الأخبار ::
فضل الترضى عن الصحابة .. والرد على من قال بعدم الترضى ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     هل شفاعة النبي يوم القيامة للمسلمين وغير المسلمين؟ والرد على المردفين ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     رد الشبهات على من قال بفناء النار أو إلغائها ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     ورحل شهر رمضان فماذا أنتم فاعلون؟ ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     الرد على من قال بعدم دخول أبو لهب النار ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     رمضان في غزة جوع ودموع وحرمان من العبادة ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     الرد على من يزعم ان الجنة يدخلها غير المسلمين ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     ثماني عبادات لا تغفلوا عنها في رمضان ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     ملف شهر رمضان ... مقالات وفتاوى ودروس ( العلوم الإسلامية )     ||     أبشروا جاءكم شهر رمضان ... وكيف نستقبله؟ ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     
:جديد الموقع:
 

موقع الشيخ محمد فرج الأصفر || مهرجان البراءة للجميع
::: عرض المقالة : مهرجان البراءة للجميع :::
Share |

الصفحة الرئيسية >> أقلام القراء >> مقـــالات منـوعـــة

اسم المقالة: مهرجان البراءة للجميع
كاتب المقالة: أمجد ناصر
تاريخ الاضافة: 01/12/2014
الزوار: 533

الإشارات إلى ما كانت ستنتهي إليه محاكمة حسني مبارك كثيرة. وكانت متوقعة، منذ آخر جلسة في محاكمة الرئيس الذي أجبرته ثورة شعبية، لم يعرف التاريخ مثيلاً لها من قبل، على "التنحي". لم يكن الفيلم الذي عرضه قاضي "محاكمة القرن"، في الجلسة ما قبل الأخيرة، بلا دلالة. انظروا حجم الوثائق والمستندات التي وقفتُ أمامها قبل أن أنطق بحكمي! هذا ما كان يريد أن يقوله لنا القاضي، بالصورة التي تُغني عن ألف كلمة. استغرب كثيرون قيام قاضٍ بعرض تحقيق تلفزيوني، يظهر مدى "صعوبة" القضية التي سيحكم بها، و"ضخامة" مستنداتها، قبل النطق بحكمه، فهذا إجراء غير مسبوق في القضاء المصري، ولكن الحُكم الذي توصل إليه القاضي كان يبرر ذلك الإجراء الدرامي: تأجيل النطق بالحكم، لـ "مزيد" من الدراسة والتدقيق.
المذهل في الأمر أنَّ هذا "التأجيل"، الذي أريد له إسباغ التأني والتدقيق على أكبر محاكمة في تاريخ مصر، انتهى إلى ما يسميه المصريون "مهرجان البراءة للجميع" الذي شهدنا وقائعه يوم السبت الماضي. وفيه كُتِبَ الكثير، وقيل الكثير مما لن أخوض فيه. ما لفتني كـ "مراقب" لـ"محاكمة القرن" هو لغة الجسد، النبرات، الموقف النفسي لـ "مسرح" المحاكمة و"أبطالها"، وهذا، بحدِّ ذاته، جزء لا يتجزأ مما انتهت إليه القضية، بل لعله أن يكون أهمّ مما انتهت إليه من أحكام "تاريخية".
لا يهمني تاريخ القاضي محمود الرشيدي الذي قال إنه "قريب من القبر"، ولن يخضع لأية "ضغوط"، تجبره على النطق بحكم لا توصله إليه مستندات الأحداث والوقائع، ولا تهمني آثار "زبيبة" الصلاة على جبينه، فقد رأينا، في السنين الماضية، الكثير من "الزبيب" على جباه تجار في الأسواق ومتاجرين بالدين.. تهمّني "هيئته" وهو يستمع لحسني مبارك يتلو من وراء القضبان "بياناً" رئاسياً، يخاطب فيها "شعبه"، ويحكم فيه بالبراءة على نفسه قبل أن ينطقها الرشيدي. عودوا إلى فيديو المحاكمة، ولاحظوا هيئة جسد الرشيدي، وهو يتوجَّه بنصفه الأعلى، معتدل الجذع، في اتجاه مبارك. تشي ملامح وجهه بأنه في حضرة رئيس، وليس أمام "متهم" في عنقه قتلى وجرحى وفساد وإفساد. فحتى لو نطق، بكلمة "متهم"، وهو يخاطب مبارك، فإنَّ ذلك لم يبدُ على وجهه، ولا على حركة يديه المرتبكتين، ولا في إنصاته العميق لكلمات مبارك. ثم لاحظوا نبرة الرشيدي، وهو يعلن الحكم ببراءة حبيب العادلي، وزير الداخلية سيئ الصيت والسمعة، ومساعديه في "التهم المنسوبة" (وهي الأخطر: قتل المتظاهرين). في محاكمة خطيرة كهذه، ولحظةٍ حرجةٍ كهذه، كان على أي قاضٍ (بصرف النظر عن عواطفه وانحيازاته الداخلية) أن يتبنّى نبرة محادية، لا حماس فيها ولا غضب. الرشيدي لم ينطق كلمة براءة على العادلي ومساعديه، بتلك النبرة الحيادية المطلوبة، بل كما لو أنه يعلن مفاجأة غير متوقعة، أو كمن يزفُّ بشرى. برااااءة، عودوا إلى مقاعدكم!
لكن، الأدهى في "محاكمة القرن" هي كلمة مبارك المطوَّلة التي رسم فيها صورة مزوَّرة لعهده، فضلاً عن وضعه النفسي الذي لم تزعزعه القضبان. فالرجل الهرم، المريض، المتهم بقضايا قتل وفساد، الذي ثار عليه شعبه وأجبره على ترك كرسي الرئاسة، كان نضر الوجه، داكن شعر الرأس، في حلة كحليّة أنيقة، على عينيه نظارته "الخالدة" (لإخفاء ما يمكن أن تفضحه عيناه) واثقاً، أتمَّ الثقة، بأن يومه الأخير، كمتهمٍ، لن ينقضي إلا بتتويجه، قضائياً، بالبراءة من كل التهم المنسوبة إليه. فمَنْ، إذن، قتل المتظاهرين وقنصهم في العيون ودهسهم بالعربات وخنقهم بالغاز؟ مَنْ؟
لم يحطم الرشيدي قلوب أمهات شهداء الثورة المصرية فقط، بل حطم اللغة العربية التي أدخلها غرفة العناية الفائقة، وأخرج منها مبارك سالماً غانماً. -

طباعة


روابط ذات صلة

  الساعة الخامسة والسابعة صباحاً  
  استووا  
  ][][][ ما يبكيك؟ ][][][  
  لا تنشغل بغير الطريق  
  عيد الحب .... لمن ؟  
  أصنام تتهاوى ... في أيام تتوالى ...  
  (( دماء على استار الكعبة ))  
  ثورة قرامطة البحرين ـ الإصدار الأخير  
  ويوم الاستفتاء انكشف الغطاء؟! حقائق ودلالات وأسرار  
  انفجار القدس.. وأسوأ كوابيس تل أبيب!  
  مصر... وسيناريو صراع الهوية بين الإسلام والعلمانية  
  "إسرائيل" تقود الثورة المضادة بورقة الأقليات  
  القراءة الإسرائيلية للثورة السورية...تداعيات وتوقعات  
  عشر وصايا جليلة ، لطلاب العلم الصادقين  
  أكاد أصبح شيعياً  
  مادام جسدك لم ولن ينافقك . . فلماذا الوهم؟!  
  ليلة القبض على آل مبارك وبراءة الجيش المصري  
  عشر وصايا جليلة ، لطلاب العلم الصادقين  
  التفسير السياسي للهجوم علي السلفية  
  القراءة الإسرائيلية للثورة السورية...تداعيات وتوقعات  
  النقاب بين ساركوزي ومفتي حسني مبارك  
  كاميليا شحاتة .. امرأة هزت عرش البابا  
  "إسرائيل" مذعورة.. أخيراً تحركت دبابات بشار  
  النظام السوري.. عوامل الانهيار ورهانات البقاء  
  الجيوش العربية في عصر الثورات الشعبية  
  الله أكبر ! كيف لا أغار على أمَي عائشة و الله عز وجل يغار لها ؟؟!  
  التفسير السياسي للفتنة الطائفية في مصر  
  ثلاثين يوم ثورة وثلاثين سنة مبارك  
  الرؤية الاستراتيجيَّة.. ضرورة لحصد ثمار الثورات العربيَّة  
  شيطنة بن لادن  
  المخطط الصهيوني الجديد للوقيعة بين مصر ودول الخليج العربي  
  أمريكا والانقياد الأعمى خلف إسرائيل  
  أَخرِج القطن مِن أُذنيك!  
  وجوب التفقه في الدين  
  نصر الله المصري ونصر الله السوري  


 
::: التعليقات : 0 تعليق :::
 
القائمة الرئيسية
القائمة البريدية

اشتراك

الغاء الإشتراك

عدد الزوار
انت الزائر : 992567

تفاصيل المتواجدين