دعا وزير الأوقاف والشئون الدينية بالسلطة الفلسطينية الفلسطينيين إلى صيام يوم الخميس القادم، تضامنًا مع الأسرى بالسجون "الإسرائيلية" الذين يخوضون إضرابًا مفتوحًا عن الطعام من أجل الضغط على سلطات الاحتلال للاستجابة لمطالبهم.
وحث الدكتور محمود الهباش على استثمار يوم الصيام التضامني مع الأسرى في "معركة وحدة الأحرار"، للحصول على حقوقهم التي تسلبها إدارة السجون "الإسرائيلية"، وفي التوجه والتضرع إلى الله أن يفك أسرهم وأن يعيدهم إلى بيوتهم أحرارًا كرماء، بحسب وكالة "معًا" الفلسطينية.
واعتبر الهباش أن قضية الأسرى هي جوهر القضية الفلسطينية، وروحها التي لا يمكن أن تنكسر، مشيرًا إلى أن الأسرى يعلنون اليوم أن الكرامة والعزة أغلى من الروح، وأن الوطن مقدم على كل شيء، وأن فلسطين ليست للمساومة.
وأضاف أن الشعب الفلسطيني ملتحم مع أسراه، لأنهم قدموا حريتهم ثمنًا من أجل حرية شعبهم، ولذا فلا سلام دون الإفراج عن جميع الأسرى والمعتقلين، لأنها قضية مقدسة تمامًا كقدسية الأرض التي من أجلها سجن واعتقل هؤلاء الأبطال.
وحمَّل سلطات الاحتلال "الإسرائيلي" كامل المسئولية عن حياة الأسرى، مطالبًا المجتمع الدولي والصليب الأحمر، والمؤسسات الحقوقية والإنسانية بالتدخل العاجل للضغط على حكومة الاحتلال لوقف عدوانها عن الأسرى، وانتهاكها الفظ لأحكام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.
ويبلغ عدد الأسرى في سجون الاحتلال 6000 أسير فلسطيني موزعين على 22 سجنًا ومعسكرًا داخل "إسرائيل" بينهم 38 أسيرة و 285 طفلاً قاصرًا، و270 معتقلاً إداريًّا، و22 نائبًا في المجلس التشريعي و20 أسيرًا في العزل الانفرادي و143 أسيرًا يقضون أكثر من 20 عامًا بالسجون.
ويخوض الأسرى إضرابًا دخل يومه الثامن على التوالي في ظل محاولات قمعية من قبل إدارة السجون لكسر الإضراب، حيث تم زج عدد كبير من المضربين في زنازين انفرادية وعزلهم عن العالم، وتم إيقاف زيارات المحامين والأهالي للمضربين.
وأعلن وزير شئون الأسرى والمحررين عيسى قراقع أن اللقاء الذي جرى بين ممثلي الأسرى وضباط ومسئولي إدارة سجون الاحتلال باء بالفشل، بسبب عدم تجاوب إدارة السجون مع مطالب المعتقلين والتي يخوض الأسرى إضرابًا احتجاجيًّا وإضرابًا مفتوحًا عن الطعام في سبيل تلبيتها.
وعقد اللقاء بسجن ريمون "الإسرائيلي" بحضور مسؤول الاستخبارات في إدارة السجون"آفي رؤيف" ومسئول الاستخبارات في منطقة الجنوب "جابي بودا"، ومساعد مدير السجون العامة الدكتور بيتون.
وقال الأسير جمال الرجوب ممثل الأسرى بسجن ريمون: إن اللقاء لم يسفر عن شيء ولأن إدارة السجون رفضت التعاطي مع مطالب الأسرى واشترطت أن يتم توقيف الإضرابات لأجل دراسة هذه المطالب.
وكانت إدارة السجون قد وعدت بدراسة 9 مطالب للأسرى خلال أسبوع وإحضار إجابات عليها. وأهم المطالب التي سلمها الأسرى لمصلحة السجون "الإسرائيلية" إنهاء العزل الانفرادي وإعادة التعليم الجامعي والقنوات الفضائية للأسرى، ووقف سياسة تكبيل الأسرى خلال الزيارات، ووقف سياسة العقوبات الجماعية بالحرمان من الزيارات.
وقال الرجوب: إن لغة التهديد والتصعيد كانت هي السائدة من قبل ضباط إدارة السجون مما يعني أن إضراب الأسرى سوف يستمر وقد يتسع نطاقًا.
ونقل 53 أسيرًا مضربًا إلى سجن شطة بعد تفريغه من سائر الأسرى، فيما تسود حالة من الاستنفار أوساط ضباط وشرطة الاحتلال، حيث يتوقع أن تتسع دائرة المضربين عن الطعام وخاصة بعد دخول عدد من عمداء الأسرى القدامى الإضراب كالأسير أكرم منصور وعثمان مصلح وتوفيق عبد الله وفخري البرغوثي.
ودعا قراقع إلى استمرار الفعاليات التضامنية مع الأسرى وممارسة الضغوط السياسية والقانونية على حكومة "إسرائيل" للاستجابة لمطالب الأسرى التي وصفها بأنها مطالب إنسانية عادية جدًّا، محذرًا من خطورة الوضع في ظل تدهور الوضع الصحي لعدد من المضربين خاصة المرضى والقدامى.