ارتفع عدد المسلمين في بلجيكا إلى أكثر من 600 ألف نسمة، وفق أحدث التقديرات حول عدد السكان في البلاد، في حين لا تزال السلطات الفيدرالية تقدرهم رسميًا بأربعمائة ألف فقط.
وذكرت وكالة أنباء "آكي" الإيطالية، أنه ووفقًا للتقديرات، التي تم الكشف عن نتائجها بعد دراسات سكانية معمقة أجريت، فإن نسبة المسلمين في بلجكيا تشكل حاليًا 5.8% من عدد السكان.
و"تدفع الأرقام الجديدة للتساؤل عن العدد الحقيقي للمسلمين في البلاد"، حسب نص التقرير الذي تضمن التقديرات الحديثة.
وتحتل بلجيكا، بحسب التقديرات السكانية، مركزًا متقدمًا على لائحة الدول الأوروبية التي تضم أكبر عدد من المسلمين، مثل فرنسا وسويسرا، حيث تبلغ نسبة المسلمين هناك 5.7% وهولندا بنسبة 5.5%.
وذكر الباحث ان هيرلوجن، الذي قاد عمليات البحث والتقصي التي أنتجت هذه التقديرات لصالح النقابات المسيحية، أنه عمد إلى إحصاء عدد المسلمين في كافة المدن والبلديات، آخذًا بعين الإعتبار المسلمين الأجانب، والذين حصلوا حديثًا على الجنسية البلجيكية، واللاجئين".
وحول توزيع المسلمين جغرافيًا في البلاد، تشير التقديرات إلى أن نسبتهم في شمال وجنوب بلجيكا تصل إلى 4% في كل منها، إلا أنها تشهد ارتفاعًا ملحوظًا في العاصمة بروكسل، حيث تصل إلى 22%، وهو أمر يناقض بذلك الأرقام التي نشرتها بعض الصحف المحلية سابقًا التي أكدت أن 33% من السكان يدينون بالإسلام.
ويؤكد مراقبون أن هذه التقديرات تفتح الباب أمام جدل اجتماعي وسياسي واسع حول الإندماج والهوية وسياسة الهجرة.
وفي عام 2008 توقع البلجيكي أوليفي سرفي الخبير في علم الاجتماع والإحصاء أن يشكل المسلمون غالبية سكان بروكسل، خلال فترة تتراوح ما بين 15 إلى 20 سنة إذا تواصلت وتيرة الهجرة ومعدل المواليد في صفوف سكانها من أصول مسلمة.
ويبلغ متوسط عدد أفراد الأسرة بالعاصمة بروكسل 3 أفراد، مقابل ما بين 4 و5 أفراد بالنسبة للعائلات من أصول مسلمة مهاجرة.
وشهد منتصف القرن الماضي موجة هجرة جماعية من العمالة الرخيصة من دول البحر الأبيض المتوسط وذلك في أعقاب الحرب العالمية الثانية ويتمتع الجيل الرابع من أبناء المهاجرين المسلمين بالجنسية البلجيكية كما يتمتعون بكامل الحقوق التي يتمتع بها سكان بلجيكا الأصليين
وتضم الأقلية المسلمة في بروكسل وبلجيكا على وجه العموم من المغاربة والأتراك أكبر كثافتين من أصول مهاجرة، حيث يبلغ عدد المهاجرين من أصول مغربية حوالي 250 ألف شخص، فيما يبلغ عدد الأتراك حوالي 130 ألف.
وينص الدستور البلجيكي على السماح بحرية الأديان وحرية التعبير للأفراد كما يسمح للمسلمين هناك ببناء دور العبادة والمساجد حيث تكثر في العاصمة بروكسل وثاني أكبر مدينة بلجيكية وهي إنفير.
ويشكل الإسلام ثاني أكبر ديانة في بلجيكا متفوقا بذلك على الديانة اليهودية والبروتستانتية ويتم تدريس مادة الإسلام في المدارس البلجيكية منذ العام 1975 وذلك أسوة بتدريس الديانات الأخرى كما يقوم حوالي 700 مدرس ومدرسة من المسلمين بالتعريف بتعاليم الإسلام في المدارس الابتدائية والثانوية.
يذكر أن إجمالي عدد المسلمين في دول الاتحاد الأوروبي كافة يبلغ حوالي عشرين مليون مسلم ويتزايد عدد المسلمين في بلجيكا بواقع 100 ألف شخص منذ بداية التسعينيات.