ذكرت مصادر عليمة أن جهودًا دبلوماسية لوضع مسودة بيان أساسي لإحياء محادثات السلام في الشرق الأوسط قد دخلت نفقًا مظلمًا بسبب قضية يهودية دولة "إسرائيل" وطريقة طرحها.
وقالت المصادر التي طلبت عدم ذكر اسمها: "إسرائيل والفلسطينيون ومن ورائهما في المفاوضات الولايات المتحدة وروسيا ما زالوا مختلفين كثيرًا حول هذه المسألة وغيرها"، بحسب رويترز.
وسعت اللجنة الرباعية للسلام في الشرق الأوسط والتي تضم الاتحاد الأوروبي وروسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة لشهور وضع مسودة لما أطلق عليه اسم "بنود مرجعية" قد تبعث الحياة في محادثات السلام التي انهارت قبل قرابة عام.
وتحركت إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لإثناء الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن التقدم بطلب منح الفلسطينيين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة وقالت: "فلسطين ستصبح دولة فقط عبر المفاوضات مع إسرائيل لكن عباس لم يذعن لهذه الضغوط وتقدم بالطلب رسميًا يوم الجمعة".
وبحسب وكالة رويترز فقد كانت الرباعية تأمل أن تضع مسودة بيان يحتوي على "بنود مرجعية" لتفادي جهود عباس في الأمم المتحدة لكن عندما اتضح أن هذا الأمر مستحيل اختارت اللجنة إصدار بيان يوم الجمعة لإحياء محادثات السلام على الرغم من تقدم عباس بالطلب.
ويسود تشكك كبير بين الدبلوماسيين والمحللين في أن تبدأ مفاوضات جادة بين الطرفين أو أن تحقق أي نتائج اذا بدأت.
وقال مارتن انديك الذي عمل من قبل مساعدا في الخارجية الامريكية لشؤون الشرق الادنى ويعمل حاليا في معهد بروكينجز البحثي "مثلما كنا محاصرين في نقطة تجميد المستوطنات يبدو أننا الان أيضا محاصرون في نقطة الدولة اليهودية."
وكان المسئولون الأمريكيون يأملون في تأمين مساومة أساسية في البيان تقوم على دولة فلسطينية على حدود 1967 مع اتفاق الطرفين على تبادل أراض مقابل يهودية دولة "إسرائيل".
وهناك العديد من الصيغ التي تتعلق بما اذا كان يمكن اعتبار "إسرائيل" دولة يهودية ومن بين هذه الصيغ اعتبارها وطنا للشعب اليهودي أو أن تجسد حق الشعب اليهودي في تقرير المصير أو ألا يقوض كونها دولة يهودية "حق عودة" للفلسطينيين.
وبحسب المراقبين فلا يبدو أن أيًا من هذه الصيغ مرض اما لانه قد لا يكون مقبولا بالنسبة للإسرائيليين أو لأنه سيكون من المستحيل أن يقبله الفلسطينيون.