بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

مرحبا بكم في موقع فضيلة الشيخ/ محمد فرج الأصفر نتمنى لكم طيب الاقامة بيننا        
:: الأخبار ::
( حديث الثلاثيات الذي غفلت عنه الأمة ) ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     يا أهل غزة ( لا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الاعلون) والرد على المردفين ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     ( نعي الأمة لرجل ارعب أعدائها ) ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     ( سنن المسلمين بالفرح لهلاك المجرمين ) ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     نظرة تاريخية في نشأة التصوف والصوفية ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     ( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا ) ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     رسالة رجل من غزة إلى الأمة الإسلامية والعربية ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     يوم عاشوراء بين أهل السنة والشيعة الروافض ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     ماذا قالوا عن فضل شهر الله المحرم ... في الشرائع السماوية ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     دروس وعبر من هجرة سيد البشر ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     
:جديد الموقع:
 

موقع الشيخ محمد فرج الأصفر || وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ
::: عرض المقالة : وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ :::
Share |

الصفحة الرئيسية >> قســـم المقــالات >> القرأن الكريم وعلومه

اسم المقالة: وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ
كاتب المقالة: الشيخ / محمد فرج الأصفر
تاريخ الاضافة: 10/10/2010
الزوار: 2903


وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ

فيه ست مسائل
الأولى : قال الكوفيون : الألف والتاء في " معدودات " لأقل العدد . وقال البصريون : هما للقليل والكثير , بدليل قوله تعالى : " وهم في الغرفات آمنون " [ سبأ : 37 ] والغرفات كثيرة . ولا خلاف بين العلماء أن الأيام المعدودات في هذه الآية هي أيام منى , وهي أيام التشريق , وأن هذه الثلاثة الأسماء واقعة عليها , وهي أيام رمي الجمار , وهي واقعة على الثلاثة الأيام التي يتعجل الحاج منها في يومين بعد يوم النحر , فقف على ذلك .
وقال الثعلبي وقال إبراهيم : الأيام المعدودات أيام العشر , والأيام المعلومات أيام النحر , وكذا حكى مكي والمهدوي أن الأيام المعدودات هي أيام العشر .
ولا يصح لما ذكرناه من الإجماع , على ما نقله أبو عمر بن عبد البر وغيره .
قال ابن عطية : وهذا إما أن يكون من تصحيف النسخة , وإما أن يريد العشر الذي بعد النحر , وفى ذلك بعد .
الثانية : أمر الله سبحانه وتعالى عباده بذكره في الأيام المعدودات , وهي الثلاثة التي بعد يوم النحر , وليس يوم النحر منها , لإجماع الناس أنه لا ينفر أحد يوم النفر وهو ثاني يوم النحر , ولو كان يوم النحر في المعدودات لساغ أن ينفر من شاء متعجلا يوم النفر ; لأنه قد أخذ يومين من المعدودات .
خرّج الدارقطني والترمذي وغيرهما عن عبد الرحمن بن يعمر الديلي : أن ناسا من أهل نجد أتوا رسول الله وهو بعرفة فسألوه , فأمر مناديا فنادى :
الحج عرفة , فمن جاء ليلة جمع قبل طلوع الفجر فقد أدرك , أيام منى ثلاثة فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه ,
* أي من تعجل من الحاج في يومين من أيام منى صار مقامه بمنى ثلاثة أيام بيوم النحر , ويصير جميع رميه بتسع وأربعين حصاة , ويسقط عنه رمي يوم الثالث .
* ومن لم ينفر منها إلا في آخر اليوم الثالث حصل له بمنى مقام أربعة أيام من أجل يوم النحر , واستوفى العدد في الرمي , على ما يأتي بيانه .
ومن الدليل على أن أيام منى ثلاثة - مع ما ذكرناه - قول العرجي : ما نلتقي إلا ثلاث منى حتى يفرق بيننا النفر فأيام الرمي معدودات , وأيام النحر معلومات .
وروى نافع عن ابن عمر أن الأيام المعدودات والأيام المعلومات يجمعها أربعة أيام : يوم النحر وثلاثة أيام بعده , فيوم النحر معلوم غير معدود , واليومان بعده معلومان معدودان , واليوم الرابع معدود لا معلوم ,
وهذا مذهب مالك وغيره . وإنما كان كذلك لأن الأول ليس من الأيام التي تختص بمنى في قوله سبحانه وتعالى : "واذكروا الله في أيام معدودات" ولا من التي عين النبي بقوله : ( أيام منى ثلاثة ) فكان معلوما ; لأن الله تعالى قال : "ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام" [ الحج : 28 ] ولا خلاف أن المراد به النحر ,
* وكان النحر في اليوم الأول وهو يوم الأضحى والثاني والثالث , ولم يكن في الرابع نحر بإجماع من علمائنا , فكان الرابع غير مراد في قوله تعالى : "معلومات" لأنه لا ينحر فيه وكان مما يرمى فيه , فصار معدودا لأجل الرمي , غير معلوم لعدم النحر فيه .
قال ابن العربي : والحقيقة فيه أن يوم النحر معدود بالرمي معلوم بالذبح , لكنه عند علمائنا ليس مرادا في قوله تعالى : "واذكروا الله في أيام معدودات" . وقال أبو حنيفة والشافعي : الأيام المعلومات العشر من أول يوم من ذي الحجة , وآخرها يوم النحر , لم يختلف قولهما في ذلك , ورويا ذلك عن ابن عباس .
وروى الطحاوي عن أبي يوسف أن الأيام المعلومات أيام النحر , قال أبو يوسف : روي ذلك عن عمر وعلي , وإليه أذهب , لأنه تعالى قال : "ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام" .
وحكى الكرخي عن محمد بن الحسن أن الأيام المعلومات أيام النحر الثلاثة : يوم الأضحى ويومان بعده . قال الكيا الطبري : فعلى قول أبي يوسف ومحمد لا فرق بين المعلومات والمعدودات ; لأن المعدودات المذكورة في القرآن أيام التشريق بلا خلاف , ولا يشك أحد أن المعدودات لا تتناول أيام العشر ; لأن الله تعالى يقول : "فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه" وليس في العشر حكم يتعلق بيومين دون الثالث . وقد روي عن ابن عباس (أن المعلومات العشر , والمعدودات أيام التشريق) , وهو قول الجمهور .
قلت : وقال ابن زيد : الأيام المعلومات عشر ذي الحجة وأيام التشريق , وفيه بعد , لما ذكرناه , وظاهر الآية يدفعه . وجعل الله الذكر في الأيام المعدودات والمعلومات يدل على خلاف قوله , فلا معنى للاشتغال به .
الثالثة : ولا خلاف أن المخاطب بهذا الذكر هو الحاج , خوطب بالتكبير عند رمي الجمار , وعلى ما رزق من بهيمة الأنعام في الأيام المعلومات وعند أدبار الصلوات دون تلبية , وهل يدخل غير الحاج في هذا أم لا ؟
فالذي عليه فقهاء الأمصار والمشاهير من الصحابة والتابعين على أن المراد بالتكبير كل أحد - وخصوصا في أوقات الصلوات - فكبر عند انقضاء كل صلاة - كان المصلي وحده أو في جماعة - تكبيرا ظاهرا في هذه الأيام , اقتداء بالسلف رضي الله عنهم .
وفي المختصر : ولا يكبر النساء دبر الصلوات , والأول أشهر ; لأنه يلزمها حكم الإحرام كالرجل , قاله في المدونة .
الرابعة : ومن نسي التكبير بإثر صلاة كبر إن كان قريبا , وإن تباعد فلا شيء عليه , قاله ابن الجلاب . وقال مالك في المختصر : يكبر ما دام في مجلسه , فإذا قام من مجلسه فلا شيء عليه وفي المدونة من قول مالك : إن نسي الإمام التكبير فإن كان قريبا قعد فكبر , وإن تباعد فلا شيء عليه , وإن ذهب ولم يكبر والقوم جلوس فليكبروا .
الخامسة : واختلف العلماء في طرفي مدة التكبير , فقال عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب وابن عباس : (يكبر من صلاة الصبح يوم عرفة إلى العصر من آخر أيام التشريق) . وقال ابن مسعود وأبو حنيفة : يكبر من غداة عرفة إلى صلاة العصر من يوم النحر . وخالفه صاحباه فقالا بالقول الأول , قول عمر وعلي وابن عباس رضي الله عنهم , فاتفقوا في الابتداء دون الانتهاء .
وقال مالك : يكبر من صلاة الظهر يوم النحر إلى صلاة الصبح من آخر أيام التشريق , وبه قال الشافعي , وهو قول ابن عمر وابن عباس أيضا .
وقال زيد بن ثابت : يكبر من ظهر يوم النحر إلى آخر أيام التشريق .
قال ابن العربي : فأما من قال : يكبر يوم عرفة ويقطع العصر من يوم النحر فقد خرج عن الظاهر ; لأن الله تعالى قال : "في أيام معدودات" وأيامها ثلاثة , وقد قال هؤلاء : يكبر في يومين , فتركوا الظاهر لغير دليل . وأما من قال يوم عرفة وأيام التشريق , فقال : إنه قال : "فإذا أفضتم من عرفات" [ البقرة : 198 ] , فذكر " عرفات " داخل في ذكر الأيام , هذا كان يصح لو كان قال : يكبر من المغرب يوم عرفة ; لأن وقت الإفاضة حينئذ , فأما قبل فلا يقتضيه ظاهر اللفظ , ويلزمه أن يكون من يوم التروية عند الحلول بمنى .
السادسة : واختلفوا في لفظ التكبير , فمشهور مذهب مالك أنه يكبر إثر كل صلاة ثلاث تكبيرات , رواه زياد بن زياد عن مالك . وفي المذهب رواية : يقال بعد التكبيرات الثلاث : لا إله إلا الله , والله أكبر ولله الحمد . وفي المختصر عن مالك : الله أكبر الله أكبر , لا إله إلا الله , والله أكبر , الله أكبر ولله الحمد .

طباعة


روابط ذات صلة

  الْتِّبْيَانُ فِيْ آَدَابِ حَمَلَةِ الْقُرْآَنِ (1)  
  الْتِّبْيَانُ فِيْ آَدَابِ حَمَلَةِ الْقُرْآَنِ (2)  
  الْتِّبْيَانُ فِيْ آَدَابِ حَمَلَةِ الْقُرْآَنِ (3 أ)  
  الْتِّبْيَانُ فِيْ آَدَابِ حَمَلَةِ الْقُرْآَنِ (3 ب)  
  الْتِّبْيَانُ فِيْ آَدَابِ حَمَلَةِ الْقُرْآَنِ (4)  
  الاهتــداء في الوقـــــف والإبتــــــداء  
  الرد على الشيخ / أبو إسحاق ( فيما وهم من سورة الكهف )  
  رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ  
   وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا  
  إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي  
   التفسير والإسرائيليات (1)  
  التفسير والإسرائليات (2)  
  التفسير والإسرائليات (3)  
  التفسير والإسرائليات (4)  
  التفسير والإسرائليات (5)  
  التفسير والإسرائليات (6)  
   الناسخ والمنسوخ في القرآن ( 1 )  
  الناسخ والمنسوخ في القرآن ( 2 )  
  الناسخ والمنسوخ في القرآن ( 3 )  
  كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (1)  
  كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (2)  
  فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ الْنَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ  
  التفسير والإسرائيليات ( 7 ) في قصة هاروت وماروت  
  التفسير والإسرائيليات ( 8 ) في قصة بلقيس ملكة سبأ  
  إِنَّني أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكر  
  (( والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير مردا ))  
  (( رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله ))  
  (( إِنَّ عِــدَّةَ الشُّهُــورِ عِنْــدَ اللَّهِ ))  
  نظرات في علوم القرآن والتفسير (1)  
  (( حــرق القــرآن في بلاد الإســلام ))  
  الليالي العشــر والأيام المعدودات والمعلومات  
  (( ســـورة الفجـــر ... والليــالي العشـــر ))  
  (( الفرقان بين أهل القرآن وأهل الطغيان ))  
  الليالي العشــر والأيام المعدودات والمعلومات  


 
::: التعليقات : 0 تعليق :::
 
القائمة الرئيسية
القائمة البريدية

اشتراك

الغاء الإشتراك

عدد الزوار
انت الزائر : 3568360

تفاصيل المتواجدين