بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

مرحبا بكم في موقع فضيلة الشيخ/ محمد فرج الأصفر نتمنى لكم طيب الاقامة بيننا        
:: الأخبار ::
ورحل شهر رمضان فماذا أنتم فاعلون؟ ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     الرد على من قال بعدم دخول أبو لهب النار ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     رمضان في غزة جوع ودموع وحرمان من العبادة ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     الرد على من يزعم ان الجنة يدخلها غير المسلمين ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     ثماني عبادات لا تغفلوا عنها في رمضان ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     ملف شهر رمضان ... مقالات وفتاوى ودروس ( العلوم الإسلامية )     ||     أبشروا جاءكم شهر رمضان ... وكيف نستقبله؟ ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     الثلاثة الذين خلفوا عن غزوة تبوك .. فكيف بأمة الإسلام؟! ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     هل من عليه قضاء رمضان يقضيه في شعبان ؟ ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     رفع الإشكال في حديث " إذا انتصف شعبان فلا تصوموا " . ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     
:جديد الموقع:
 

موقع الشيخ محمد فرج الأصفر || نظرات في علوم القرآن والتفسير (1)
::: عرض المقالة : نظرات في علوم القرآن والتفسير (1) :::
Share |

الصفحة الرئيسية >> قســـم المقــالات >> القرأن الكريم وعلومه

اسم المقالة: نظرات في علوم القرآن والتفسير (1)
كاتب المقالة: الشيخ / محمد فرج الأصفر
تاريخ الاضافة: 19/10/2011
الزوار: 2559




الحمد لله على التوفيق، والشكر لله على التحقيق، وأشهد أن لا إله إلا هو شهادة سالك من الدليل أوضح طريق، ومنـزه له عما لا يجوز ولا يليق. وصلى الله على أشرف فصيح، وأطرف منطيق،
محمد صلى الله عليه وسلم، أرفق نبي بأمته وألطف شفيق وعلى أصحابه، وأزواجه وأتباعه إلى يوم الجمع والتفريق، وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد
فإن نفع العلم بدرايته لا بوراثته وبمعرفة أغواره لا بروايته وأصل الفساد الداخل على عموم العلماء تقليد سابقيهم، وتسليم الأمر إلى معظميهم، من غير بحث عما صنفوه ولا طلب للدليل عما ألفوه. وإني رأيت كثيرا من المتقدمين على كتاب الله عز وجل بآرائهم الفاسدة، قد دسوا في تصانيفهم للتفسير علوم ما أنزل الله بها من سلطان فكتبت لهم هذا التأصيل لمعرفة أصحاب الصنعة في هذا الفن العظيم

تعريف القرآن الكريم:

لغة: قرأ تأتي بمعنى الجمع والضم، والقراءة: ضم الحروف والكلمات بعضها إلى بعض في الترتيل، والقرآن في الأصل كالقراءة، مصد قرأ قراءة وقرآناً.

قال تعالى: (إن علينا جمعه وقرآنه، فإذا قرأناه فاتبع قرآنه) القيامة: 17ـ18

شرعاً: هو كلام الله، المنزل على قلب أمين الأرض محمد صلى الله عليه وسلم،بواسطة أمين السماء جبريل عليه السلام المتعبد بتلاوته والذي يبدأ بسورة الفاتحة وينتهي بسورة الناس

بالنسبة للقرآن الكريم:
المعروف بأن كتاب الله عز وجل كتاب الأصل فيه أنه :( هدى وشفاء ورحمة وموعظة ومبارك ومبين وبشرى وعزيز ومجيد وبشير ونذير ) وهذه من أوصاف القرآن الكثيرة ومن أسباب نزوله أيضا.
قال تعالى:( يأيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين) يونس: 57
وقال تعالى: ( وهذا كتاب أنزلناه مبارك مصدق الذي بين يديه ) الأنعام:92
وقال تعالى: ( قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين ) المائدة:15
وقال تعالى: ( مصدقاً لما بين يديه وهدى وبشرى للمؤمنين) البقرة: 97
وقال تعالى: ( إن الذين كفروا بالذكر لما جاءهم وإنه لكتاب عزيز) فصلت:41
وقال تعالى: ( كتاب فصلت آياته فرآنا عربيا لقوم يعلمون بشيراً ونذيراً ) فصلت:3ـ4
وهذا كله حجة على من قال بأن القرآن الكريم كتاب علمي محض فذهب يأخذ الآيات العلمية وما فيها من إعجاز على نظريات علمية وهذه النظرية ممكن أن تكون صحيحة وممكن العكسولذلك فلا يجوز تعريض كلام الله عز وجل لكي نثبت بأنه معجز أن نتكلم فيه من الجانب العلمي فقط حتى لا يأتي وقت يكتشف فيه عدم صدق النظرية العلمية فيكذب كتاب ربنا عز وجل ، لأن الأصل كما ذهبت بأنه كتاب هدي ورحمة وشفاء ونور وتحدي للعرب والعجم والناس أجمعين.
ثانيا:
بالنسبة للتفسير و علومه:
جرت سنة الله أن يرسل كل رسول بلسان قومه، ولذلك فألفاظ القرآن عربية، ووجوه المعاني في القرآن توافق وجوه المعاني عند العرب، وإذا كانت هناك ألفاظ قليلة تختلف فيها أنظار العلماء، أهي من لغات أخرى وعربت، أم هي عربية بحتة ولكنها مما تواردت على اللغات؟ فإن هذا لا يخرج القرآن عن أن يكون عربياً ،فأعلم الناس بالقرآن وألفاظه هو( صاحب الوحي صلى الله عليه وسلم ) والمنزل إليهم هذا الوحي وهم ( العرب ). ولذلك كان الرسول صلى الله عليه وسلم يفهم القرآن جملة وتفصيلاً، وكان عليه أن يبينه لأصحابه وللعرب من حوله
قال تعالى: ( وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون ) النحل:44
نشأة التفسير وتطوره
أولا: تفسير النبي صلى الله عليه وسلم:
كان الصحابة رضي الله عنهم يفهمون القرآن كذلك لأنه نزل بلغتهم . وإن كانوا لا يفهمون دقائقه وذلك لتفاوتهم في الفهم، فقد يغيب عن واحد منهم ما لا يغيب عن الآخر ويبين ذلك ما ورد على لسان عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما قرأ على المنبر( وفاكهة وأبا ) فقال: هذه الفاكهة قد عرفناها، فما الأب؟ ثم رجع إلى نفسه فقال: إن هذا لهو التكلف يا عمر.فكان المرجع في هذا العصر فيما كان فيه إشكال هو (النبي صلى الله عليه وسلم): المُفسر الأول بأبي هو وأمي وهذا في المتشابه أم المجمل فكان معروفاً بحكم سليقة العرب للعربية التي هي لسانهم ولسان القرآن المنزل من رب البرية. ودليل ذلك عن ابن مسعود قال: لما نزلت هذه الآية ( الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم) شق ذلك على الناس فقالوا يا رسول الله وأينا لا يظلم نفسه؟ قال: إنه ليس الذي تعنون، ألم تسمعوا ما قال العبد الصالح: ( إن الشرك لظلم عظيم). إنما هو الشرك.
ثانياً: مرتبة (الفهم والاجتهاد):
فكان الصحابة إذا لم يجدوا التفسير في كتاب الله تعالى، ولم يجدوا شيئاً في ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. اجتهدوا في الفهم، فإنهم من خلص العرب، يعرفون العربية، ويحسنون فهمها ويعرفون وجوه البلاغة فيها .
واشتهر بالتفسير من الصحابة جماعة منهم:
الخلفاء الأربعة، وابن مسعود، وابن عباس، وأبي بن كعب وزيد بن ثابت، وأبو موسى الأشعري، وعبد الله بن الزبير، وأنس بن مالك وعبد الله بن عمر وجابر بن عبد الله وعبد الله بن عمرو وعائشة رضي الله عنهم أجمعين .
ولذلك والذي لا شك فيه أن التفسير بالمأثور عن الصحابة له قيمته، وذهب جمهور العلماء إلى أن تفسير الصحابي له حكم المرفوع إذا كان مما يرجع إلى أسباب النزول وكل ما ليس للرأي فيه مجال. أما ما يكون للرأي فيه مجال فهو موقوف إليه ما دام لم يسنده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وهذا يجعلنا أن نقسم أنواع التفاسير من حيث المصادر إلى قسمين :
تفسير بالمأثور: وهذا الذي ورد تفسيره بالنقل، إما عن النبي صلى الله عليه وسلم أو الصحابة، أو رؤوس التابعين
التفسير بالرأي : سواء كان محموداً أو مذموماً، بسائر اتجاهاته الفقهية، والبلاغية، والأدبية، والصرفية، والموضوعية، والتحليلية، والإجمالية، والعلمية .
ثالثا: التفسير في عصر التابعين:
اشتهر بعض أعلام التابعين الذين أخذ عن تلاميذهم بالتفسير كذلك معتمدين في مصادره على المصادر التي جاءت في العصر السابق وعلى ما عرفوه من لغة العرب ومناحيهم في القول وعلى ما صح لديهم من الأحداث التي حدثت في عصر نزول القرآن وغير هذا من أدوات الفهم ووسائل البحث ونشأت مدارس متعددة .
في مكة:
نشأت مدرسة ابن عباس: واشتهر من تلاميذه سعيد بن جبير ، ومجاهد، وعكرمة مولي ابن عباس، وطاووس بن كيسان اليماني، وعطاء بن أبي رباح
في المدينة:
نشأت مدرسة أبي بن كعب:واشتهر من تلاميذه من التابعين زيد بن أسلم ، وأبو العالية، ومحمد بن كعب القرظي
في العراق:
نشأت مدرسة ابن مسعودوهي نواة مدرسة أهل الرأي واشتهر منهم علقمة بن قيس ، ومسروق ، والأسود بن زيد، ومرة الهمذاني، وعامر الشعبي، والحسن البصري، وقتادة بن دعامة السدوسي.
هؤلاء هم مشاهير المفسرين من التابعين في الأمصار الإسلامية الذين أخذ عنهم أتباع التابعين من بعدهم ، وخلفوا لنا تراثاً علمياً خالداً
ملحوظة هامة:
وبعد هذا التأصيل ومعرفة طبقات المفسرين يتبين لنا بأن العلماء اختلفوا فيما أُثر عن التابعين من تفسير إذا لم يُؤثر في ذلك شيء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو عن الصحابة . أيؤخذ بأقوالهم أم لا ؟؟ فذهب جماعة إلى أنه لا يؤخذ بتفسيرهم لأنهم لم يشاهدوا القرائن والأحوال التي نزل عليها القرآن، فيجوز عليهم الخطأ في فهم المراد. وذهب أكثر المفسرين إلى أنه يؤخذ بتفسيرهم، لأنهم تلقوه غالباً عن الصحابة.
قال ابن تيمية: (( قال شعبة بن الحجاج وغيره، أقوال التابعين ليست حجة، فكيف تكون حجة في التفسير؟ يعني أنها لا تكون حجة على غيرهم ممن خالفهم ، أما إذا أجمعوا على الشيء فلا يرتاب في كونه حجة، فإن اختلفوا فلا يكون قول بعضهم حجة على بعض ولا على من بعدهم، ويرجع في ذلك إلى لغة القرآن أو السنة، أو عموم لغة العرب، أو أقوال الصحابة في ذلك)) انتهي
قلت:
سبحان الله هذا الرأي في كبار التابعين الذين عاشوا وأخذوا من الصحابة فكيف بمن يعيشون في هذا الزمن ويذهبون بتفسير الآيات على غير علم ( قرآن وسنة ولغة عرب) أو نور أو هدى من الله .وبعد هذا علينا أن نعرف ما هي أوصاف المفسر لكتاب الله عز وجل الذي يأخذ منه التفسير والذي أيضاً يحتاجه المفسر إذا أرد التفسير بالرأي دون الرجوع إلى التفسير بالمأثور لكي يكون من أهل هذه الصناعة.
صفات المفسر:
على المفسر الذي يتعرض لتفسير كتاب الله تعالى أن يكون فيه هذه المواصفات
العلم باللغة العربية (الصرف والاشتقاق والبلاغة)
الوقوف على أقوال النبي صلى الله عليه وسلم ومشاهير الصحابة في التفسير.
علم القراءات
4ـ علم أصول الدين
علم أصول الفقه
العلم بمعرفة المكي والمدني
العلم بأول ما نزل وآخر ما نزل
العلم بأسباب النزول
العلم بالمحكم والمتشابه، والعام والخاص، والناسخ والمنسوخ، والمطلق والمقيد، والمنطوق والمفهوم.
10ـ علم الموهبة: وهو علم يورثه الله تعالى لمن عمل بما علم. وإليه الإشارة
بقوله تعالى: ( واتقوا الله، ويعلمكم الله ) وبقوله ((من عمل بما علم ورثه الله علم ما لا يعلم)) هذه هي العلوم التي اعتبرها العلماء أدوات لفهم كتاب الله تعالى، وكذلك الخوض فيه.
وهذا هو ما درسناه في كليات العلوم الشرعية وأخذناه من العلماء قديماً وحديثاً .
وكان لا بُد من هذا التأصيل حتى تكون البحوث في هذا العلم على قواعد وأصول حتى تتم الفائدة
والحمد لله رب العالمين
وللحديث بقيه

طباعة


روابط ذات صلة

  الْتِّبْيَانُ فِيْ آَدَابِ حَمَلَةِ الْقُرْآَنِ (1)  
  الْتِّبْيَانُ فِيْ آَدَابِ حَمَلَةِ الْقُرْآَنِ (2)  
  الْتِّبْيَانُ فِيْ آَدَابِ حَمَلَةِ الْقُرْآَنِ (3 أ)  
  الْتِّبْيَانُ فِيْ آَدَابِ حَمَلَةِ الْقُرْآَنِ (3 ب)  
  الْتِّبْيَانُ فِيْ آَدَابِ حَمَلَةِ الْقُرْآَنِ (4)  
  الاهتــداء في الوقـــــف والإبتــــــداء  
  الرد على الشيخ / أبو إسحاق ( فيما وهم من سورة الكهف )  
  وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ  
  رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ  
   وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا  
  إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي  
   التفسير والإسرائيليات (1)  
  التفسير والإسرائليات (2)  
  التفسير والإسرائليات (3)  
  التفسير والإسرائليات (4)  
  التفسير والإسرائليات (5)  
  التفسير والإسرائليات (6)  
   الناسخ والمنسوخ في القرآن ( 1 )  
  الناسخ والمنسوخ في القرآن ( 2 )  
  الناسخ والمنسوخ في القرآن ( 3 )  
  كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (1)  
  كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (2)  
  فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ الْنَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ  
  التفسير والإسرائيليات ( 7 ) في قصة هاروت وماروت  
  التفسير والإسرائيليات ( 8 ) في قصة بلقيس ملكة سبأ  
  إِنَّني أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكر  
  (( والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير مردا ))  
  (( رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله ))  
  (( إِنَّ عِــدَّةَ الشُّهُــورِ عِنْــدَ اللَّهِ ))  
  (( حــرق القــرآن في بلاد الإســلام ))  
  الليالي العشــر والأيام المعدودات والمعلومات  
  (( ســـورة الفجـــر ... والليــالي العشـــر ))  
  (( الفرقان بين أهل القرآن وأهل الطغيان ))  
  الليالي العشــر والأيام المعدودات والمعلومات  


 
::: التعليقات : 0 تعليق :::
 
القائمة الرئيسية
القائمة البريدية

اشتراك

الغاء الإشتراك

عدد الزوار
انت الزائر : 967302

تفاصيل المتواجدين