كشفت صحيفة (ليبراسيون) اليومية الفرنسية عن أن العقيد معمر القذافي كان يتنصت على شعبه بعد أن اشترى نظامه في عام 2007 من إحدى الشركات الفرنسية نظام مراقبة متقدما بشكل كبير للانترنت والاتصالات. وذكرت الصحيفة- في عددها الصادر اليوم السبت - أن هذه التكنولوجيا (نظام المراقبة) لا يمكن "تصديرها عادة دون اتفاق مع الحكومة الفرنسية".
وقالت الصحيفة "إن شركة "أميسيز" الفرنسية المتخصصة في مجال الحاسب الآلي قامت في عام 2007 (قبل بيعها في عام 2010 لشركة بوول) ببيع نظام الكتروني لليبيا يسمح لأية حكومة بمراقبة نظام الاتصالات الواردة والصادرة من البلاد. وأشارت إلى أنه بعد سقوط طرابلس منذ أيام تم تأكيد هذه المعلومات حيث تم العثور على عدة وثائق من أهمها شعار الشركة الفرنسية "أميسيز" وذلك في مركز قيادة الوحدة الالكترونية للعقيد القذافي.
ونقلت الصحيفة تصريحات أحد المسئولين العسكريين السابقين الذين شاركوا الشركة الفرنسية في تدريب الليبيين على هذا النظام وعلى رأسهم عبدالله السنوسي صهر القذافي ورئيس المخابرات الليبية والذي أكد (العسكري الفرنسي) أن نظام التنصت في ليبيا بدأ في عام 2008.
وأضافت "أن العسكري الفرنسي السابق الذي طلب عدم ذكر اسمه كشف عن أن رجل الأعمال الفرنسي زياد تقي الدين الذي يعمل في مجال تجارة السلاح "كان حلقة الوصل للتوصل للعقد بين النظام الليبي والشركة الفرنسية". ونقلت الصحيفة عن المسئول العسكري الفرنسي قوله "إن هذا العقد وصلت تكلفته إلى حوالي 10 ملايين يورو.
وكانت وثائق عثر عليها في مبنى حكومي ليبي في طرابلس قد كشفت عن العلاقات الوثيقة التي جمعت في الماضي وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) بأجهزة استخبارات العقيد معمر القذافي.
الوثائق المكتشفة في مقر وكالة الأمن الخارجي الليبي أظهرت قيام (السي آي إيه) بتسليم "إرهابيين" مفترضين إبان حكم الرئيس السابق جورج بوش إلى نظام العقيد القذافي، مع اقتراح الأسئلة التي من المفترض أن يطرحها الليبيون.
وتم اكتشاف أرشيف الوثائق من جانب باحثين من منظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية قدموا نسخًا عنها إلى صحيفة "وول ستريت جورنال".
وخلال هذه الفترة كانت الاستخبارات الليبية بقيادة موسى كوسا، والذي كان أحد المقربين في السابق من معمر القذافي والذي تولى رئاسة جهاز الاستخبارات الليبية بين 1994 و2009 ثم شغل منصب وزير الخارجية، وأعلن انشقاقه عن نظام طرابلس قبل الذهاب إلى لندن في 30 مارس.
وعام 2004، حافظت وكالة الاستخبارات الأمريكية على "حضور دائم" في ليبيا بحسب مذكرة وجهها ستيفن كابيس المسئول الكبير في الوكالة الأمريكية إلى موسى كوسا تم اكتشافها في الأرشيف الخاص بالأمن الليبي.
وفي لندن، نشرت صحيفة "ذي اندبندنت" معلومات مشابهة تتحدث عن العلاقات بين أجهزة الاستخبارات الليبية والبريطانية في الفترة نفسها.
وفي أعقاب فراره إلى لندن عقب انشقاقه على نظام القذافي، ذكرت تقارير صحفية بريطانية آنذاك أن موسى كوسا، يُعتقد أنه يقوم بمساعدة جهاز الأمن الخارجي البريطاني (إم آي 6) على فهم الأعمال الداخلية لنظام معمر القذافي، بما في ذلك مصادره المالية وتشكيلات قواته المسلحة.