انتقد "المركز المصري لحقوق المرأة" قرار محافظ الجيزة المتعلق بفصل الرجال عن النساء فى صلاة العيد بميدان جامع مصطفى محمود الشهير، واصفةً القرار بأنه "سنة غير حسنة".
ورأى المركز في في القرار "محاولة لمغازلة بعض التيارات المتشددة دون فهم لثقافة المصريين وطرق احتفالهم بالعيد، حيث كان الميدان لأكثر من عقدين من الزمان ملتقى لأداء الفريضة والاحتفال فى آن واحد".
ووصف المركز المصري القرار بأنه "سنة غير حسنة"، معتبرةً أنه مخالف لما جرت العادة عليه لأكثر من عقدين من الزمان، كما أنه يعكس عدم إدراك المحافظ بخصوصية هذا الميدان الذى تحول إلى ملتقى احتفالى للأسر المصرية وخاصة البسطاء منها.
واعتبر المركز أن قرار المحافظ يعكس استمرار منهج تعالى المسئولين على الشعب، واتخاذ القرارات من الغرف المكيفة دون دراسة أو فهم حقيقي لاحتياجات المصريين أوالعمل على توفير سبل الراحة أو أبسط مظاهر الاحتفال لهم.
ومعروف أن مسجد مصطفى محمود، يشهد ازدحاماً شديداً فى صلاتي عيد الفطر والأضحى سنويا، حيث يستقبل ما يتجاوز مائة ألف مصلي، وعادة ما يختلط فى صفوفه الرجال بالنساء والأطفال.
وكان أمر هذا الاختلاط في صلاة العيد قد أثار جدلا العام الماضي إبان حكم الرئيس المخلوع حسني مبارك؛ ما دفع بوزارة الأوقاف إلى نفي مسئوليتها عن اختلاط الرجال بالنساء فى بعض مساجد الجيزة وأشهرها «مصطفى محمود» بالمهندسين أثناء صلاة العيد، موضحة أن «المحافظة هى التى تنظم الساحة للصلاة، والمديرية دورها يقتصر فقط على دعوة الإمام والخطيب».
جاء هذا النفي على لسان مدير مديرية الأوقاف بالجيزة الشيخ محمد عبدالرازق عمر الذي قال إنه عرض على محافظ الجيزة مشكلة الإختلاط بمسجد مصطفى محمود، وكان رد المحافظ عليه بأن المحافظة تخصص سرادق لصلاة النساء، لكن مع زيادة الأعداد يختلط المصلون ببعضهم، وأن مديرية الأمن هى المسؤولة عن التنظيم.
وأضاف: «لكي نمنع الإختلاط أثناء الصلاة يتعين على الرجال أن يصلوا فْي المكان المخصص لهم، وترك زوجاتهم وبناتهم للصلاة فى المكان المخصص للسيدات، فليس هناك ضرورة لأن يصلى الزوج إلى جوار زوجته وبناته».
فالمشكلة على هذا النحو ممتدة من سنوات مضت، وكانت الحكومات المصرية السابقة تعمل على مواجهتها والحد منها. ويستغرب مراقبون أن يُقابل قرار محافظ الجيزة بهذا الانتقاد من قبل "المركز المصري لحقوق المرأة" بعد أن كانت تحمل محافظته المسئولية عن هذا الاختلاط في السنوات الماضية.
وقد طالب المركز المذكور محافظ الجيزة بتأمين احتفال المواطنين بالعيد فى ميدان مصطفى محمود دون فصل الأسر عن بعضها البعض حتى لا تكون سنة سيئة تتبع من بعده.
كما طالب المركز وزارة الداخلية بتوفير دوريات أمنية لتأمين الشوارع، وردع من يحاول انتهاك حريات الأفراد أو الخروج عن القانون، على أن يكون لدى هذه الدوريات الصلاحيات لإعمال القانون وتحرير محاضر بالواقعة في الشارع.
ودعا المركز الوزارة بتوفير أماكن خاصة داخل أقسام الشرطة لاستقبال أي شكاوي خاصة المتعلقة بالتحرش، وتوفير سيارات إطفاء في أماكن التجمع العامة تحسبا لأي مشكلات غير متوقعة ناتجة عن الزحام، فضلاً عن تأمين سيولة المرور.
في غضون ذلك، شهد الاستعداد للعيد العديد من المبادرات الشبابية الجيدة لدعوة اللجان الشعبية إلى العمل معا لجعل الشوارع أمنة للجميع، وذلك بتظيم أنفسهم وحث جميع المصريين علي ضرورة اتباع منهج الحرية المسئولة، وإتاحة الفرصة للجميع ليتمتع بالعيد فى حرية وأمان دون أعمال عنف أو بلطجة أو تحرش.