قدم الرئيس الصهيوني شيمون بيريز اعتذارًا لمصر عن أحداث سيناء الأخيرة التي قتل فيها عدد من الجنود المصريين، كما أعرب عن تعازيه لأسر الضحايا والشعب المصري.
ورأى بيريز أنه لا يوجد أي تعمد من جانب "إسرائيل" للقيام بهذه العملية، مشيرًا إلى أن "إسرائيل" حريصة على العلاقات مع مصر.
وقال الرئيس الصهيوني في اتصال هاتفي مساء الأحد مع السفير المصري في تل أبيب "ياسر رضا": "إن الحرص الإسرئيلي على العلاقة مع مصر محل إجماع شعبي قبل الرسمي، وأن هناك حرصا على عدم خدش هذه العلاقة".
وأضاف أنه لا يوجد على مستوى رجل الشارع "الإسرائيلي" أي رغبة ونية للاضرار بمصر، وأن ما حدث كان بمحض الخطأ، وهو ما ستكشف عنه التحقيقات الجارية.
وكرر بيريز أسفه عن الحادث مرة أخرى خلال الاتصال الهاتفي معربا عن أمله في سرعة احتواء آثار هذا الحادث وعدم خروج الأمور عن السيطرة.
ووصف العلاقة بين مصر و"إسرائيل" بأنها ليست علاقة ثنائية فقط ولكنها ركيزة لاستقرار المنطقة.
وأعرب عن أمله في أن تكون سيناء دائما واحة للسلام والاستقرار، وأبدى استعداده للتعاون مع مصر في تحقيق ذلك دون أي تدخل في الشأن الداخلي المصري.
دبلوماسي مصري على مائدة بيريز:
في غضون ذلك، حضر القائم بأعمال السفير المصري في "إسرائيل"، مصطفى الكوني، حفل الإفطار الرمضاني، الذي أقامه الرئيس "الإسرائيلي"، شيمون بيريز، مع بعض القيادات العربية داخل "إسرائيل"، في منزله في القدس، الأحد.
وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» التي أوردت النبأ في أخبارها العاجلة إن الرئيس "الإسرائيلي" قال للكوني إن «إسرائيل تكن احتراماً كبيراً للشعب المصري».
ويأتي حضور القائم بأعمال السفير المصري على مائدة الرئيس "الإسرائيلي"، في الوقت الذي تشهد فيه العلاقات بين البلدين أزمة دبلوماسية كبيرة، في أعقاب مقتل 6 جنود مصريين على الحدود مع إسرائيل، وطلب الحكومة المصرية اعتذاراً رسمياً من إسرائيل، واستدعاء السفير الإسرائيلي في القاهرة لإبلاغه احتجاج مصر الرسمي على قتل «شهداء الحدود».
"أسف" إسرائيلي لم تقبله القاهرة:
وكانت "إسرائيل" قد أبدت في وقت سابق أسفها لمقتل عناصر من القوات المسلحة المصرية بنيران مقاتلة تابعة لها خلال مواجهات مع مسلحين عند الحدود مع سيناء، حيث تعهد الجانب "الإسرائيلي" بالموافقة على إجراء تحقيق مشترك لكشف ملابسات الحادث.
لكن القاهرة اعتبرت أن بيان الاعتذار "الإسرائيلي" عن مقتل جنودها في سيناء "لا يتناسب مع جسامة الحادث، وحالة الغضب المصري من التصرفات الإسرائيلية".
وبدوره، أكد المجلس الأعلى للقوات المسلحة، الأحد، رفض مصر المطلق لـ"تدخل أي طرف في أمن سيناء"، ووصف الأسف، الذي أبداه عدد من القيادات "الإسرائيلية"، لقتل جنود مصريين على الحدود بأنه غير كافٍ.
وأضاف المجلس في بيان قرأه، أسامة هيكل، وزير الإعلام، عقب اجتماع عقده المشير حسين طنطاوي، رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، مع المجموعة الوزارية التي تتابع تطورات الأوضاع في سيناء أن "أمن سيناء شأن مصري خالص لا تقبل مصر فيه أي تدخل بالفعل أو بالتصريح أو بالرأي من أي طرف خارجي".
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك قد صرح عقب هجوم إيلات الذي أوقع 8 قتلى إسرائيليين بأن هذا الهجوم "يعكس ضعف سيطرة مصر على سيناء وامتداد الأنشطة الإرهابية" إليها.
وقال هيكل إن البيان صدر بعد الاجتماع الذي ضم إضافة إلى المشير، الدكتور عصام شرف، رئيس الوزراء، والمجموعة الوزارية وعددا من أعضاء المجلس العسكري، بينهم الفريق سامي عنان، رئيس أركان القوات المسلحة.
وأكد البيان أن الأسف الإسرائيلي "وإن كان خطوة إيجابية إلا أنه لا يكفي وينبغي أن يتبع ذلك تحقيق واضح، مع وضع سقف زمني للانتهاء من التحقيق المشترك"، مطالباً إسرائيل بالإعلان عن "إجراءات لمنع تكرار مثل هذه الأحداث".