تمكن الرائد عبد السلام جلود عضو ما يسمى بمجلس القيادة التاريخية فى ليبيا من الهرب من قبضة العقيد معمر القذافى فى العاصمة الليبية طرابلس.
وقالت قناة ليبيا الأحرار الموالية للمجلس الوطنى الانتقالى إن جلود قد نجح فى الهرب بالفعل من طرابلس إلى المناطق المحررة بعد أربع محاولات هروب فاشلة فى السابق.
ولم تشر القناة إلى أى تفاصيل تتعلق بكيفية هروب جلود, لكنها أكدت أن جلود قد ينتقل للإقامة فى دولة أوروبية.
وكان موقع (ثورة ليبيا) قد ذكر أنه وفى مفاجأة مدوية من العيار الثقيل, تمكن جلود من الهرب من قبضة القذافى فى طرابلس وأنه بات الآن فى مناطق يسيطر عليها الثوار فى الجبل الغربى.
وقال عبد المنعم الطاهر الهونى ممثل المجلس الانتقالى لدى مصر والجامعة العربية: "نبأ خروج جلود صحيح وسيصدر بيان يوم السبت يعلن فيه انضمامه للثورة الشعبية التى تجتاح ليبيا ضد القذافى من السابع عشر من شهر فبرايرالماضى".
ورأى مراقبون أن خروج جلود من طرابلس وإعلانه الانضمام للثورة الشعبية يعتبر ضربة موجعة لنظام القذافى الذى استدعى الرائد عبد السلام جلود فى الباديات الأولى لثورة 17 فراير وطلب منه التوجه فورًا إلى مدينة بنغازي التي نالها القسط الأوفر من عدد القتلى والضحايا، لتهدئة الوضع.
وقد دخل جلود في مشادة كلامية حادة مع القذافي، وأبلغه رفضه هذه الفكرة ما لم يأمر القذافي فورًا بوقف المجازر التي ترتكبها قوات الجيش والشرطة المدعومة بمرتزقة أفارقة ضد المواطنين العزل.
وقال جلود، الذي كان يعتبر الرجل الثاني في ليبيا حتى منتصف عقد التسعينات من القرن الماضي قبل أن يغيب عن المشهد السياسي في ليبيا على مدى أكثر من 16 عامًا: "أنا أرفض هذه المقترحات لكني مستعد للتوجه إلى بنغازي وبذل ما أستطيع لوقف المظاهرات، إذا تم تنفيذ جملة من المطالب الإصلاحية العاجلة".
وأرجعت المصادر استدعاء القذافي لحليفه السابق جلود إلى أن الأخير من خارج المجموعة المحيطة بالقذافي، التي يطلق عليها تعبير "رجال الخيمة"، نسبة للخيمة البدوية الشهيرة التي ترافق القذافي في حله وترحاله في الداخل والخارج.
واشتهر جلود بمواقفه الرافضة لحركة اللجان الثورية، التي تعتبر العمود الفقري للنظام الجماهيري، الذي دشنه القذافي عام 1977، بالإضافة إلى دعوته للإصلاح والتحول إلى الديمقراطية الحقيقية من قبل اختفائه.