واصل الثوار الليبيون تقدمهم على الأرض في المناطق القريبة من العاصمة طرابلس، في الوقت الذي تؤكد فيه المعارضة أن سكان العاصمة التي لا يزال يهيمن عليها النظام الليبي يتأهبون لدخول الثوار من أجل الانقضاض على نظام العقيد معمر القذافي.
وأفاد مراسل لوكالة "رويترز" عند مصفاة النفط الساحلية ببلدة الزاوية – على بعد 50 كلم عن طرابلس - أن الثوار سيطروا على المصفاة الخميس بعد قتال مع القوات الموالية للعقيد معمر القذافي. وأضاف أن هناك مجموعاتٍ صغيرةً من المعارضين داخل المجمع ولا علامة على وجود قوات موالية للقذافي.
كما تمكن الثوار من السيطرة على بلدة "غريان" الواقعة على نحو 80 كيلومترًا جنوبي العاصمة طرابلس. وقال مراسل لـ "رويترز": إن علم المعارضة بألوانه الأحمر والأخضر والأسود يرفرف في ميدان وسط البلدة، وإن المعارضة وضعت دبابة "تي-34" ومدفعًا مضادًا للطائرات بالميدان.
وذكر معارضون أن قوات القذافي انسحبت بعد أيام من القتال في البلدة التي تسيطر على الطريق السريع الرئيسي من الجنوب إلى العاصمة.
يأتي هذا فيما تمكن الثوار من السيطرة على مدينة "بدر" الواقعة بالجبل الغربي، كما أن هناك حشودًا كبيرة من الثوار في مدينتي صبراتة (شمال ليبيا)، والأصابعة (120 كيلو من طرابلس) التي تعد مركز تجمع كتائب القذافي، والتي يستعد الثوار لتحريرهما خلال الأيام المقبلة.
وأوضح "عادي المنصور" نائب مدير مكتب قناة "ليبيا الأحرار" ببنغازي لصحيفة "الشرق الأوسط" الصادرة في لندن الخميس أن الثوار تمكنوا أيضًا من السيطرة على معسكر أسلحة تابع لكتائب القذافي في مدينة "مزدة" (غرب طرابلس)، موضحًا أن الثوار غنموا العديد من الأسلحة خلال تمشيطهم لهذا المعسكر.
وأفاد أن الثوار المعارضين للقذافي داخل طرابلس وصلت إلى أغلبهم الأسلحة، لاستخدامها حين اقتراب الثوار من العاصمة، حيث سيطوق الثوار الكتائب من الداخل والخارج. وأشار إلى أن هناك حالة من القلق تخيم على كتائب القذافي في طرابلس، كما دعا القذافي قواته بالخارج إلى العودة لتطويق العاصمة.
ولفت المنصوري إلى أن قوات القذافي لم تعد تمثل خطرًا على الثورة، وذلك لضعفها أمامهم، وتقطع سبل وطرق الإمداد فيما بينهم، كما أن مرتزقة القذافي الذين ينضمون إلى الكتائب ما هم إلا أناس غرر بهم ووعدهم القذافي بوعود كاذبة، مشيرًا إلى أن القذافي وعدهم بأنهم بعد النصر سيحصلون على شقق وسيارات وأموال، بخلاف أنه يعطيهم في اليوم 1000 دينار ليبي.
وقال: إن الرأي العام في ليبيا لم يقابل باستحسان ما شاع عن إعلان القذافي تنحيه عن السلطة، مبررًا ذلك بأنه "ليس بعد كل هذه الانتصارات والتقدم على كل الجبهات يأتي هو ويتنحى، الثوار لا يريدون إعطاء القذافي الفرصة للتنحي، بل يريدون أن يهزموه في طرابلس، وهم من سيلقون القبض عليه، الثوار معنوياتهم عالية، وينتظرون النصر قبل نهاية شهر رمضان".