بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

مرحبا بكم في موقع فضيلة الشيخ/ محمد فرج الأصفر نتمنى لكم طيب الاقامة بيننا        
:: الأخبار ::
( حديث الثلاثيات الذي غفلت عنه الأمة ) ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     يا أهل غزة ( لا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الاعلون) والرد على المردفين ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     ( نعي الأمة لرجل ارعب أعدائها ) ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     ( سنن المسلمين بالفرح لهلاك المجرمين ) ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     نظرة تاريخية في نشأة التصوف والصوفية ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     ( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا ) ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     رسالة رجل من غزة إلى الأمة الإسلامية والعربية ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     يوم عاشوراء بين أهل السنة والشيعة الروافض ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     ماذا قالوا عن فضل شهر الله المحرم ... في الشرائع السماوية ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     دروس وعبر من هجرة سيد البشر ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     
:جديد الموقع:
 

Duplicate entry '1732184034' for key 'PRIMARY'
موقع الشيخ محمد فرج الأصفر || منازل التائبين بين إياك نعبد وإياك نستعين ( 3 )
::: عرض المقالة : منازل التائبين بين إياك نعبد وإياك نستعين ( 3 ) :::
Share |

الصفحة الرئيسية >> قســـم المقــالات >> الزهد والرقائق

اسم المقالة: منازل التائبين بين إياك نعبد وإياك نستعين ( 3 )
كاتب المقالة: الشيخ / محمد فرج الأصفر
تاريخ الاضافة: 12/08/2011
الزوار: 2296

 

المرتبة الأولى: مشتركة بين الخلق. وهى ذل الحاجة والفقر إلى الله. فأهل السموات والأرض جميعاً محتاجون إليه، فقراء إليه. وهو وحده الغنى عنهم. وكل أهل السموات والأرض يسألونه. وهو لا يسأل أحداً.

المرتبة الثانية: ذل الطاعة والعبودية. وهو ذل الاختيار. وهذا خاص بأهل طاعته وهو سر العبودية.

المرتبة الثالثة: ذل المحبة. فإن المحب ذليل بالذات، وعلى قدر محبته له يكون ذله فالمحبة أسست على الذلة للمحبوب، كما قيل:

اخضع وذل لمن تحب. فليس في حكم الهوى أنف يشال ويعقد

وقال آخر:

مساكين أهل الحب، حتى قبورهم عليها تراب الذل بين المقابر

المراتب الرابعة: ذل المعصية والجناية. فإذا اجتمعت هذه المراتب الأربع: كان الذل لله والخضوع له أكمل وأتم. إذ يذل له خوفاً  اجتمعت هذه المراتب الأربع: كان الذل لله والخضوع له أكمل وأتم. إذ يذل له خوفاً وخشية، ومحبة وإنابة، وطاعة، وفقراً وفاقة.

وحقيقة ذلك: هو الفقر الذي يشير إليه القوم. وهذا المعنى أجل من أن يسمى بالفقر. بل هو لب العبودية وسرها. وحصوله أنفع شئ للعبد، وأحب شئ إلى الله.

فلابد من تقدير لوازمه: من أسباب الضعف، والحاجة، وأسباب العبودية والطاعة، وأسباب المحبة والإنابة. وأسباب المعصية والمخالفة، إذ وجود الملزوم بدون لازمه ممتنع، والغاية من تقدير عدم هذا الملزوم ولازمه، مصلحة وجوده خير من مصلحة فوته. ومفسدة فوته أكبر من مفسدة وجوده. والحكمة مبناها على دفع أعظم المفسدتين باحتمال أدناها. وتحصيل أعظم المصلحتين بتفويت أدناهما. وقد فتح لك الباب. فإن كنت من أهل المعرفة فادخل، وإلا فرد الباب وارجع بسلام.

ومنها: أن أسماءه الحسنى تقتضى آثارها اقتضاء الأسباب التامة لمسبباتها، فاسم "السميع، البصير" يقتضى مسموعاً ومبصراً. واسم "الرزاق" يقتضى مرزوقاً. واسم "الرحيم" يقتضى مرحوماً. وكذلك أسماء " الغفور، والعفو، والتواب ، والحليم" يقتضى من يغفر له، ويتوب عليه ويعفو عنه، ويحلم. ويستحيل تعطيل هذه الأسماء والصفات، إذ هى أسماء حسنى وصفات كمال، ونعوت جلال، وأفعال حكمة وإحسان وجود. فلابد من ظهور آثارها في العالم. وقد أشار إلى هذا أعلم الخلق بالله ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ حيث يقول: " لو لم تذنبوا لذهب الله بكم، ولجاء بقوم يذنبون، ثم يستغفرون فيغفر لهم". وأنت إذا فرضت الحيوان بجملته معدوماً، فمن يرزق الرزاق ـ سبحانه؟ وإذا فرضت المعصية والخطيئة منتفية من العالم. فلمن يغفر؟ وعمن يعفو؟ وعلى من يتوب ويحلم؟وإذا فرضت الفاقات كلها قد سُدَّت، والعبيد أغنياء معافون. فأين السؤال والتضرع والابتهال؟ والإجابة وشهود الفضل والمنة، والتخصيص، بالإنعام والإكرام؟

فسبحان من تعرف إلى خلقه بجميع أنواع التعريفات. ودلهم عليه بأنواع الدلالات وفتح لهم إليه جميع الطرقات. ثم نصب إليه الصراط المستقيم. وعرفهم به ودلهم عليه: ( ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة وإن الله لسميع عليم) الأنفال: 42

فرح الله بتوبة التائب:

ومنها: السر الأعظم، الذي لا تقتحمه العبارة،ولا تجسر عليه الإشارة، ولا ينادى عليه منادى الإيمان على رءوس الأشهاد، بل شهدته قلوب خواص العباد. فازدادت به معرفة لربها ومحبة له. وطمأنينة به وشوقاً إليه، ولهجاً بذكره. وشهوداً لبره، ولطفه وكرمه وإحسانه، ومطالعة لسر العبودية، وإشرافاً على حقيقة الإلهية. وهو مثبت في الصحيحين من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة , فانفلتت منه , وعليها طعامه وشرابه فأيس منها فأتى شجرة فأضطجع في ظلها – قد أيس من راحلته – فبينا هو كذلك إذا هو بها قائمة عنده فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح اللهم أنت عبدي وان ربك ) رواه مسلم

وفي الحديث من قواعد العلم: أن اللفظ الذي يجرى على لسان العبد خطأ من فرح شديد، أو غيظ شديد، ونحوه. لا يؤاخذ به . ولهذا لم يكن هذا كافراً بقوله: " أنت عبدي وأنا ربك " أخرجه أبو داود.

ومعلوم أن تأثير الغضب في عدم القصد يصل إلى هذه الحال، أو أعظم منها . فلابد ينبغي مؤاخذة الغضبان بما صدر منه في حال شدة غضبه من نحو هذا الكلام. ولا يقع طلاقه بذلك. ولا ردته. وقد نص الإمام أحمد على تفسير الإغلاق فى قوله صلى الله عليه وسلم: " لا طلاق في إغلاق " بأنه الغضب، وفسره به غير واحد من الأئمة وفسروه بالإكراه والجنون.

وقيل: وهو يعم هذا كله. وهو من الغلق. لانغلاق قصد المتكلم عليه، فكأنه لم ينفتح قلبه لمعنى ما قاله.

والقصد: أن هذا الفرح له شأن لا ينبغي للعبد إهماله والإعراض عنه ولا يطلع عليه إلا من له معرفة خاصة بالله وأسمائه وصفاته، وما يليق بعز جلاله. وقد كان الأولى بنا طي الكلام فيه إلى ما هو اللائق بإفهام بنى الزمان وعلو مهم . ونهاية أقدامهم من المعرفة. وضعف عقولهم عن احتماله. غير أنا نعلم أن الله عز وجل سيسوق هذه البضاعة إلى تجارها، ومن هو عارف بقدرها. وإن وقعت في الطريق بيد من ليس عارفاَ بها. فرب حامل فقه ليس بفقيه، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه.

فاعلم أن الله سبحانه وتعالى اختص نوع الإنسان من بين خلقه بأن كرمه وفضله، وشرفه. وخلقه لنفسه، وخلق كل شيء له. وخصه من معرفته ومحبته وقربه وإكرامه بما لم يعطي غيره. وخلق كل شيء له. وخصه من معرفته ومحبته وقربه وإكرامه بما لم يعطه غيره. وسخر له ما في سماواته وأرضه وما بينهما، حتى ملائكته ـ الذين هم أهل قربه ـ استخدمهم له. وجعلهم حفظة له في منامه ويقظته، وظعنه وإقامته. وأنزل إليه وعليه كتبه وأرسله وأرسل إليه وخاطبه وكلمه منه إليه، واتخذ منهم الخليل والكليم، والأولياء والخواص والأحبار، وجعلهم معدن أسراره. ومحل حكمته. وموضع حبه. وخلق لهم الجنة والنار. فالخلق والأمر، والثواب والعقاب، مداره على النوع الإنساني .

فإنه خلاصة الخلق. وهو المقصود بالأمر والنهي . وعليه الثواب والعقاب. انتهى

 

طباعة


روابط ذات صلة

  مفاتيح التوبة والإنابة  
   {نــــــدم المــذنبين ودمــــع التـائبين}  
  الدعوه الصالحة بقول المعروف  
  هل فكرت أن تطيل عمرك وتزيد حسناتك ؟؟؟  
  مالي أراك على الذنوب مواظبا !!  
  أين الاستعداد ليوم المعاد ؟!!  
  مراقبة الله تعالى !!  
  (( الحب مشاعر لا تعرف قيود الزمن ))  
  السؤال الفـــواح عـن بلاد الأفـــراح ؟؟  
  (( من حزن قلبي ودمع عيني وآهات صدري ))  
  النجوى في إدراك التقـــــــــــــــــــوى  
  هل جربت الخلوه مع الله ؟؟  
  آفـــــات على طـــــريق الهدايا !!  
  من أحوال العصاه يوم القيامة!!  
  تربيــــة الذات .. لمــــاذا ؟؟  
  وسائل الثبات علي دين رب العباد  
  العبد بين التوبة والاستغفار والإنابة !!  
  مسائل في التوبة !!  
  رقــة القلوب وخشوعها لله .. كيف ؟  
  همسة من محب !!  
  مَا مِنْ عَبْدٍ مُؤْمِنٍ إِلا وَلَهُ ذَنْبٌ يَعْتادُهُ الْفَيْنَةَ  
  (( حيـــاة القلوب في ذكر ربنا المعبود ))  
  متى آخر مرةٍ دَمِعَتْ عيناك خشيةً وخوفًا منَ الله ؟  
  ﴿نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾  
  لَحَظَاتُهِمْ الْأَخِيرَةُ كَمَا تَمَنَّوْا !!  
  الحنين المتجدد والشوق المستمر لخالق الخلائق  
  ليالي الصالحـــين ودآب العابدين !!  
   (( الرحم وصلة الأرحام ))  
  الصادقين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين ( 1 )  
  ( أمراض القلوب أم أمراض الأبدان )  
   حب المحبين و منازل السائرين في الله ( 1 )  
  حب المحبين و منازل السائرين في الله ( 2 )  
  ((( إحساس مؤلــــم )))  
   (( مهما حدث فلا تبكي ))  
  (( تعلـــم كيـف تصـنع سعادتـــــك ))  


 
::: التعليقات : 0 تعليق :::
 
القائمة الرئيسية
القائمة البريدية

اشتراك

الغاء الإشتراك

عدد الزوار
انت الزائر : 3568529

تفاصيل المتواجدين