أعلنت الولايات المتحدة، االيوم الأربعاء، أن لديها أدلةً على ارتكاب "جرائم" في سوريا، ملوحةً باستخدامها لتشديد الضغط على نظام الرئيس بشار الأسد. لكنها رغم ذلك امتنعت عن دعوته بشكل صريح إلى التنحي.
وذكرت السفيرة الأميركيّة لدى الأمم المتحدة سوزان رايس أن بلادها تمتلك أدلة على وقوع "جرائم" في سوريا وهي مستعدة لاستخدامها لتشديد الضغط على الرئيس السوري بشار الأسد، مشيرة إلى أن واشنطن على استعداد تام لتقاسمها مع أي جهة مخولة إجراء تحقيق، من دون أن تحدد طبيعة هذه "الجرائم" ومرتكبيها.
ولفتت رايس، قبيل انعقاد اجتماع لمجلس الأمن مخصص للنظر في القمع الدامي للاحتجاجات في سوريا، إلى أنه سيتم القيام بالمزيد من التحركات الدولية ضد الأسد، الذي "فقد شرعيته في الحكم".
وأشارت إلى أنه من وجهة النظر الأمريكية، فانها ستواصل وستزيد الضغوط سواء من جانبها بواسطة عقوبات جديدة، أو من خلال تحركات منسقة مع شركائها في نيويورك وفي العالم.
وكانت واشنطن قد شددت موقفها من حملة القمع التي يشنها النظام السوري وأدت إلى مقتل 2000 شخص، بفرض عقوبات جديدة على المصرف التجاري السوري، أكبر مصارف سوريا المملوك للدولة.
وأضافت رايس: "لا أود التكهن بما سيكون عليه رد المجلس في المستقبل تحديدا"، لافتة إلى أنها تعتقد أن الأعضاء تأثروا بما شاهدوه مؤخرا وبالعنف المتزايد والرهيب.
وأشارت رايس إلى أن الوقت الذي استغرقه المجلس قبل ان يتكلم بصوت واحد بعث فيهم "بصراحة" الإحباط، معتبرة أنه حان الوقت ليقدم جميع اعضاء المجلس مصالح الشعب السوري على المسائل أو المصالح الثنائية الخاصة ويضعوها نصب تحركاتهم.
سوريا أفضل من دون الأسد:
ومن جانب آخر، امتنعت الولايات المتحدة مرة أخرى الأربعاء عن الدعوة الصريحة للرئيس السوري بشار الأسد بالتخلي عن السلطة، إلا أنها قالت إنها ستساعد شعبه على الحصول على "الكرامة والحرية".
وأثار تصعيد واشنطن لهجتها ضد الأسد بما في ذلك تحذيرها من أنه أصبح الآن مصدرا لزعزعة الاستقرار في المنطقة، توقعات بأن إدارة الرئيس باراك اوباما ستدعوه رسميا إلى التنحي.
إلا أن البيت الابيض تمسك الأربعاء بنفس اللهجة التي تبناها تجاه سوريا الاسبوع الماضي وقال إن سوريا ستكون "مكانا أفضل" من دون الأسد الذي قال انه فقد شرعيته.
واعتبر جاي كارني المتحدث باسم البيت الابيض أن اهم شيء يمكن ان فعله الآن هو ضمان ان تدعم أفعال الولايات المتحدة أقوالها، مشيرا إلى ان الانتقال الديمقراطي سيكون أفضل لسوريا والمنطقة والعالم، ونعتزم مساعدة الشعب السوري على الحصول على الكرامة والحرية، التي يطالب بها، والتي قتل من أجلها العديدون. وأضاف: "سنواصل ذلك الضغط. وسنعمل وننسق مع شركائها الدوليين".
وأكد كارني أن تزايد عزلة سوريا التي شهدت تحركات عدد من كبرى الدول العربية ضد الاسد، ليست "وليدة الصدفة" بل إنها نتيجة دبلوماسية أميركية، معلنا أن الولايات المتحدة تعمل مع شركائها الدوليين لضمان مواصلة الضغط وتصعيده ضد الرئيس السوري بشار الأسد. وأضاف: "وسنواصل القيام بذلك".