طلب الرئيس الأفغاني حامد كرزاي من كبار رجال الدين استخدام نفوذهم لإثناء الإسلاميين عن إخفاء القنابل المستخدمة في الهجمات في عمائمهم، في مسعى للقضاء على هذا التكتيك الفتاك قبل أن يروج استخدامه.
يأتي هذا يأتي بعد أن استخدمت العمائم الملغومة في هجومين وقعا الشهر الماضي، وأسفرا عن مقتل رئيس بلدية مدينة قندهار الجنوبية مهد حركة "طالبان"، ما أثار القلق من هذا التكتيك الجديد وكيفية التحسب له، دون إثارة حساسيات دينية.
والتقى كرزاي مؤخرا مع مجلس العلماء الذي يضم كبار رجال دين من شتى أنحاء البلاد لمناقشة الأمر. وقال سياماك هرواي، المتحدث باسمه: "من وجهة نظرنا أن إساءة (الإسلاميين) لاستخدام القيم الإسلامية يجعلهم يقدمون لشعوب العالم صورة سيئة عن الإسلام"، بحسب تعبيره.
وأضاف أن الرئيس الأفغاني طلب من علماء الدين شن حملة لإقناع الإسلاميين بعدم استخدام العمائم أو أي رموز أخرى مرتبطة بالإسلام في شن هجماتهم، وألا يستهدفوا المساجد، وإبراز مبدأ تحريم "الانتحار" في الإسلام، وفق وكالة "رويترز".
ويضطر رجال الأمن في بعض الوزارات الأفغانية أن يطلبوا من الرجال خلع عمائمهم في إطار عمليات التفتيش الأمنية. لكن حركة "طالبان" التي تقود المقاومة ضد الوجود الأجنبي بأفغانستان نفت استخدام هذا التكتيك، وقال ذبيح الله مجاهد، المتحدث باسم "طالبان"، إن حركته لم تلجأ قط إلى إخفاء القنابل في العمائم.
ولم تعلن "طالبان" مسئوليتها عن قتل رجل دين كبير في قندهار يوم 14 يوليو وأربعة آخرين، خلال تشييع جنازة أحمد كرزاي الأخ غير الشقيق للرئيس الأفغاني الذي اغتيل، لكن الحركة قالت، إنها وراء قتل رئيس بلدية قندهار غلام حيدر قبل أسبوعين، غير أن مجاهد قال: إن القنبلة لم تكن مخبأة في عمامة.
ونفذت "طالبان" العديد من الهجمات المؤثرة منذ إطلاق هجوم "الربيع" في مايو، وكان آخرها إسقاط مروحية أمريكية فجر السبت ما أدى إلى مقتل 38 كانوا على متنها وبينهم 30 جنديا من عناصر القوة الأمريكية الخاصة من الوحدة التي شاركت في اغتيال أسامة بن لادن زعيم "القاعدة".
وطالت العديد من الهجمات مسئولين نافذنين وأمنيين بالحكومة الأفغانية تزامنًا مع بدء عملية نقل المسئولية الأمنية من القوات الأجنبية إلى الأفغان بالعديد من المناطق، والتي تشمل سبع مدن في المرحلة الأولى من العملية المقرر أن تنهي وجود كل القوات الأجنبية بأفغانستان بحلول نهاية 2014.