بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

مرحبا بكم في موقع فضيلة الشيخ/ محمد فرج الأصفر نتمنى لكم طيب الاقامة بيننا        
:: الأخبار ::
فضل الترضى عن الصحابة .. والرد على من قال بعدم الترضى ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     هل شفاعة النبي يوم القيامة للمسلمين وغير المسلمين؟ والرد على المردفين ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     رد الشبهات على من قال بفناء النار أو إلغائها ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     ورحل شهر رمضان فماذا أنتم فاعلون؟ ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     الرد على من قال بعدم دخول أبو لهب النار ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     رمضان في غزة جوع ودموع وحرمان من العبادة ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     الرد على من يزعم ان الجنة يدخلها غير المسلمين ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     ثماني عبادات لا تغفلوا عنها في رمضان ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     ملف شهر رمضان ... مقالات وفتاوى ودروس ( العلوم الإسلامية )     ||     أبشروا جاءكم شهر رمضان ... وكيف نستقبله؟ ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     
:جديد الموقع:
 

Duplicate entry '1714135221' for key 'PRIMARY'
موقع الشيخ محمد فرج الأصفر || منازل التائبين بين إياك نعبد وإياك نستعين ( 2 )
::: عرض المقالة : منازل التائبين بين إياك نعبد وإياك نستعين ( 2 ) :::
Share |

الصفحة الرئيسية >> قســـم المقــالات >> الزهد والرقائق

اسم المقالة: منازل التائبين بين إياك نعبد وإياك نستعين ( 2 )
كاتب المقالة: الشيخ / محمد فرج الأصفر
تاريخ الاضافة: 06/08/2011
الزوار: 2401

 

أسرار حقيقة التوبة:

قال صاحب المنازل:  " وسرائر حقيقة التوبة ثلاثة أشياء: تمييز التقية من العزة، ونسيان الجناية، والتوبة. لأن التائب داخل فى الجميع من قوله تعالى: (وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون) النور: 31 ، فأمر التائب بالتوبة.

تمييز التقية من العزة: أن يكون المقصود من التوبة تقوى الله. وهو خوفه وخشيته،  بعد القيام بأمره، واجتناب نهيه. فيعمل بطاعة الله على نور من الله، يرجو ثواب الله. ويترك معصية الله على نور من الله. يخاف عقبا الله. لا يريد بذلك عز الطاعة. فإن للطاعة وللتوبة عزاً ظاهراً وباطناً. فلا يكون مقصودة العزة، وإن علم أنها تحصل له بالطاعة والتوبة. فمن تاب لأجل العزة فتوبته مدخولة. وفي بعض الآثار" أوحى الله تعالى إلى نبي من الأنبياء: قل ليفلان الزاهد: أما زهدك في الدنيا: فقد تعجلت به الراحة. وأما انقطاعك إلي: فقد اكتسبت به العزة، ولكن ما عملت فيما لي عليك؟ قال: يارب، وما لك علي بعد هذا؟ قال: هل واليت فيَّ ولياً، أو عاديت فيَّ عدواً؟ "

يعني أن الراحة والعز حظك، وقد نلتهما بالزهد والعبادة، ولكن أين القيام بحقي، وهو الموالاة فيَّ والمعاداة فيَّ؟ فالشأن في التفريق في الأوامر بين حضك وحق ربك علماً وحالاً. وكثير من الصادقين قد يلتبس عليهم حال نفوسهم في ذلك. ولا يميزه إلا أولو البصائر منهم. وهم في الصادقين في الناس.

وأما نسيان الجناية: فهذا موضع تفصيل. فقد اختلف فيه أرباب الطريق.

فمنهم: من رأى الاشتغال عن ذكر الذنب والإعراض عنه صفحاً. فصفاء الوقت مع الله تعالى أولى بالتائب وأنفع له. ولهذا قيل: ذكر الجفاء في وقت الصفا جفا.

ومنهم: من رأى أن الأولى أن لا ينسى ذنبه. بل لا يزال جاعلاً له نصب عينيه يلاحظه كل وقت، فيحدث له ذلك انكساراً وذلاً وخضوعاً، أنفع له من جمعيته وصفاء وقته.

قالوا: ولهذا نقش داود الخطيئة في كفه، وكان ينظر إليها ويبكي.

قالوا: ومتى تهت عن الطريق فارجع إلى ذنبك تجد الطريق.

ومعنى ذلك: أنك إذا رجعت إلى ذنبك انكسرت وذللت، وأطرقت بين يدى الله عز وجل خاشعا ذليلاً خائفاً، وهذه طريق العبودية.

والصواب: التفصيل في هذه المسألة. وهو أن يقال: إذا أحس العبد من نفسه حال الصفاء غيماً من الدعوى، ورقيقة من العُجب ونسيان المنة، وخطفته نفسه عن حقيقة فقره ونقصه، فذكر الذنب أنفع له. وإن كان في حال مشاهدته منه الله عليه، وكمال افتقاره إليه، وفنائه به، والشوق إلى لقائه، وشهود سعة رحمته وحلمه وعفوه، وقد أشرقت على قلبه أنوار الأسماء والصفات. فنسيان الجناية والإعراض عن الذنب: أولى به وأنفع. فانه متى رجع إلى ذكر الجناية توارى عنه ذلك، ونزل من علو إلى أسفل، ومن حال إلى حال، بينهما من التفاوت أبعد مما بين السماء والأرض، وهذا من حسد الشيطان له، أراد أن يحطه عن مقامه، وسير قلبه في ميادين المعرفة والمحبة، والشوق: إلى وحشة الإساءة، وحصر الجناية. والأول يكون شهوده لجنايته منه من الله، من بها عليه، ليؤمنه بها من مقت الدعوى وحجاب الكبر الخفي الذي لا يشعر به. فهذا لون وهذا لون. وهذا المحل فيه أمر وراء العبارة. وبالله التوفيق . وهو المستعان.

لطائف أسرار التوبة:

قال صاحب المنازل: " ولطائف أسرار التوبة ثلاثة أشياء "

أولها: أن ينظر الجناية والقضية. فيعرف مراد الله فيها. إذ خلاك وإتيانها. فإن الله عز وجل إنما خلى العبد والذنب لأجل معنيين:

أحدهما: أن يعرف عزته في قضائه، وبره في ستره، وحلمه في إمهال راكبه، وكرمه في قبول العذر منه، وفضله في مغفرته.

الثاني: أن يقيم على عبده حجة عدله. فيعاقبه على ذنبه بحجته.

اعلم أن صاحب البصيرة إذا صدرت منه الخطيئة فله نظر إلى خمسة أمور:

أحدها: أن ينظر إلى أمر الله ونهيه. فيحدث له ذلك الاعتراف بكونها خطيئة، والإقرار على نفسه بالذنب.

الثاني: أن ينظر إلى الوعد والوعيد. فيحدث له ذلك خوفاً وخشية، تحمله على التوبة .

الثالث: أن ينظر إلى تمكين الله له منها، وتخليته بينه وبينها، وتقديرها عليه، وأنه لو شاء لعصمه منها. فيحدث له         ذلك أنواعاً من المعرفة بالله وأسمائه وصفاته، وحكمته، ورحمته، ومغفرته وعفوه، وحلمه وكرمه. وتوجب له هذه المعرفة عبودية بهذه الأسماء،لا تحصل بدون لوازمها ألبتة. ويعلم ارتباط الخلق والأمر، والجزاء والوعد والوعيد بأسمائه وصفاته، وأن ذلك موجب الأسماء والصفات، وأثرها في الوجود، وأن كل اسم وصفة مقتض لأثره وموجبه، متعلق به لابد منه. وهذا المشهد يطلعه على رياض موقنة من المعارف والإيمان، وأسرارالقدروالحكمة يضيق عن التعبير عنها نطاق الكلم.

فمن بعضها:

 ما ذكره الشيخ "أن يعرف العبد عزته في قضائه" وهو أنه سبحانه العزيز الذي يقضى بماء يشاء، وأنه لكمال عزته حكم على العبد وقضى عليه، بان قلب قلبه وصرف إرادته على ما يشاء. وحال بين العبد وقلبه. وجعله مريداً شائياً لما شاء منه العزيز الحكيم. وهذا من كمال العزة. إذا لا يقدر على ذلك إلا الله. وغاية المخلوق: أن يتصرف في بدنك وظاهرك. وأما جعلك مريداً شائياً لما يشاؤه منك ويريده: فلا يقدر عليه إلا ذو العزة الباهرة. فإذا عرف العبد عن سيده ولا حظه بقلبه، وتمكن شهوده منه، ناصيته بيد غيره. لا عصمة له إلا بعصمته. ولا توفيق له إلا بمعونته. فهو ذليل

حقير، في قبضة عزيز حميد.

ومن شهود عزته أيضاً في قضائه: أن يشهد أن الكمال والحمد، والغناء التام، والعزة. كله لله، وأن العبد نفسه أولى بالتقصير والذم، والعيب والظلم والحاجة. وكلما ازداد شهوده لذله ونقصه وعيبه وفقره، ازداد شهوده لعزة الله وكماله، وحمده وغناه. وكذلك بالعكس. فنقص الذنب وذلته يطلعه على مشهد العزة.

ومنها: أن العبد لا يريد معصية مولاه من حيث هي معصية. فإذا شهد جريان الحكم، وجعله فاعلاً لما هو غير مختار له، مريد بإرادته ومشيئته واختياره. فكأنه مختار غير

مختار، مريد غير مريد ، شاء غير شاء. فهذا يشهد عز الله وعظمته، وكمال قدرته.

ومنها: أن يعرف بره سبحانه فى ستره عليه حال ارتكاب المعصية، مع كمال رؤيته له. ولو شاء لفضحه بين خلقه فحذروه. وهذا من كمال بره. ومن أسمائه "البر" وهذا البر من سيده كان عن كمال غناه عنه، وكمال فقر العبد إليه. فيشتعل بمطالعة هذه المنة، ومشاهدة هذا البر والإحسان والكرم. فيذهل عن ذكر الخطيئة. فيبقى مع الله سبحانه.

وذلك أنفع له من الاشتغال بجايته. وشهود ذل معصيته. فإن الاشتغال بالله والغفلة عما سواه: هو المطلب الأعلى، والمقصد الأسنى. ولا يوجب هذا نسيان الخطيئة مطلقاً، بل فى هذه الحال. فإذا فقدها فليرجع إلى مطالعة الخطيئة، وذكر الجنابة. ولكل وقت ومقام

ومقام عبودية تليق به.

ومنها: شهود حلم الله سبحانه وتعالى في إمها راكب الخطيئة. ولو شاء لعاجله بالعقوبة. ولكنه الحليم الذي لا يعجل. فيحدث له ذلك معرفة ربه سبحانه باسمه "الحليم" ومشاهدة صفة الحلم والتعبد بهذا الاسم.والحكمة والمصلحة الحاصلة من ذلك بتوسط الذنب: أحب إلى الله، وأصلح للعبد، وأنفع من فوتها، ووجود الملزوم بدون لازمه ممتنع.

ومنها: معرفة العبد كرم ربه في قبول العذر منه إذا اعتذر إليه بنحو ما تقدم من الاعتذار لا بالقدر. فإنه مخاصمة ومحاجة، كما تقدم. فيقبل عذره بكرمه وجوده. فيوجب له ذلك اشتغالاً بذكره وشكره، ومحبة أخرى لم تكن حاصلة له قبل ذلك.

فإن محبتك لمن شكرك على إحسانك وجازاك به، ثم غفر لك إساءتك ولم يؤاخذك بها:

أضعاف محبتك على شكر الإحسان وحده والواقع شاهد بذلك. فعبودية التوبة بعد الذنب لون وهذا لون آخر.

ومنها: أن يشهد فضله فى مغفرته، فإن المغفرة فضل من الله. وإلا فلو أخذك بمحض حقه، كان عادلاً محموداً. وإنما عفوه بفضله لا باستحقاقك. فيوجب لك ذلك أيضاً شكراً له ومحبة، وإنابة إليه، وفرحاً وابتهاجاً به، ومعرفة له باسمه "الغفار" ومشاهدة لهذه الصفة، وتعبداً بمقتضاها. وذلك أكمل في العبودية، والمحبة والمعرفة.

ومنها: أن يكمل لعبده مراتب الذل والخضوع والانكسار بين يديه، والافتقار إليه. فإن النفس فيها مضاهاة للربوبية. ولو قدرت لقالت كفول فرعون. لكنه قدر فأظهر. وغيره عجز فأضمر. وإنما يخلصها من هذه المضاهاة ذل العبودية. وهو أربع مراتب.

وللحديث بقيه

طباعة


روابط ذات صلة

  مفاتيح التوبة والإنابة  
   {نــــــدم المــذنبين ودمــــع التـائبين}  
  الدعوه الصالحة بقول المعروف  
  هل فكرت أن تطيل عمرك وتزيد حسناتك ؟؟؟  
  مالي أراك على الذنوب مواظبا !!  
  أين الاستعداد ليوم المعاد ؟!!  
  مراقبة الله تعالى !!  
  (( الحب مشاعر لا تعرف قيود الزمن ))  
  السؤال الفـــواح عـن بلاد الأفـــراح ؟؟  
  (( من حزن قلبي ودمع عيني وآهات صدري ))  
  النجوى في إدراك التقـــــــــــــــــــوى  
  هل جربت الخلوه مع الله ؟؟  
  آفـــــات على طـــــريق الهدايا !!  
  من أحوال العصاه يوم القيامة!!  
  تربيــــة الذات .. لمــــاذا ؟؟  
  وسائل الثبات علي دين رب العباد  
  العبد بين التوبة والاستغفار والإنابة !!  
  مسائل في التوبة !!  
  رقــة القلوب وخشوعها لله .. كيف ؟  
  همسة من محب !!  
  مَا مِنْ عَبْدٍ مُؤْمِنٍ إِلا وَلَهُ ذَنْبٌ يَعْتادُهُ الْفَيْنَةَ  
  (( حيـــاة القلوب في ذكر ربنا المعبود ))  
  متى آخر مرةٍ دَمِعَتْ عيناك خشيةً وخوفًا منَ الله ؟  
  ﴿نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾  
  لَحَظَاتُهِمْ الْأَخِيرَةُ كَمَا تَمَنَّوْا !!  
  الحنين المتجدد والشوق المستمر لخالق الخلائق  
  ليالي الصالحـــين ودآب العابدين !!  
   (( الرحم وصلة الأرحام ))  
  الصادقين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين ( 1 )  
  ( أمراض القلوب أم أمراض الأبدان )  
   حب المحبين و منازل السائرين في الله ( 1 )  
  حب المحبين و منازل السائرين في الله ( 2 )  
  ((( إحساس مؤلــــم )))  
   (( مهما حدث فلا تبكي ))  
  (( تعلـــم كيـف تصـنع سعادتـــــك ))  


 
::: التعليقات : 0 تعليق :::
 
القائمة الرئيسية
القائمة البريدية

اشتراك

الغاء الإشتراك

عدد الزوار
انت الزائر : 989384

تفاصيل المتواجدين