بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

مرحبا بكم في موقع فضيلة الشيخ/ محمد فرج الأصفر نتمنى لكم طيب الاقامة بيننا        
:: الأخبار ::
( حديث الثلاثيات الذي غفلت عنه الأمة ) ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     يا أهل غزة ( لا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الاعلون) والرد على المردفين ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     ( نعي الأمة لرجل ارعب أعدائها ) ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     ( سنن المسلمين بالفرح لهلاك المجرمين ) ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     نظرة تاريخية في نشأة التصوف والصوفية ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     ( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا ) ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     رسالة رجل من غزة إلى الأمة الإسلامية والعربية ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     يوم عاشوراء بين أهل السنة والشيعة الروافض ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     ماذا قالوا عن فضل شهر الله المحرم ... في الشرائع السماوية ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     دروس وعبر من هجرة سيد البشر ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     
:جديد الموقع:
 

Duplicate entry '1732184169' for key 'PRIMARY'
موقع الشيخ محمد فرج الأصفر || منازل التائبين بين إياك نعبد وإياك نستعين ( 1 )
::: عرض المقالة : منازل التائبين بين إياك نعبد وإياك نستعين ( 1 ) :::
Share |

الصفحة الرئيسية >> قســـم المقــالات >> الزهد والرقائق

اسم المقالة: منازل التائبين بين إياك نعبد وإياك نستعين ( 1 )
كاتب المقالة: الشيخ / محمد فرج الأصفر
تاريخ الاضافة: 02/08/2011
الزوار: 2704
الحمد لله الذي نصب الكائنات على ربوبيته ووحدانيته حُججاً، وحجب العقول والأبصار أن تجد إلى تكييفه منهجا، وأوجب الفوز بالنجاة لمن شهد له بالوحدانية، شهادة لم يبغ لها عوجاً، وجعل لمن لاذ به واتقاه من كل ضائقة مخرجاً، وأعقب من ضيق الشدائد وضنك الأوابد لمن توكل عليه فرجاً، ومن كل ذنباً توباً ورحمه، وجعل قلوب العباد تتقلب من حال إلى حال متنقلة من منزل الذنب إلى التوبة والأوبه والأستغفار والخوف والرجاء والتفويض والمحبة . فسبحان من أفاض على خلقه النَّعمة، وكتب على نفسه الرَّحمة، وضمَّن الكتاب الي كتبه أنَّ رحمتهُ تغلبُ غضبهُ. أسبغ على عباده نعمه الفرادى والتَّوأم، وسخر لهم البرَ والبحر،والشمس والقمر،والليل والنهار، والعيون والأنهار، والضياء والظلام، وأرسل إليهم رسله، وأنزل عليهم كتبه يدعوهم إلى جواره في دار السلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ولاسميَّ له، ولا كُفوَ له، ولا صاحبة لهولا ولداً، ولا شبيه له، ولا يحصي أحدُ ثناء عليه، بل هو كما أثنى على نفسه وفوق ما يثني عليه خَلقُه، شهادة من أصبح قلبه وجلاً خوفاً من ذنوبه متعلقاً بأبواب رحمته طامعاً مغفرة ربه بما في قلبه من إيمان  بصفات الرحمن. وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله، و خيرته من خلقه، وأمينه على وحيه، وسفيره بينه وبين عباده. أرسله الله رحمة للعالمين، وقدوة للعالمين، ومحجة للسالكين إلى طريق رب العالمين.

أما بعــــــد

التوبة مقام المذنبين الغافلين عن حقيقة العابدين السالكين إلى رياض النعيم . أولئك الذين ظفر بهم الشيطان من عباد الرحمن فنكبوا على الشهوات واللذات، وفعلوا المحرمات واغضبوا رب الأرض والسموات، فأراد الله لهم أن يفيقوا ويرجعوا ويتوبوا

فيالها من رحمة بهم وشفقة عليهم.

وقد قال الشاعر

إلهي لا تعذبني فإنّي
مقرّ بالذي قد كان منّي
يظنّ الناس بي خيراً وإنّي
لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

ويقول أيضا

يارب إن عظمت ذنوبي كثرة
فلقد علمت بأن عفوك أعظم
إن كان لا يرجوك إلا محسن
فبمن يلوذ ويستجير المجرم
أدعوك رب كما أمرت تضرعا

فإذا رددت يدي فمن ذا يرحم
مالي إليك وسيلة إلا الرجا

وجميل ظني ثم إني مسلم

معنى التوبة:

التوبة: هي الرجوع من الذنب بالقلب واللسان والجوارح، وترك المعاصي في الحال، والعزم على عدم المعاودة في المستقبل، وتدارك ما يمكن تداركه. قال صاحب المنهاج "واعلم أن التوبة عبارة عن ندم يورث عزما وقصدا , وذلك الندم يورث العلم بأن تكون المعاصى حائلا بين الإنسان وبين محبوبه ".

وقيل عن التوبة:مقام يستصحبه العبد من أول ما يدخل فيه إلى آخر عمره. وجميع الخلق عليهم أن يتوبوا وأن يستديموا التوبة .

حكم التوبة وموجباتها:

التوبة فرض على المؤمنين؛ لقوله تعالى:( وتوبوا إلى الله جميعا آيه المؤمنون) النور: 31. أمر بالتوبة وهي فرض على الأعيان في كل الأحوال وكل الأزمان.... وتصح من ذنب مع الإقامة على غيره من غير نوعه . وليس على الإنسان إذا لم يذكر ذنبه ويعلمه أن يتوب منه بعينه، ولكن يلزمه إذا ذكر ذنباً تاب منه. واعلم أخي الحبيب بأن توبة واجبة على الفور، والإنسان غير معصوم، يقول النبى صلى الله عليه وسلم: (كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون) رواه الترمذى، وقال صلى الله عليه وسلم: (لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم) رواه مسلم،

شروط التوبة النصوح:

والتوبة النصوح هى الصادقة قال الإمام النووى رحمه الله : قال العلماء : التوبة واجبة من كل ذنب , فإن كانت العصية بين العبد وبين الله تعالى لاتتعلق بحق أدمى فلها ثلاثة شروط :.
1
ـ الإقلاع عن الذنب:

أي ترك الذنب في الحال، فتستحيل التوبة مع مباشرة الذنب.
2 ـ الندم على إرتكابه:

الندم على ما سلف منه في الماضي من المعاصي أو في ذنب قائم عليه في الحال، فهذا الشرط لا تتحقق التوبه إلا به، إذ من لم يندم على القبيح فذلك دليل على رضاه به، وإصراره عليه وفي الحديث: الندم توبة
3
ـ العزم على أن لايعود أبدا :

وهو الأصرار على عدم العودة إلى هذا الذنب الذي اقترفه ويعزم على ألا يفعله بعد هذه التوبة.

والثلاثة تجتمع في الوقت الذي تقع فيه التوبة، فإنه في ذلك الوقت يندم ، ويقلع ، ويعزم

فحينئذ يرجع إلى العبودية التي خلق لها، وهذا الرجوع هو حقيقة التوبة . ولما كان متوقفاً على تلك الثلاثة جعلت شرائط له.

الاعتذار:

ففيه إشكال، فإن من الناس من يقول: من تمام التوبة ترك الاعتذار، فإن الاعتذار مُحاجَّة عن الجناية، وترك الاعتذار اعتراف بها، ولا تصح التوبة إلا بعد الاعتراف.

وتمام الاعتراف: ترك الاعتذار، بأن يكون في قلبه ولسانه ( اللهم لا براءة لي من ذنب فأعتذر، ولا قوة لي فأنتصر، ولكني مذنب مستغفر، اللهم لا عذر لي، وإنما هو محض حقك، ومحض جنايتي، فإن عفوا وإلا فالحق لك ).


و إن كان فيه مظلمة لمسلم تحللها منه إن أمكن فإنه سيطالب بها يوم القيامة إن لم يتحللها منه و يقتص منه لا محالة و هو من الظلم الذي لا يترك الله منه شيئا
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم (من كان عنده لأخيه مظلمة فليتحلل منه اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم إن كان له حسنات أخذ من حسناته و إلا أخذ من سيئات أخيه فطرحت عليه ) رواه البخاري.

كيفية التوبة:

وتوبة الإنسان على أوجه:

أن يتوب ويستغفر من تقصيره فيها.

أن يتوب مما كان يظنه حسنات، ولم يكن كحال أهل البدع.

يتوب من إعجابه ورؤيته أنه فعلها، وأنها حصلت بقوته وينسى فضل الله وإحسانه، وإنه هو المنعم بها، وهذه توبة من فعل مذموم وترك مأمور.

حقائق التوبة وعلاماتها:

التوبة النصوح لها علامات نذكر منها:

مخالطة الصالحين، والعزلة عن قرناء السوء.

أن يكون بعد التوبة خيراً مما كان قبلها.

الانقطاع عن الذنوب، والإقبال على الطاعة.

أن التائب لا يزال الخوف مصاحباً له، لا يأمن مكر الله طرفة عين، فخوفه مستمر، وأمنه لمكر الله دائم.

الإعراض عن الدنيا بقلبه، والإقبال على الآخرة.

6ـ انخلاع قلبه، وتقطعه ندماً وخوفاً، وهذا على قدر الجناية وعظمها.

كسرة خاصة تحصل للقلب لا يشبهها شيء، ولا تكون لغير المذنبين ولا تحصل بجوع، ولا حب مجرد، إنما هي أمر وراء هذا كله، تكسر القلب بين يدي الرب كسرة تامة، قد أحاطت به من جميع جهاته، وألقته بين يدي ربه طريحاً ذليلاً خاشعاً.

يقول ابن القيم: وما أحلى قوله في هذه الحال:

(( أسألك بعزك وذلي إلا رحمتني، أسألك بقوتك وضعفي، وبغناك عني، وفقري إليك، هذه ناصيتي الكاذبة الخاطئة بين يديك، عبيدك سواي كثير، وليس لي سيد سواك، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك، أسألك مسألة المسكين، وأبتهل إليك ابتهال الخاضع الذليل، وأدعوك دعاء الخائف الضرير، سؤال من خضعت لك رقبتهن ورغم لك أنفه، وفاضت لك عيناه، وذل لك قلبه )) .

ويقول الشاعر

لما عصيتكَ لـم يكـن عقلـي معـي
حتى صحوتُ فكدتُ أقطعُ إصبعـي
يـا رب هـل عـذرٌ يبيـض وجنتـي
إلا جمـيـل الـظـنِ فـيـك وأدمـعـي ِ
يا رب ملء العيـن حجـمُ جريرتـي
ولها صدىً كالرعـدِ ملءالمسمـع ِ
عظمت فما شيءٌ يحيط بها سوى
حـلـم الإلـــهِ وعـفــوه المـتـوقـع ِ  

ويجب أن نعلم أن تأخير التوبة من الذنب هو ذنبُ تجب التوبة منه، فإذا تاب العبد من ذنبه وجب عليه أن يتوب توبة أخرى، وهي توبته من تأخير التوبة، وقل أن تخطر هذه ببال التائب.

وللحديث بقية إن قدر البقاء واللقاء

طباعة


روابط ذات صلة

  مفاتيح التوبة والإنابة  
   {نــــــدم المــذنبين ودمــــع التـائبين}  
  الدعوه الصالحة بقول المعروف  
  هل فكرت أن تطيل عمرك وتزيد حسناتك ؟؟؟  
  مالي أراك على الذنوب مواظبا !!  
  أين الاستعداد ليوم المعاد ؟!!  
  مراقبة الله تعالى !!  
  (( الحب مشاعر لا تعرف قيود الزمن ))  
  السؤال الفـــواح عـن بلاد الأفـــراح ؟؟  
  (( من حزن قلبي ودمع عيني وآهات صدري ))  
  النجوى في إدراك التقـــــــــــــــــــوى  
  هل جربت الخلوه مع الله ؟؟  
  آفـــــات على طـــــريق الهدايا !!  
  من أحوال العصاه يوم القيامة!!  
  تربيــــة الذات .. لمــــاذا ؟؟  
  وسائل الثبات علي دين رب العباد  
  العبد بين التوبة والاستغفار والإنابة !!  
  مسائل في التوبة !!  
  رقــة القلوب وخشوعها لله .. كيف ؟  
  همسة من محب !!  
  مَا مِنْ عَبْدٍ مُؤْمِنٍ إِلا وَلَهُ ذَنْبٌ يَعْتادُهُ الْفَيْنَةَ  
  (( حيـــاة القلوب في ذكر ربنا المعبود ))  
  متى آخر مرةٍ دَمِعَتْ عيناك خشيةً وخوفًا منَ الله ؟  
  ﴿نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾  
  لَحَظَاتُهِمْ الْأَخِيرَةُ كَمَا تَمَنَّوْا !!  
  الحنين المتجدد والشوق المستمر لخالق الخلائق  
  ليالي الصالحـــين ودآب العابدين !!  
   (( الرحم وصلة الأرحام ))  
  الصادقين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين ( 1 )  
  ( أمراض القلوب أم أمراض الأبدان )  
   حب المحبين و منازل السائرين في الله ( 1 )  
  حب المحبين و منازل السائرين في الله ( 2 )  
  ((( إحساس مؤلــــم )))  
   (( مهما حدث فلا تبكي ))  
  (( تعلـــم كيـف تصـنع سعادتـــــك ))  


 
::: التعليقات : 0 تعليق :::
 
القائمة الرئيسية
القائمة البريدية

اشتراك

الغاء الإشتراك

عدد الزوار
انت الزائر : 3568573

تفاصيل المتواجدين