بعد مرور خمسة شهور على مطالبة الرّئيس الأمريكي باراك أوباما للعقيد معمر القذافي بضرورة ترك ليبيا، يواصل هذا الأخير الضغط على الثوار ويمنعهم من تحقيق مكاسب مستمرة على الأرض وتواصل كتائبه مواجهة منظمة حلف شمال الأطلسي الناتو وتحمل ضرباتها الجوية التي تشنها في أكثر من منطقة، ورغم مرور أربعة أشهر من دعوة أوباما للرئيس السوري بشار الأسد بضرورة إجراء إصلاحات حقيقية أو التخلي عن السلطة لايزال الأسد مستمرًا في تصعيد حملة القمع والعنف ضد الشعب السوري.
وأكد محللون سياسيون أن الأزمتين في ليبيا وسوريا أصبحتا تمثلان ورطة كبيرة بالنسبة للإدارة الأمريكيةن وذلك لعدم قدرة واشنطن حتى الآن على تحديد مستقبل الأوضاع في هذين البلدين بشكل واضح أو رسم خارطة طريق تنتهي بنتائج حاسمة لإنهاء المجازر التي لازالت تقع في كل من الدولتين.
ورغم أن العديد من الميئولين الأمريكيين يرفضون تشبيه الحرب الأهلية الدائرة في ليبيا بالاضطرابات المتصاعدة الجارية في الساحة السورية، إلا أن الوضعين يتشابهان بسبب أنه لا توجد حلول سهلة تلوح في الأفق يمكن أن تعول عليها واشنطن في المستقبل، ولاتزال المرحلة النهائية غير واضحة مما يعيق أي أمل في أن يحدث تدخل حقيقي مؤثر في أي من البلدين.
ورأى المحللون أن الحرب في ليبيا أصبحت أشبه بالمستنقع بالنسبة للقوى الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة لاسيما بعد مقتل قائد الثوار العسكري عبد الفتاح يونس في ظروف غامضة وذلك قبل أن يتمكن الثوار من أحراز مزيد من المكاسب على أرض الواقع، حيث زاد هذا الحادث من مخاوف حدوث انشقاقات خطيرة في صفوف الثوار وهو ما يعني مزيدًا من الإخفاق في القضاء على قوات القذافي التي تتلقى الضربات الصاروخية وعمليات القصف التي تنفذها منظمة حلف شمال الأطلسي.
وأما في سوريا فقد زادت حدة الموقف الأمريكي من تصاعد الأحداث بمرور الوقت وبدأت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون والرئيس باراك أوباما يصعدان من لهجتمهما على مدى الأشهر الأخيرة، وأعربوا عن عدم ثقتهم في أن يقوم النظام بإصلاحات ديمقراطية جدية.
وقد وعد أوباما باستعمال كل الأدوات الإستراتيجية وآليات الضغط الاقتصادية والدبلوماسية لدعم عملية تحول وانتقال ديمقراطي في سوريا، وعلى الرغم من ذلك فليس من الواضح ما إذا كانت واشنطن قادرة على التأثير فعليًا في مجريات الأحداث داخل سوريا لاسيما وأن الإدارة الأمريكية تصر على إلغاء فكرة الخيار العسكري تمامًا من المشهد.