كشفت دراسة إسرائيلية حديثة ،أن نحو مليون إسرائيلي يفضلون العيش خارج الأراضي المحتلة بحثا عن ظروف حياة أفضل.
وقالت الدراسة إن هذا العدد يعكس بشكل لافت رغبة الإسرائيليين بالهجرة من الأراضي المحتلة خوفا من المستقبل.
وقال موقع قضايا مركزية الإليكتروني الإسرائيلي الذي نشر هذه الدراسة إن توجه الإسرائيليين للهجرة سيؤثر مستقبلا على إسرائيل ومشروعها الصهيوني بشكل عام .
وأفادت الدراسة أن أكثر من 750 ألف إسرائيلي وهو ما يعادل 10% من الإسرائيليين يعيشون خارج إسرائيل،وفقا لوزارة الهجرة والاستيعاب الإسرائيلية.
وأضافت الدراسة أن ما يقرب من 100 ألف يهودي هاجروا إلى خارج إسرائيل خلال العقد الأول من إقامتها ،لافتة إلى أن العدد ارتفع بحلول عام 1980 إلى 270 ألف إسرائيلي،حسب تقديرات الدائرة المركزية للإحصاء ،وقد وصل إلى 550 ألفا، أي ما يعتبر ضعفي ما كان عليه في خمسينيات القرن العشرين.
وترجع الدراسة أسباب تزايد الهجرة خارج إسرائيل إلى السعي إلى مستوى مالي ومعيشة أفضل،والحصول على فرص عمل ومهن وتعليم عال، بالإضافة إلى الإحساس بالتشاؤم لجهة احتمال تحقيق السلام .
وتقول الدراسة إنه عندما يسأل الإسرائيليين عن سبب الهجرة فإن الجواب الذي يجيبون به تلقائيا هو أن السؤال الصحيح ليس لماذا غادرنا ،ولكن السؤال الصحيح هو لماذا بقينا كل هذه الأعوام ولم نغادر.
وأظهرت الدراسة من خلال استطلاعات رأي حديثة أن ما يقرب من نصف الإسرائيليين من الشباب يفضلون العيش خارج إسرائيل في حال أتيحت لهم الفرصة ، مشيرين أن الوضع في إسرائيل ليس جيدا.
وترى الدراسة أن 40 % من اليهودي مولودون في الخارج ،وأنهم يرون أن الهجرة ليست جديدة عليهم ،بالإضافة إلى أنهم مهمشون عن المجتمع الإسرائيلي في الداخل، الأمر الذي يؤدي إلى قرارهم بالهجرة خارج إسرائيل.
وتابعت الدراسة أن الكثيرين من اليهود اتخذوا إجراءات تمهيدية للهجرة ،لافتة إلى ان عمليات المسح أظهرت أن ما يقرب من 60%من الإسرائيليين أبدوا رغبتهم بالاتصال بسفارة أجنبية طلبا للجنسية أوجواز سفر،مؤكدة على أن نحو 100 ألف إسرائيلي قد حصلوا بالفعل على جوازات سفر ألمانية،وأن الكثيرين منهم لديهم جنسية مزدوجة بما في ذلك نصف مليون يهودي يحملون جواز سفر الولايات المتحدة .
وزعم الموقع الإخباري الإسرائيلي أن توقعات النمو السكاني تدلل على أن الإسرائيليين اليهود سيظلون الغالبية في إسرائيل في المستقبل المنظور،إلا أنه أشار أن المشكلة التي ستواجهم هو علو نسبة الخصوبة في غير اليهود ،وقلتها في وسطهم ،وكذلك نضوب مصادر الهجرة المحتملة وهجرة الإسرائيليين اليهود على نطاق واسع،لذلك فإن التوقعات الديموجرافية تشير إلى استمرار هبوط نسبة اليهود في إسرائيل في العقود القادمة إلى نحو من ثلثي السكان بحلول منتصف القرن الحالي بعد وصولها إلى 89%عام 1957.
ولفتت الدراسة إلى أن التحدي الأكبر لإسرائيلي يكمن في هجرة المتعلمين وذوي المهارات العالية .
ويرى الباحثون الذين أعدوا هذه الدراسة أن الهجرة خارج إسرائيل تساعد في تقويض الإيديولوجية الصهيونية،بالإضافة إلى أن ربع الإسرائيليين الشباب يتزوجون من غير يهود،كما أن غالبية هؤلاء لا ينتمون إلى الوسط اليهودي.
وتعتقد الدراسة أنه بالرغم من أن كثيرين من اليهود أعلنوا نيتهم بالعودة ، إلا أنهم سيبقون في البلاد التي اختاروا العيش بها ،لا سيما أنهم يعيشون مع عائلاتهم في حالة استقرار واندماج في المجتمعات التي هاجروا إليها ،
وخلصت الدراسة إلى القول ، إنه بالرغم من كافة الجهود التي تبذلها الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة من أجل الحد من ظاهرة الهجرة من خلال تقديم بعض المغريات مثل الحوافز وغيرها ، إلا أن ذلك ليس كافية لعودة مليون إسرائيلي،لاسيما وأن ظاهرة الهجرة تعتبر إحدى التحديات السياسية الخطيرة التي تُعرضّ الطابع اليهودي لإسرائيل للخطر – حسب زعم الدراسة -.