استنكر المراقب العام السابق لـ "الإخوان المسلمين" في سوريا علي صدر الدين البيانوني مشاركة ممثل عن الجماعة بمؤتمر باريس لدعم الثورة السورية الذي ختم أعماله بالعاصمة الفرنسية مساء الاثنين، بمشاركة شخصيات سورية وبحضور الفيلسوف الصهيوني برنارد ليفي.
وأضاف في تصريح لصحيفة "القدس العربي" نشرته الأربعاء، في تعليقه على مشاركة ملهم الدروبي ممثل عن "إخوان سوريا" في المؤتمر: "أنا الآن بعيد عن القيادة بالحركة، لكن شخصيا استنكر هذه المشاركة، وأعتقد أنه كان من الأفضل عدم مشاركة إخوان سوريا أو أي جهة معارضة أخرى بالمؤتمر".
وحول ما إذا كانت الحركة سوف تنظر في تحالفاتها الحالية على خلفية المشاركة في مؤتمر باريس، قال البيانوني "نحن منذ المرحلة السابقة والتي كنت فيها مراقبا عاما، أو المرحلة الحالية بقيادة شقفة نعتمد التحالفات مع قوى المعارضة الأخرى".
لكنه أكد أن "للحركة تحفظًا على بعض قوى المعارضة المحسوبة على النظام، أو تلك التي لها صلات مشبوهة، وهذه السياسة ليست موضع خلاف داخل الحركة، ومن هذا المنطلق شاركنا في مؤتمر أنطاليا ومؤتمر بروكسل، أما مؤتمر باريس فقيادة الحركة الحالية لأدرى بموقفها الآن من هذا المؤتمر وتبعاته". وأثارت مشاركة الفيلسوف الصهيوني برنارد ليفي في مؤتمر باريس جدلاً واسعًا في صفوف المعارضة السورية، وتظاهر عدد من ناشطي المعارضة والمؤيدين للنظام السوري أمام مقر المؤتمر احتجاجًا على انعقاده، فيما فصلت الشرطة الفرنسية بين الطرفين خوفًا من وقوع مصادمات.
وقالت الصحيفة إن جلسات المؤتمر شهدت سجالات بين عدد من المشاركين وسط حضور سوري ضعيف واستنكار من بعض قوى المعارضة، حيث عبرت سيدة مغربية من حملة مناصرة الشعب الفلسطيني عن استيائها قائلة "هذا المؤتمر عن سورية ولكنني لا أرى سوريين"، فرفع شخصان بالصف الأول يديهما وقالا "نحن سوريون".
وإلى جانب ليفي، شاركت شخصيات فرنسية أخرى منها وزير الخارجية الفرنسي الأسبق برنار كوشنر وفرديريك انسيل من حركة شباب الليكود اليمينية، وبعض وجوه المعارضة السورية التي شاركت في مؤتمر أنطاليا بتركيا قبل شهر، ومن بينهم منسقة الاجتماع الناشطة السورية لمى الأتاسي، كما حضره اشرف مقداد (جبهة الخلاص) وغسان عبود.
وناشد مقداد الدول الغربية "سرعة التدخل لوقف المجازر التي يرتكبها النظام بحق الشعب السوري"، ودافع عن مشاركة شخصيات صهيونية ويمينية عنصرية في المؤتمر وقال للصحفيين "نحن مستعدون للجلوس مع أي أحد لوقف نزيف الدم السوري"، وأضاف "كانت هناك مفاوضات مباشرة وغير مباشرة للنظام مع إسرائيل فما المانع أن نجلس مع شخصيات فرنسية تريد ان تساعد الشعب السوري؟".
واستنكر فرديريك انسيل من حركة شباب الليكود خلال كلمته، المعارضين لشخصيات صهيونية في المؤتمر وقال "للأسف بعض العرب ما زالوا يعتبرون الصهيونية شتيمة، رغم ان الصهيونية مصدر فخر واعتزاز".
يشار إلى أن ليفي كان أطلق قبل أسابيع مبادرة "أس او أس سوريا" (النجدة لسوريا)، لكن مبادرته قوبلت بردود فعل رافضة من شخصيات سورية معارضة في فرنسا وطالبوه بأن يجنب الشعب السوري دعمه، ومن بين هؤلاء هيثم مناع وبرهان غليون وصبحي حديدي وفاروق مردم بك.