ألزمت محكمة في لاهاي الحكومة الهولندية بدفع تعويضات لذوي ثلاثة مسلمين قتلوا في سربرينيتشا بالبوسنة عام 1995، بعد أن أدانت الجنود الهولنديين ضمن قوات حفظ السلام آنذاك بتسليمهم إلى الصرب، وفق ما أوردت إذاعة "هولندا اليوم".
ورفع كل من حسن نيهانوفيتش والذي كان يعمل مترجمًا للكتيبة الهولندية في قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة المسئولة آنذاك عن حماية الأقلية المسلمة في سريبرينيتشا وأقارب كل من ريزو مصطفيتش وهو كهربائي بالكتيبة الهولندية دعوى قضائية ضد الحكومة الهولندية محملة الجنود الهولنديين المسئولية عن مقتل المسلمين الثلاثة في سريبرينيتشا.
وقامت قوات صرب البوسنة تحت قيادة الجنرال راتكو ملاديتش آنذاك – الذي يحاكم حاليًا أمام محكمة جرائم الحرب الدولية بلاهاي- باجتياح سربرنيتشا وقتلت ثمانية آلاف رجل وصبي مسلم فيما لجأ الرجلان إلى مقر الكتيبة الهولندية مع عائلاتهما.
وكان المسلمون الثلاثة من مجموعة خمسة آلاف شخص لجأوا إلى مقر الكتيبة الهولندية. واضطر مصطفيتش للمغادرة وفُصل عن زوجته خارج سياج المجمع وأخذ بعيدا ولم تسمع أي أخبار عنه ثم اكتشف أنه قتل على يد القوات الصربية البوسنية. فيما سمح لنيهانوفيتش بالبقاء لكن أجبر أقاربه على المغادرة، وتم انتشال رفات والده وشقيقه في عامي 2007 و2010.
وقضت المحكمة بأن الكتيبة الهولندية التي تخلت عن الأقلية المسلمة كان عليها أن تتوقع أن جنود ملاديتش سيقتلون هؤلاء الرجال، مشيرة إلى أن الجنود الهولنديين شاهدوا آنذاك الاعتداء وإعدام رجال مسلمين على أيدي القوات الصربية البوسنية.
يذكر أن محكمة العدل الدولية أصدرت في عام 2007 حكما يقول إن "صربيا فشلت في الحيلولة دون حدوث إبادة جماعية لكنها لم تكن مسئولة عنها". وكان الحكم يمثل حماية لصربيا من تقدم البوسنة بطلبات تعويض.