عاد الحديث مجددًا عن طرح الزعيم الليبي معمر القذافي مطالب بتوفير ضمانات أمنية لحمايته من المحاكمة إذا ما قبل بالتنحي عن السلطة، بعد يومين من إعلان مصطفى عبد الجليل رئيس "المجلس الوطني الانتقالي" عن استعداد المجلس للقبول ببقاء الزعيم الليبي داخل البلاد قبل أن يتراجع عنها لاحقًا.
وذكرت صحيفة "كومرسانت" الروسية الثلاثاء نقلاً عن مسئول روسي رفيع لم تكشف عن هويته، إن القذافي مستعد للتنحي عن السلطة مقابل ضمانات أمنية، بعد يوم من محادثات أجراها اندرس فو راسموسن الأمين العام لحلف الأطلسي، وجاكوب زوما رئيس جنوب أفريقيا في روسيا هيمن عليها السعي لسبل لإنهاء الحرب في ليبيا.
ونقلت الصحيفة عن مصدر كبير في القيادة الروسية قوله "العقيد ( القذافي) يبعث بإشارات عن استعداده للتخلي عن السلطة مقابل ضمانات أمنية"، أبدت دول أخرى قد تكون فرنسا من بينها استعدادها لتقديم هذه الضمانات.
وبحسب تقرير الصحيفة، فإن القذافي يريد السماح لابنه سيف الإسلام بخوض الانتخابات وذلك في حال تنحيه عن السلطة وهو شرط قد ترفضه المعارضة.
ويأتي ذلك بعد يوم من إعلان متحدث باسم الحكومة الليبية أن مسئولين من حكومة القذافي اجتمعوا في عواصم أجنبية مع شخصيات من المعارضة للتوصل لحل سلمي للأزمة، لكن لا يبدو أن هناك فرصة تذكر لنهاية سريعة للحرب الأهلية مع تشبث كل من الجانبين بموقفه بشأن مصير القذافي.
وصرح سيف الإسلام لصحيفة فرنسية، أنه ليس هناك أي مجال للتفاوض بشأن نهاية حكم والده المستمر منذ أكثر من 41 عاما بينما تراجع المجلس الوطني الانتقالي الذي يمثل المعارضة عن تصريحات سابقة جاء فيها أن بوسع القذافي البقاء في ليبيا إذا تنحى عن السلطة وجدد المجلس مطلبه برحيل القذافي فورا.
ولا يزال القذافي يمسك بزمام السلطة بعد خمسة أشهر من الانتفاضة ضد حكمه المستمر منذ 41 عاما، وبالرغم من الغارات التي يشنها حلف شمال الأطلسي وصدور مذكرة اعتقال بحقه من المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية.
وقاوم القذافي بشدة كل المطالب الدولية لاستقالته وتعهد بالقتال حتى النهاية لكن أعضاء من المقربين منه ابدوا استعدادهم للتفاوض مع المعارضين بما في ذلك التفاوض بشأن مستقبل الزعيم الليبي.
وكانت محاولات في السابق جرت بغرض التوصل إلى اتفاق سلام لكن محللين يقولون إن حاشية القذافي إن لم يكن الزعيم الليبي نفسه ربما يبحثون عن مخرج حيث أن الضربات الجوية والعقوبات تضيق من الخيارات المتاحة أمامهم.
وقالت عائشة ابنة القذافي الأسبوع الماضي إن والدها مستعد لعقد اتفاق مع المعارضة رغم إنه لن يغادر البلاد، لكن نجله سيف الإسلام رفض في تصريحات أخيرة دعوات لمغادرة القذافي ليبيا كثمن للسلام.