ذكرت تقارير صحافية بريطانية أن "جنوب السودان"، التي تستعد لإعلان "استقلالها" بعد أسبوع، باعت لمستثمرين أجانب نحو 9% من أراضيها التي تعد من بين الأخصب للزراعة في إفريقيا.
وقالت جمعية مساعدة الشعوب النرويجية، وهي مؤسسة غير ربحية: إن العديد من الصفقات أبرمت بين مؤسسات حكومية وشركات وافراد وصناديق مع حكومة جنوب السودان لتأجير أراضي تستثمر لاحقا في مشاريع زراعية، وتوليد الوقود الحيوي او إقامة مساحات ضخمة من الغابات.
ونقلت صحيفة ذي تايمز البريطانية عن تقرير للمؤسسة النرويجية تأكيده أن تلك المشاريع ستقام على مساحة 2.6 مليون هكتار، وهو مايعادل مساحة ويلز، وتقع في أخصب المناطق من دولة جنوب السودان الفتية.
وجاء في تقرير المؤسسة النرويجية "إن الأرقام صادمة، فمساحة بعض الصفقات فلكية، ولم نكن نتوقع أن نرى شيئا مثل هذا"، مضيفا أن ذلك يحصل حتى "قبل أن يبزغ الفجر على الناس" في جنوب السودان.
وفي ظل الأزمة المالية العالمية، تتطلع صناديق التحوط والتقاعد الى فرص استثمار بعوائد جيدة، وهو ماخلق إقبالا على شراء الاراضي.
وأشارت التايمز إلى أنها حصلت على وثائق تكشف أنه تم إبرام بعض الصفقات بمبالغ رمزية، فقد دفعت شركات أمريكية مثلا 4 بنسات على الهكتار الواحد.
وحصلت شركة "نايل للتجارة والتطوير" ومقرها مدينة تكساس الأمريكية على 600 ألف هكتار مقابل 17 ألف جنيه إسترليني لاستغلال تلك الأراضي لمدة 49 عاما. مع خيار رفع إجمالي المساحة المستغلة إلى مليون هكتار.
وكان مجلس اللوردات البريطاني قد أصدر، الشهر الماضي، تقريراً يسلط فيه الضوء على القضايا التي يمكن أن تعكر صفو العلاقات السودانية الشمالية الجنوبية.
وخلص التقرير إلى أن خطر ميلاد دولة جنوبية فاشلة وارد بشكل كبير، حتى لو استمرت مستويات دعم المجتمع الدولي للجنوب على ما هي عليه.