والله لـو كرهـت يـدي أسلافنـا *** لقطعتها ولقلـت سحقـاً يـا يـدي
أو أن قلبـي لا يحـب محـمـداً *** أحرقتـه بالنـار لــم أتــردد
فأنا مع الأسـلاف أقفـو نهجهـم *** وعلي الكتـاب عقيدتـي وتعبـدي
فعلـي الرسـول وآلـه وصحابـه *** مني السـلام بكـل حـب مسعـد
هم صفوة الأقوام فأعـرف قدرهـم *** وعلي هداهـم يـا موفـق فأهتـد
واحفظ وصية أحمد فـي صحبـه *** واقطـع لأجلهـم لسـان المفسـد
عرضي لعرضهمو الفـداء وإنهـم *** أزكي وأطهـر مـن غمـام أبـرد
فالله زكاهـم وشــرف قـدرهـم *** وأحلهـم بالديـن أعلـي مقـعـد
شهدوا نزول الوحي بل كانـوا لـه *** نعم الحماة مـن البغيـض الملحـد
بذلوا النفوس وأرخصـوا أموالهـم *** في نصـرة الإسـلام دون تـردد
مـا سبـهـم إلا حقـيـر تـافـه *** نـذل يشوههـم بحـقـد أســود
لغبار أقدام الصحابة فـي الـردى *** أغلي وأعلي مـن جبيـن الأبعـد
ما نال أصحاب الرسول سوي امرئ *** تمـت خسارتـه لسـوء مقـصـد
هـم كالعيـون ومسهـا إتلافـهـا *** إياك أن تدمـي العيـون بمـرود
من غيرهم شهـد المشاهـد كلهـا *** بل مـن يشابههـم بحسـن تعبـد
ويل لمن كان الصحابـة خصمـه *** والحاكـم الجبـار يـوم الموعـد
كل الصحابة عادلون وليـس فـي *** أعراضهـم ثلـب لكـل معـربـد
أنسيت قد رضـي الإلـه عليهـم *** في توبة وعلـي الشهـادة فاشهـد
فإذا سمعـت بـأن مخـذولاً غـدا *** في ثلبهم فاقطـع نيـاط المعتـدي
مفتـاح سبهـم الموفـق خالـنـا *** أزجـي التحايـا للحليـم الأرشـد
أعنـي معاويـة الجليـل وحسبـه *** إذ كان كاتـب وحينـا ثبـت اليـد
مـا اختـار المختـار إلا أنــه *** حبر أميـن فـي صـراط مهتـد
ودعا له خيـر الأنـام وبوركـت *** أيامـه فـي ملـك عـدل أرغـد
حتى تقي الدين قال: دعـا النبـي *** لا أشبـع الرحمـن بطـن الأبعـد
هو مـن مناقبـه وخيـر خصالـه *** فأضف إلي تلك المناقـب واعـدد
ولعمـرو داهيـة الدواهـي حبنـا *** مهما جري حاز الرضـي بتفـرد
أنعم بفاتـح مصـر مـن قوادنـا *** لله درك مــن هـمـام أوحــد
لو كـان فـي إيمانـه شـك لمـا *** ولاه خير الخلـق جيـش المسجـد
صلي بأصحاب الرسول ولم يكـن *** حاشاه مـن أهـل النفـاق بمشهـد
لكـن بغضهـم يحـاول ثلبـهـم *** بتربـص وتـحـرش وتـرصـد
هو كالذباب علي الجـراح وهمـه *** وضع الأذى فعل الحقـود الأنكـد
حب الصحابة واجـب فـي ديننـا *** هم خير قرن في الزمـان الأحمـد
ونكـف عـن أخطائهـم ونعدهـا *** أجراً لمجتهـد أتـي فـي المسنـد
ونصونهم مـن حاقـد ونحوطهـم *** بثنائنـا فـي كـل جمـع أحشـد
قد جاء في نص الحديث مصححـاً *** الله فـي صحبـي وصيـة أحمـد
فبحبهـم حـب الرسـول محقـق *** فأحـذر تنقصهـم وعنـة فأبعـد
هم أعمـق الأقـوام علمـاً نافعـاً *** وأقلهـم فـي كلـفـة وتـشـدد
وأبرهـم سعيـاً وأعظمهـم تقـي *** طول المدى من منتـه أو مبتـدي
قول أبن مسعود الصحابـي ثابـت *** في فضلهـم وإذا رويـت فأسنـد
وعلامـة السنـي كثـرة ذكرهـم *** بالفضل إن الفضـل تـاج مسـود
ثم الدعـاء لهـم وبـث علومهـم *** وسلوك منهجهـم برغـم الحسـد
وبـراءة مـن مبغضيهـم دائمـاً *** والكره للضلال والـرأي الـردي
ووجوب نصرتهم علـي أعدائهـم *** من رافـض أو ناصـب أو ملحـد
يا لائمي في حب صحـب محمـد *** تبت يداك وخبـت يـوم الموعـد
نحن الفـداء لهـم وليـت فدؤانـا *** أعداءهـم خيـر بشـر نفـتـدي
طهـر لسانـك مـن تنقصهـم ولا *** تسمـع لنـذل للـغـواة مقـلـد
واذهب مع الأسلاف في توقيرهـم *** لصحابـة والـزم هداهـم تسعـد
واركب سفينة نوح تنج من الـردى *** فالسنـة الغـراء حصـن موحـد
هو مذهب الأخيار كابـن مسيـب *** وكمالـك والشافـعـي وأحـمـد
أفتي تقـي الديـن فتـوي عالـم *** في سفرة المنهاج في حرب الـردي
من سبهـم فالفـيء عنـه محـرم *** بل ليس من أتباعهم هـو معتـدي
واقرأ كلاماً فـي الإصابـة رائعـاً *** وكذا أبن عبد البر إذ يشفي الصدي
وانصت إلي الذهبي فـي أخبـاره *** عن فضلهم وكـذا المحـب وأورد
لابـن الكثيـر فإنـه ذو سـنـة *** وعليـه فـي نجـد كـلام مجـدد
فـي لمعـة والواسطيـة نهجـنـا *** فعلـي قواعدنـا بنانـك فاعـقـد