في الوقت الذي دعت فيه اللجنة التنسيقية للثورة, إلي خروج مسيرات مليونية اليوم في ميدان التحرير, والميادين الكبري بالمدن, والمحافظات في جمعة حماية الوحدة الوطنية, ومواجهة أعداء الثورة ومثيري الفتنة الطائفية بين أبناء الوطن
أكد المجلس العسكري الأعلي أن شعب مصر قادر علي وأد الفتنة , وشدد علي أن القوات المسلحة هم أبناء الشعب, ولا يمكن الوقيعة بينهما, إذ لا يمكن الوقيعة بين الابن وأبيه, والأخ وأخيه.
وقال اللواء إسماعيل عتمان, عضو المجلس العسكري, إن المجلس لديه كل الثقة في شعب مصر, وأوضح ـ في لقاء مع المحررين العسكريين ـ أن الجيش هو جيش مصر, وليس به مرتزقة, وأن المجلس يعمل بسياسة النفس الطويل, ولا ينظر تحت قدميه, ولديه اليقظة التامة لكل من يتربص بمصر, سواء لديه أجندات خارجية أو داخلية.
وقد دعت اللجنة التنسيقية, التي تضم ممثلين عن جميع الائتلافات الرئيسية للثورة, جميع فئات الشعب للمشاركة في هذه المسيرات, وطالبوا المجلس الأعلي للقوات المسلحة بتأمينها, وتوافقت القوي الوطنية علي تنظيم مظاهرة حاشدة في ساحة مسجد القائد إبراهيم لتأكيد ضرورة مواجهة الفتنة.
علي جانب آخر, حدد رئيس مجلس الوزراء الدكتور عصام شرف ثلاثة أسباب وراء أحداث إمبابة, التي وصفها بـالسفه, وقال إن أهم هذه الأسباب أن هناك من حقق مصالح ضخمة في الماضي ويريدون الحفاظ عليها, والمسألة بالنسبة لهم حياة أو موت, ويحاولون ضرب استقرار البلاد, وأضاف في تصريحات للوفد الإعلامي المرافق له في زيارته لأوغندا, أن السبب الثاني هو انهيار الشرطة, والثالث شعور الشعب بالضغط والإحباط لأنه أهين في كرامته في الفترة الماضية.
وفي تطور آخر حضرت الأهرام التحقيقات مع عبير فخري التي كانت السبب في الأحداث بإمبابة, حيث كشفت عن حضور والدها وأشقائها منذ شهر ونصف الشهر واختطفوها هي وابنتها داخل سيارة, وعادوا بها إلي أسيوط, بعد أن هددوها بالذبح. وقد تنقلت بين ثلاث كنائس, وعندما هددت بالانتحار نقلوها إلي القاهرة.
ومن ناحية أخري, ألقت مباحث الجيزة فجر أمس القبض علي17 متهما جديدا ممن شاركوا في هذه الأحداث, وطلبت النيابة العسكرية ضبط وإحضار64 متهما آخرين. وذكرت مصادر في فريق البحث الجنائي الذي تم تشكيله أن من بين الـ17 المقبوض عليهم11 مسلما, و6 مسيحيين شاركوا في إحراق الشقق, والسيارات, والمحال, وإطلاق الرصاص بشكل عشوائي, والتنقل بين الوراق وإمبابة. وتم التحفظ علي أسلحة بيضاء وسنج احتفظ بها المتهمون داخل محل اختبائهم, وقد اعترف المتهمون تفصيليا بإطلاقهم النار علي التجمع أمام الكنيسة, وإشعال النار.
في لقاء مع المحررين العسكريين:
اللواء إسماعيل عتمان: المجلس الأعلي لايري سوي مصلحة الوطن والمواطنين
متابعة ـ ممدوح شعبان
أكد اللواء إسماعيل عتمان عضو المجلس الأعلي العسكري ومدير الشئون المعنوية أن الهدف الآن هو الوصول بمصر إلي بر الأمان, مشيرا إلي أن أهم مايشغل مصر حاليا ثلاثة أمور هي:
أولا ـ الفتنة الطائفية ونحن نحذر منها, وشعب مصر قادر علي وأدها, ولدينا ثقة أنه لن يمكن كل من تسول له نفسه الاساءة إلي مصر باللعب في هذه المنطقة, وهذا لن يتحقق إلا بوعي الشعب وتفهمه لذلك.
ثانيا ـ محاولة الوقيعة بين القوات المسلحة والشعب بطوائفه المختلفة, وهنا أحب أن أؤكد أن المجلس الأعلي العسكري لايري أمامه إلا مصلحة مصر ومصلحة المواطن المصري, ونحن نعمل بسياسة النفس الطويل والنظرية المستقبلية بعيدة المدي, فالمجلس لاينظر تحت قدميه, لكن.. له بعد وهو علي موقفه الداعم للمطالب المشروعة للشعب المصري العظيم, وصولا الي بناء دولة عصرية تقوم علي أسس من الحرية والديمقراطية بهدف الوصول إلي بر الأمان من خلال طرق واليات معروفة للجميع يتم الالتقاء عندها.
وناشد اللواء إسماعيل عتمان شعب مصر ألا ينسي أن الجيش جيشه وأن قوامه من أبناء وأهل مصر, فليس به جندي مرتزق أو ذو جذور خارجية, فكيف تسمحون لأحد أن يحدث الوقيعة بين الابن وأبيه أو بين الأخ وأخيه, فالجميع يسير في مركب واحد والقوات المسلحة يقظة تماما لكل من يتربص بمصر سواء لديه أجندات خارجية أو داخلية وهي حامية للثورة وشبابها وحامية لأمن مصر القومي وقال عتمان إن القوات المسلحة ومنذ صدور أول بيان لها وهي تؤكد علي ثلاثة نقاط رئيسية:
1ـ تبني المطالب المشروعة للشعب
2ـ حق التظاهر السلمي.
3ـ لم ولن تستخدم القوات المسلحة العنف ضد أبناء الشعب المصري وأكد أن هذه هي المواقف الثابتة للقوات المسلحة في كل العصور.
و ردا علي اتهام البعض لقرارات المجلس بالبطء قال إن من يدعي ذلك لايفهم طبيعة العمل داخل القوات المسلحة, فنحن لانصدر أي قرارات إلا بعد دراسة وافية وليس رد فعل لأي موقف, وأن هدف المجلس الأعلي للقوات المسلحة هو نقل مصر ووضع الأساس السليم لبناء دولة عصرية علي أسس سليمة وأضاف ننظر للمستقبل بنظرة متفائلة بعيدا عن التشاؤم والهم والحزن الذي يحاول البعض أن ينشره بين شعب مصر.
ثالثا ـ اقتصاد مصر وهذا هو المحك الأهم يجب علينا أن نقوي الاقتصاد المصري وهذا لايكون بالكلام والشعارات ولكن يجب أن نجد آليات التنفيذ وعلي من يتحدثون عن الاقتصاد أن يتحدثوا عن آليات النهوض به وتقويته وأن نبتعد عما يضعفه لخطورة ذلك علي الوضع الاقتصادي لمصر في ظل الظروف الحالية التي تمر بها مصر, فيجب ضرورة تهيئة المناخ المناسب لجذب الاستثمار الي مصر وتنشيط قطاع السياحة والحد من الوقفات الاحتجاجية التي تؤثر علي عجلة الإنتاج. فمازالت هناك آثار سلبية علي الاقتصاد المصري نتيجة لما ترتب علي ثورة52 يناير من وقف عجلة الإنتاج وتزايد المظاهرات والاعتصامات وغياب الأمن, ورفض البعض تولي مسئولية العمل حتي المناصب العليا رفض الكثير تقلد تلك المناصب لسوء المناخ السائد في جميع القطاعات.
وأضاف اللواء إسماعيل عتمان أن هناك محاولات داخلية وخارجية لتهديد الوضع الأمني الداخلي والخارجي, الهدف منها الحيلولة دون النهوض بوضع مصر.