شوهدت قافلة من 30 دبابة على الأقل تتحرك على حاملات دبابات في الطريق الدائري بدمشق اليوم الأربعاء، في تعزيز لقوات الجيش التي دفع بها الرئيس السوري بشار الأسد في العديد من المدن لقمع الاحتجاجات.
وقال شاهد لوكالة "رويترز"، إن الدبابات كانت قادمة من جنوب غربي دمشق في اتجاه مرتفعات الجولان الحدودية مع "إسرائيل" ومرت بالطريق الدائري حوالي الساعة 0500 بتوقيت جرينتش.
وكانت الدبابات تتحرك في الاتجاه المؤدي إلى ضاحية دوما الشمالية وإلى مدينة درعا الجنوبية، حيث أرسل الرئيس الأسد قوات لكبح الاحتجاجات السلمية المتواصلة ضد نظام حكمه منذ منتصف الشهر الماضي.
وتتمركز وحدات من الحرس الجمهوري حول العاصمة دمشق. وتوجد فرقة آلية أخرى على بعد ما بين 20 و30 كيلومترا جنوب غربي العاصمة ومسئوليتها الدفاع عن الحدود مع "إسرائيل" التي يسودها الهدوء منذ وقف لإطلاق النار توسطت فيه الولايات المتحدة عام 1974.
في الأثناء، أعلن المرصد السوري لحقوق الانسان الأربعاء أن 453 مدنيًا قاتلوا على الأقل قتلوا خلال ستة أسابيع تقريبا من الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية في سوريا، وقال إنه لديه قائمة بأسماء هؤلاء القتلى.
وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد ردا على سؤال حول من قتلهم إن لا تعليق لديه، مضيفا إن الاسماء المتوفرة لدى المرصد لقتلى في درعا ودمشق وريف دمشق والساحل.
وكان قوة من الجيش السوري اقتحمت ضاحية دوما شمالي العاصمة دمشق خلال الليل، بينما تعرضت مدينة درعا الجنوبية لقصف بالدبابات لقمع حركة الاحتجاجات في المدينة التي انطقت منها التظاهرات في 18 مارس لتمتد إلى مناطق أخرى من سوريا.
وقال شاهد في وقت مبكر الأربعاء، إن حافلات بيضاء جلبت مئات من الجنوب بكامل عدتهم القتالية إلى ضاحية دوما حيث حاول محتجون يطالبون بالحرية تنظيم مسيرة الى وسط العاصمة خلال الأسبوعين الماضيين لكنهم ووجهوا بالرصاص.
وأضاف الشاهد -وهو جندي سابق طلب عدم الكشف عن هويته- إن أكثر من 2000 من عناصر قوات الأمن انتشروا في دوما الثلاثاء، وقاموا بتشغيل نقاط تفتيش والتحقق من بطاقات الهوية للقبض على المتعاطفين مع الحركة المطالبة بالديمقراطية.
وذكر أنه شاهد بضع شاحنات في الشوارع مجهزة برشاشات ثقيلة وعددا من أفراد الشرطة السرية يرتدون ملابس مدنية ويحملون بنادق هجومية، معربًا عن اعتقاده بأن هؤلاء الجنود ينتمون للحرس الجمهوري وهي إحدى اكثر وحدات الجيش ولاءً للأسد.
وعلى الرغم من تصاعد الاحتجاجات ضد إلا أن الأسد الذي ينتمي إلى الأقلية العلوية في سوريا لا يزال يحتفظ بتأييد خصوصا بين أعضاء طائفته الشيعية الذين يهيمنون على الجيش والشرطة السرية وقد يخسر السلطة إذا تحولت سوريا ذات الغالبية السنية الى الديمقراطية.