1) الذين يقولون : إن هذا الغشاء خلقه الله، فلماذا يزال؟ أقول لهم: الله خلق لنا الأظافر وشعر العانه (الشعر الموجود تحت الإبط وحوالي الفرج)، فلماذا نقصه أونزيله ؟ والإجابة : إن إطالة الأظافر يجعل تنظفيها صعبا، كما أن عدم إزالة شعر العانة يكون سببا في الإصابة بالكثير من الأمراض البكتيرية والفطرية، لأن الشعر الطويل في هذه المناطق دائما يكون رطبا مبللا بالعرق الذي يحتوي على مواد تساعد على نمو البكتيريا والفطريات في هذه المناطق. فالنظافة وقاية من الأمراض، والوقاية خير من العلاج.
2) الذين يقولون: إن الختان يسبب فشلا كلويا وعقما للفتاة أقول لهم: لقد ذكرت في هذا البحث أن عدم الختان وعدم نظافة هذه المنطقة هو السبب في هذه الأمراض.
3) الذين يقولون: إن الختان يسبب نزيفا حتى الموت. أقول لهم: إن الختان جرح كأي جرح آخر في عملية جراحية، لايحدث منه نزيف إلا في حالات ثلاث :
الحالة الأولى: قيام جاهلين (حلاقين ودايات) بهذه الجراحة.
الحالة الثانية: إجراء الختان بطريقة خطأ كالتي يزال فيها كل البظر وكل الشفرين الصغرين وكل الشفرين الكبيرين. فجرح مستعرض كهذا لايمكن التحكم فيه من قبل الجاهلين القائمين به.
الحالة الثالثة: هي أن بعض الناس يعانون من مرض سيولة الدم (عدم قدرة الدم على التجلط) . وأقول لهولاء: هل عند استئصال اللوزتين أوالزائدة الدودية أو إجراء عملية بالقلب أو غير ذلك من العمليات الجراحية، هناك مايمنع حدوث نزيف، فيموت المريض نتيجة لهذا النزيف؟ فالختان السليم أبسط من هذه الجروح جميعا، إذا قام به أطباء متخصصون (أمراض نساء أو جراحين).
4) الذين يقولون من الأطباء: إن ختان الإناث ليس من الصحة. أقول لهم: إذا أكل أحدكم في طبق به لحم أو حساء أو بيض أوسمك أو لبن، وترك الطبق دون غسيل؟ بالطبع، لا. فالجاهل الذى لايقرأ ولا يكتب لاتقبل نفسه مجرد شم رائحة التعفن الخارجة من الطبق. أما أنت أيها الطبيب، فسوف تقول لنفسك فورا: إن هذه الرائحة الكريهة ناتجة عن بكتيريا التسمم الغذائي clostridium botulinum التي تكاثرت على بقايا تلك الأطعمة والتي يسبب القليل منها الموت. فإذا فكر الجاهل في غسل هذا الطبق مرة واحدة، فسيغسله هذا الطبيب عشر مرات حتى يغلب على ظنه خلو الطبق من البكتيريا نهائيا. فهل يقبل أحد هؤلاء الأطباء جماع زوجة له بها منطقة دائمة التعفن وبؤرة لنمو وتكاثر البكتيريا والفطريات والفيروسات؟
5) الذين يقولون: إن ختان الأنثى كانت عادة موجودة في الجاهلية. أقول لهم: نعم، أنا اتفق معكم في ذلك ولكن، هل هذه هي العادة الوحيدة التي كانت توجد قبل الإسلام، ثم أقرها الإسلام ؟ لا، فقد كانت توجد عادات كثيرة قبل الإسلام منها: الصدق والكذب، والأمانة والخيانة، وأكل أموال الناس بالباطل، الصبر واليأس، العفة والشرف، والزواج والبغاء، وصاحبات الرآيات الحمر، والسحاق واللواط، والعدل والظلم والوفاء بالعهود والغدر، الكرم والبخل، الشجاعة والجبن، والمكر والخديعة، السحر، أكل الميتة والدم ولحم الخنزير، وشرب الخمر ولعب الميسر، قطع الطريق والرق، نقص الميزان والمكيال، الديوث المستحسن على أهله، بالإضافة إلى عادة الختان. فجاء الرسول الكريم برسالة الله إلى البشر وأحل الطيب من هذه العادات، وحرم الخبيث منها. فكون الختان موجودا قبل الإسلام ليس سندا لأن يتخذه البعض نقطة ضعف يهدم بها صحة أجيال وأجيال من الإناث.
وفي ختام بحثي هذا أحب أن أضيف أن ختان الأنثى لايهم المرأة المسلمة فقط، بل يهم المرأة في كل بقعة من بقاع العالم أيا كانت ديانتها. فهي مسألة تحميها من الأمراض إذا أجريت بطريقة سليمة، على أيدى أطباء متخصيصين. فصحة المرأة يترتب عليها صحة الأولاد والزوج. فمن ينادون ـ من الرجال بعدم ختان المرأة ، هم أول من سيجني آثار المرض الناتج عن ذلك . فالأمراض التي تصيب المرأة في هذه المنطقة ـ
كما قلت ـ تكون نتيجة للأصابة بالبكتيريا والفطريات. وهذه البكتيريا وتلك الفطريات سهلة الانتقال إلي الرجل أثناء الجماع، وسيكون ـ أيضا ـ مصيره كمصيرها، فيصاب بالفشل الكلوي أو العقم، فضلا عن أن وجود هذا الغشاء سيساعد على انتشار مرض الإيدز لامتلاء هذا الغشاء بالفيروس الذي يجد الغذاء الكافي (بقايا دم حيض وإفرازات مهبلية وحيوانات منوية) للنمو والتكاثر حتى ينتقل من الأنثى على الرجل وبذلك تعم البلوى. ولتكن دعوان في ختام هذا البحث كما بدأناه.
{رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَداً} .
الخاتمة