طلب الجيش الليبي من سكان بنغازي في شرقي ليبيا إلقاء السلاح مع تقدم القوات الموالية للعقيد معمر القذافي باتجاه معقل المعارضين المسلحين استعدادًا لم قد يكون المعركة الفاصلة في الانتفاضة ضد الزعيم الليبي.
ووصف بيان للقوات المسلحة الليبية بثه التلفزيون الحكومي الهجوم باعتباره "عملية إنسانية لإنقاذ شعب بنغازي"، وقال إن القوات لن تنتقم منه إذا استسلم. ودعا البيان السكان إلى حث أبنائهم على تسليم سلاحهم للقوات المسلحة أو القيادات الشعبية ليشملهم عفو طلبه القذافي لكل من يسلم سلاحه ويمتنع عن المقاومة والتخريب.
وفي بنغازي حيث مقر المجلس الوطني الانتقالي المعارض بدت الحالة خليطا من التحدي والتوتر، فتوقع بعض السكان إراقة دماء في حين أبدى آخرون ثقتهم في أن المعارضين سيتمكنون من تحقيق النصر على هجوم قوات الحكومة.
ونقلت وكالة "رويترز" عن سكان بنغازي إنهم عثروا على منشورات ملقاة في الشوارع تخبرهم كذلك بأنهم لن يعاقبوا اذا أوقفوا القتال، وقالت المنشورات في تكرار لتأكيدات القذافي إن المعارضين لهم صلات بتنظيم "القاعدة" أو يتعاطون المخدرات.
وقال صلاح بن سعود وهو مسئول حكومي سابق يقيم في بنغازي إن الحياة في المدينة طبيعية، وأضاف "الشوارع مزدحمة والمتاجر ممتلئة. كان هناك بعض المظاهرات المؤيدة للثورة... ولم يظهر أنصار القذافي".
وتابع "ترددت شائعات عن أنه (القذافي) سيحاول استعادة بنغازي، وأثار ذلك قلق الناس لكنه لم يحاول والناس هنا لا يعتقدون أنه سينجح إذا حاول"، ويقول إن المعارضين استعادوا أجدابيا رغم أن مصادر هناك قالت إن ذلك لم يحدث.
وسقطت بلدة أجدابيا التي تبعد 150 كيلومترا جنوبي بنغازي على خليج سرت في يد القوات الحكومية بعد أن تقهقر أغلب المعارضين الذين كانوا يدافعون عنها تحت وابل من نيران المدفعية الثلاثاء.
وقال عادل يحيى وهو مقاتل معارض سابق في اتصال هاتفي من أجدابيا ان الجيش الليبي سيطر على البلدة. وأضاف باكيا "خرجت وقلت لهم عندي بندقية وأعطيتها لهم. أعطيناهم بنادقنا ثم قالوا يجب أن تخرج لنحتفل بالقذافي. خسرنا. خسرنا".
وأتاح الاستيلاء على بلدة أجدابيا المفصلية عدة خيارات أمام جيش القذافي في المنطقة الصحراوية، فبإمكان الجيش الليبي التقدم شمالا على الطريق السريع الساحلي إلى بنغازي أو التوجه شرقا إلى طبرق التي تبعد 400 كيلومتر لعزل عاصمة المعارضين.
وذكرت تقارير أن وحدات القوات الخاصة بالجيش الليبي التي يقودها ابنا القذافي تحركت الثلاثاء باتجاه الجبهة، أما جيش المعارضين المكون أساسا من شبان متطوعين غير مدربين بشكل كاف ومنشقين عن الجيش فقد انهالت عليه نيران المدفعية والدبابات والطائرات المقاتلة من جانب قوات القذافي.
وفي مصراتة التي يسيطر عليها المعارضون المسلحون شرقي العاصمة الليبية، قال طبيب بمستشفى المدينة إن خمسة على الأقل قتلوا وأصيب 11 في قصف مدفعي للمدينة . وأضاف الطبيب "استقبلنا خمس جثث حتى الآن ونعرف أن هناك مزيدا من القتلى. معظم الضحايا يجيئون من الأجزاء الشرقية والجنوبية من مصراتة". وكان سكان قالوا إن القوات الحكومية بدأت في قصف المدينة الأربعاء.
واستعادت القوات الموالية للقذافي مجموعة من البلدات الساحلية على مدى 11 يوما مبددة المكاسب التي حققتها المعارضة المسلحة في وقت سابق في إطار الانتفاضة ضد حكم القذافي المستمر منذ 41 عاما، واستعادت الحكومة السيطرة الآن على أغلب المنشآت النفطية المهمة في البلاد.