أكدت مصادر طبية وشهود عيان أن أربعة متظاهرين قتلوا الجمعة في عدن (جنوب) واثنين في تعز (جنوب صنعاء) وسط توسع العنف والتظاهرات المطالبة بإسقاط النظام ورحيل الرئيس اليمني علي عبد الله صالح.
فقد انطلق المئات في أحياء مختلفة من عدن حيث يسود توتر كبير بعد صلاة الجمعة في تظاهرات غاضبة للمطالبة بسقوط النظام ورحيل الرئيس.
وذكر مصدر طبي أن ثلاثة أشخاص أعلنت وفاتهم في المستشفى بعد ان اصيبوا خلال تفريق قوى الامن بالقوة بالتظاهرات المناهضة للنظام.
واشار الى ان القتيل الاول اصيب في حي خور مكسر والثاني في حي الشيخ عثمان والثالث في حي السعادة.
ولاحقًا، أعلن مصدر طبي يمني لوكالة "فرانس برس" مقتل متظاهر رابع اليوم الجمعة. وقال المصدر إن القتيل الرابع أُصيب في حي عمر المختار في عدن.
وقامت قوات الامن بتفريق عدة تظاهرات في احياء متفرقة من عدن، خصوصا في المنصورة ودار سعد والشيخ عثمان والممدارة وكريتر وخور مكسر وفي وسط عدن.
كما اشارت مصادر طبية الى سقوط سبعة جرحى في تظاهرات عدن.
وترتفع بذلك حصيلة قتلى المواجهات في عدن منذ انطلاق التظاهرات المطالبة بإسقاط النظام الاربعاء إلى تسعة قتلى.
ومنذ الاربعاء، يسود توتر كبير كبرى مدن الجنوب خصوصا بعد مواجهات دامية في حي المنصورة الاربعاء والخميس اسفرت عن مقتل خمسة اشخاص.
وتطالب كل التظاهرات في عدن باسقاط النظام ولا ترفع فيها شعارات انفصالية كالتي يرفعها الحراك الجنوبي، بالرغم من مشاركة بعض مؤيدي الحراك في عدد من التظاهرات.
ويؤكد المتظاهرون أنهم يقومون بـ"ثورة شباب" على النظام والفساد.
قتيلان في تعز:
وفي تعز، جنوب صنعاء، القيت قنبلة يدوية على متظاهرين يعتصمون في وسط المدينة منذ ايام ما اسفر عن مقتل شخصين.
وقال مصدر طبي لوكالة فرانس برس إن "حصيلة ضحايا الهجوم في تعز وصلت الى قتيلين و27 جريحا".
وقال احد الشهود عبر الهاتف "شاهدت سيارة اقتربت منا والقت قنبلة باتجاهنا كما قام شخص كان على متن السيارة باطلاق النيران".
من جهته، قال مصدر محلي إن المهاجمين كانوا على متن "سيارة حكومية".
وأكد المصدر المحلي أنه "تم التعرف على من رمى القنبلة، انهما شخصان لكن نتحفظ على انتمائهما السياسي".
ويعتصم الاف الاشخاص لليوم السابع على التوالي على تقاطع في وسط تعز يطلقون عليه "ساحة الحرية" تيمنا بميدان التحرير في وسط القاهرة، وهم يطالبون برحيل الرئيس علي عبدالله صالح.
أربعة جرحى بصنعاء:
وفي صنعاء، اصيب اربعة اشخاص على الاقل بجروح في هجوم لمناصري السلطة على طلاب متظاهرين معارضين للنظام في صنعاء، كما افاد مراسل وكالة فرانس برس.
وتم الاعتداء بالضرب المبرح والعنيف على العديد من الصحافيين من قبل مناصري الحزب الحاكم في اليمن بواسطة العصي والفؤوس والهراوات.
وكان الاف الشبان، غالبيتهم من الطلاب، تظاهروا اليوم بعد صلاة الجمعة في شارع الزبيري، وهو الشارع الرئيسي في العاصمة اليمنية، وهتفوا "الشعب يريد اسقاط النظام".
وهو اليوم السادس على التوالي الذي يشن فيه مؤيدو الحزب الحاكم هجوما على المتظاهرين المطالبين باسقاط النظام.
ويتهم متظاهرون شرطيين بثياب مدنية بالاشتراك في هذه الهجمات.
وتزداد الاحتجاجات في اليمن حدة رغم دعوة صالح، الذي انتخب لفترة رئاسية لسبع سنوات في سبتمبر 2006، الى الحوار بشان تشكيل حكومة وحدة وطنية.
المعارضة تدين:
وأصدرت المعارضة البرلمانية التي توقفت منذ الثالث من فبراير عن الدعوة للتظاهر وقبلت بمبادرة رئيس الجمهورية لاستئناف الحوار، بيانا قالت فيه إنها تدين "بشدة المذبحة الدموية البشعة التي شهدتها مدينة عدن منذ الاربعاء وحتى اليوم نتيجة لأعمال القمع الهستيرية التي نفذتها الاجهزة العسكرية والأمنية".
وحملت المعارضة المنضوية تحت لواء "اللقاء المشترك" السلطة "التداعيات السلبية لممارساتها القمعية التي تلقي بظلالها على ما تبقى من مصداقية لعملية الحوار الوطني التي تدعو إليه وفي إنتاج المناخات الطاردة له بهذه اللحظات الدقيقة والفارقة في حياة شعبنا اليمني".
من جهتها، قالت منظمة العفو الدولية من مكتبها في لندن ان "اليمنيين لهم حق مشروع في حرية التعبير، والاعتداءات ضدهم وضد الصحافيين الذين يغطون الاحتجاجات غير مقبولة مطلقا".
ونقلت المنظمة عن مصادر في اليمن قولها ان "عشرة متظاهرين على الاقل اصيبوا في صنعاء" اصابات بعضهم في الراس، بعد ان فتح عناصر من قوات الامن بالملابس المدنية النار عليهم.
وتواجه الحكومة مشكلتي الفقر والبطالة، كما تواجه حركة انفصالية في جنوب البلاد وتمردا شيعيا في الشمال اضافة الى خطر تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي يتخذ من اليمن معقلا له.