تظاهر السبت 12-2-2011نحو4 آلاف يمني أغلبيتهم من الطلبة وسط صنعاء مطالبين بتنحي الرئيس علي عبدالله صالح، وجاءت بعد يوم من تنحي الرئيس المصري حسني مبارك , وقد بدأت التظاهرة بتلاسن حاد بين مجموعة من الطلبة وانصار الحزب الحاكم بعد منعهم طالباً من رفع يافطة على مدخل الجامعة.
وكان اليمنيون احتفلوا أمس في الشوارع بأنحاء البلاد بسقوط الرئيس المصري حسني مبارك في الوقت الذي اجتمع فيه الرئيس اليمني علي عبدالله صالح مع القادة السياسيين والعسكريين للبلاد. فيما بلغ التوتر السياسي ذروته وسط مطالب الجنوبيين بالانفصال، نقلاً عن تقرير لوكالة رويترز.
وقالت حركة الحراك الجنوبي الانفصالية إن الشرطة فرقت مئات اليمنيين المحتفلين في شوارع عدن، حيث انتشرت الشرطة بكثافة للتصدي لاحتجاجات انفصالية.
وخرج نحو 3000 محتج في جنوب اليمن مساء يوم الجمعة للمطالبة بالانفصال، لكن أغلب الاحتجاجات فرقتها الشرطة بسرعة.
وعلى الرغم من صغر هذه الاحتجاجات، مقارنة باحتجاجات المعارضة اليمنية التي تجذب إليها عشرات الآلاف، فإن المظاهرات في الجنوب هي الأولى التي يقوم بها
الانفصاليون منذ اندلاع الانتفاضتين التونسية والمصرية.
وقال شهود عيان إن مظاهرات الاحتفال بسقوط مبارك، طافت الشوارع والميادين العامة في بعض عدد كبرى المحافظات الجنوبية أمس الجمعة.
وبينما تغنى اليمنيون بأغاني الثورية المصرية في الشوارع وانطلقت أبواق السيارات، قال محللون في صنعاء إن التوتر في اليمن أصبح ملموساً في الليلة التي انتهى فيها حكم مبارك بعد 30 عاماً قضاها في السلطة.
واتخذ صالح، الذي يحكم اليمن منذ 32 عاماً، الأسبوع الماضي أجرأ خطوة في محاولة لتفادي الاضطرابات، عندما تعهد بالتنحي في نهاية فترته الرئاسية في 2013. ولم تستجب المعارضة بعد لدعوته لها بالانضمام إلى حكومة وحدة وطنية.
وناقش اجتماع الجمعة بين الرئيس اليمني وكبار القادة السياسيين والأمنيين أيضاً أمس الجمعة خطة زيادة رواتب موظفي الدولة ورجال الجيش، وهي الزيادة الثانية المزمعة منذ الشهر الماضي، عندما خطط صالح لزيادة بحوالي 47 دولاراً.
وتشير الخطوة إلى أن صالح يحاول ضمان استمرار ولاء الجيش في حالة وقوع اضطرابات في اليمن.
وفي وقت سابق، قالت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية قبل اجتماع الجمعة سيشهد مناقشة إجراءات تحديث القوات المسلحة وتحسين الاقتصاد في اليمن، أفقر الدول العربية، والتي يتخذ منها جناح القاعدة في جزيرة العرب مقراً.
وبعد سقوط مبارك أمس الجمعة تجمع مئات اليمنيين في صنعاء أمام السفارة المصرية يحملون لافتات يهنئون فيها الشعب المصري. وهتف آخرون "يا حكام صح النوم.. هذا مبارك سقط اليوم".
احتفالات بالتغيير في مصر
وأطلق المحتفلون الأعيرة النارية في الهواء ابتهاجاً بسقوط مبارك في مدينة الحبيلين، التي شهدت عدة اشتباكات خلال الأشهر الأخيرة مع مسلحين يدعون إلى انفصال الجنوب عن الشمال.
وقال شاهد لرويترز إن مواطنين في محافظة الضالع تصافحوا متبادلين التهاني بتنحي الرئيس المصري.
كما شهدت محافظات ابين وشبوة وحضرموت احتفالات بهذا الحدث بالتزامن مع معظم المحافظات اليمنية.
وتأتي هذه الاحتجاجات بعد انتشار موجة من المظاهرات المناهضة للحكومة في أنحاء اليمن على مدى الأسبوعين الماضيين، بعد الانتفاضة التونسية التي أطاحت بالرئيس زين العابدين بن علي والانتفاضة المصرية التي أدت الى تنحي مبارك.
ويقول خبراء في الشؤون اليمنية إن الخطر الحقيقي على حكم صالح يكمن في انضمام المعارضة السياسية إلى الجماعات المتمردة مثل الانفصاليين في الجنوب أو
المتمردين الشيعة في الشمال الذين عقد معهم صالح هدنة هشة.
واتحد شمال وجنوب اليمن عام 1990 وتطورت الأحداث الى حرب أهلية بعد الوحدة بأربع سنوات. وسحقت قوات صالح التمرد الانفصالي بالجنوب، وأعادت توحيد البلاد.
واليمن من أفقر الدول العربية، وتشير تقديرات إلى أن نحو 40% من سكانه يعيشون على أقل من دولارين يومياً.