حث جيريمي هانت، وزير الخارجية البريطاني، الاتحاد الأوروبي على عدم تفسير الأدب البريطاني على أنه ضعف، وذلك بعد أن وصلت مفاوضات الخروج من الاتحاد (بريكست) إلى طريق مسدودة.
وكان الاتحاد الأوروبي قد رفض مقترحات بريطانيا حول الخروج، وبعدها مباشرة نشر دونالد تاسك، رئيس المجلس الأوروبي، صورة مستفزة لرئيسة وزراء بريطانيا تريزا ماي، على موقع انستغرام "تطلب كعكة بينما يرد عليها هو بالرفض".
وقال تاسك وقتها إنه معجب بالسيدة ماي، والتوافق ممكن.
لكن وزير الخارجية البريطاني رد بضرورة أن يتجنب تاسك "تصعيد الموقف".
وأصر على أن الوقت الحالي يتطلب من مسؤولي الاتحاد الأوروبي الابتعاد عن الوقوع في هاوية عدم التوصل لاتفاق حول الخروج، والجلوس للتفاوض حول إمكانية وضع مقترحات متماسكة ومعقولة تصلح للتطبيق.ومن جانبه، قال وزير الخارجية الأيرلندي سيمون كوفوني، إنه حصل على معلومات من ميشال بارنييه، رئيس وفد الاتحاد الأوروبي في المفاوضات بأنه "تمت الموافقة على 87 في المئة من وثيقة خروج بريطانيا".
وحاولت رئيسة الوزراء البريطانية في قمة سالزبورغ بالنمسا، هذا الأسبوع، تسويق اقتراحها حول علاقة بريطانيا المستقبلية بالاتحاد الأوروبي.
وكانت الحكومة البريطانية قد أقرت في يوليو/ تموز الماضي خطة ماي للخروج من الاتحاد الأوروبي.
لكن قادة الاتحاد الأوروبي رفضوا غالبية بنود هذه الخطة، بحجة أن الشراكة الاقتصادية الجديدة التي تضمنتها "لا تصلح للتطبيق" وتهدد بتقويض "السوق الموحدة".
وعلقت ماي على هذا الرفض في خطاب تليفزيوني للشعب البريطاني، بأن قادة أوروبا رفضوا خطتها دون تقديم بديل، وهو ما اعتبرته "أمرا غير مقبول".
كما كشفت بوضوح في خطابها أنها مستعدة للانسحاب من المفاوضات بدلا من القبول "باتفاق سيء".
وقال وزير الخارجية البريطاني، السبت "إن بريطانيا كانت مازالت تنتظر إجابة مفصلة من الاتحاد الأوروبي وتنتقد نهجه تجاه المفاوضات حتى الآن".
وقال لبرنامج توداى على بي بي سي راديو 4، ما تقوله تريزا ماي "لا لتفسير الاحترام البريطاني كونه ضعفا".
وأضاف :"إذا وضعتمونا في زاوية صعبة، فسوف نتمسك بموقفنا، فهذه هي طبيعة بلدنا".
وردا على الصورة الساخرة من تاسك واتهامات الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون" للداعين إلى خروج بريطانيا بأنهم "كاذبون"، قال هانت "إهانتها (ماي) على التواصل الاجتماعي، ووصف هؤلاء المطالبين بالخروج بأنهم كاذبون، ليست السبيل لإيجاد حل لهذا الموقف الصعب".
ورفض هانت استبعاد احتمال أن تسعى الحكومة الآن للحصول على اتفاقية تجارة حرة على غرار كندا، وهو ما يريده الكثير من أعضاء البرلمان المحافظين، بدلا من خطة ماي الأكثر طموحا.
وقال وزير الخارجية البريطاني:"أنا لا أستبعد أي شيء".
وتابع :"نعتقد أن هذه المقترحات أفضل من المقترحات الكندية لأنها تعمل بشكل أفضل على الحدود الشمالية الأيرلندية".
ووقعت كندا اتفاقا مع الاتحاد الأوروبي عام 2016، يزيل الغالبية العظمى من الرسوم الجمركية على صادرات الاتحاد الأوروبي إلى كندا والصادرات الكندية إلى الاتحاد، لكن دون دفع كندا رسوما للدخول إلى السوق الموحدة.
كانت الحدود البرية بين أيرلندا الشمالية وجمهورية أيرلندا وهي عضو في الاتحاد الأوروبي ، حجر عثرة في المفاوضات.
ويتفق الطرفان على أنهما لا يريدان العودة إلى "حدود صلبة"، مثل مراكز الجمارك أو شبكة من كاميرات المراقبة ، لكن الصياغة لا تزال صعبة التنفيذ.
وقال تاسك، يوم الجمعة، إن بريطانيا كانت تعرف تحفظات الاتحاد الأوروبي على خطة "لعبة الداما" طوال أسابيع.
وأضاف أن قادة الاتحاد الأوروبي تعاملوا خلال القمة مع مقترحات بريطانيا بكل "جدية"، وقال إنه "مقتنع بأن التسوية، الجيدة للجميع، ما زالت ممكنة".
وقالت الوزيرة الفرنسية للشؤون الأوروبية ناتالي لويسو، إن فرنسا ما زالت تعتقد أن التوصل إلى اتفاق جيد بشأن الخروج أمر محتمل، لكن يجب علينا أيضا الاستعداد لنتيجة عدم التوصل إلى اتفاق.
وأضافت في تصريحات لإذاعة فرانس إنفو، إن تصويت بريطانيا بالمغادرة "لا يمكن أن يؤدي إلى انهيار الاتحاد الأوروبي".
وأضافت :"هذه هي الرسالة التي حاولنا إرسالها منذ عدة أشهر إلى نظرائنا البريطانيين، الذين ربما ظنوا أننا سنقول (نعم) لأي اتفاق يتوصلون إليه".
وعن موقف ألمانيا، قال نائب وزير الخارجية الألماني ميشيل روث، إن الاتحاد الأوروبي كان متعطشا للتوصل إلى "حلول مناسبة".
وغرد على تويتر "لعبة إلقاء اللوم على الاتحاد الأوروبي أمر أكثر من ظالم. لا يمكننا حل المشكلات التي تشتعل على الجزيرة (بريطانيا)".
ومن المقرر أن تغادر بريطانيا الاتحاد الأوروبي في 29 مارس/آذار 2019، لكن يحاول الجانبان التوصل لاتفاق تجارة ومناطق تعاون أخرى بحلول نوفمبر/تشرين الثاني.