اعتُقل روسيان في وقت سابق من العام الجاري للاشتباه في تجسسهما على معمل سويسري يحقق في تسميم الجاسوس الروسي السابق سيرغي سكريبال في لندن، بحسب وسائل إعلام سويسرية وهولندية.
وقالت صحيفتا "تاغس إنتسايغر" السويسرية و"إن آر سي" الهولندية إن الرجلين الروسيين اعتقلا في هولندا أوائل هذا العام.
وحلل المختبر السويسري عينات من السم الذي استخدم في تسميم العميل الروسي المزدوج، سيرغي سكريبال، في المملكة المتحدة.كما اضطلع المختبر بالتعامل مع عينات من أسلحة كيمياوية من الحرب الدائرة في سوريا.
وطرد الروسيان من هولندا بعد وقت قصير من اعتقالهما، وهو ما لم يُجر الإعلان عنه حتى الآن.وقالت متحدثة باسم وكالة الاستخبارات السويسرية، لبي بي سي، إن الوكالة كانت على علم بتفاصيل "قضية الجاسوسين الروسيين"، دون الإشارة إلى معمل سبيز القريب من العاصمة السويسرية، برن.
وقالت تاغس إنتسايغر إن الاستخبارات السويسرية أكدت نتائج تحقيقها المشترك مع إن آر سي الهولندية.
ويقول التحقيق إن الروسيَيْن امتلكا معدات كان يمكن استخدامها لاختراق أنظمة المعمل الإلكترونية، وإنهما كان يعملان لصالح الاستخبارات الروسية.
وقالت بريطانيا إن ضابطين تابعين للاستخبارات الروسية نفذا حادث تسميم سيرغي سكريبال وابنته يوليا في مقاطعة سالزبوري في مارس/أذار الماضي.
ونجا سكريبال وابنته، لكن امرأة محلية تدعى داون ستيرغس توفيت بعد تعرضها لنفس المادة السامة بعد ذلك بأشهر.
وقالت إن آر سي إن الجاسوسين المشتبه بهما، اللذين استهدفا المعمل السويسري، مختلفان عن الشخصين المتهمين بتسميم سكريبال.
ولم يتضح حتى الآن تحديدا متى اعتقل الروسيان، لكن تقارير قالت إن الاستخبارات البريطانية كانت على علم بالعملية الاستخباراتية، ما يعني أن اعتقالهما وقع بعد حادث سالزبري.وقالت مديرة الاتصالات في وكالة الاستخبارات السويسرية (إف آي إس)، إيزابيل غرابر، إن الوكالة "عملت عن قرب في هذه العملية مع شركائها في هولندا وبريطانيا".
وعلمت بي بي سي أن تحقيق الشرطة البريطانية بشأن حادث سالزبري لم يكن على علم بتلك العملية.
وكان الهدف المقصود من عملية التجسس المزعومة هو مختبر متخصص لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية.
وإضافة إلى أبحاثه في الأمراض الخطيرة، يتعامل المعمل كذلك مع أبحاث الأسلحة البيولوجية والكيمياوية والنووية.وفي هذا الصدد، اختبر المعمل عينات من الأسلحة استخدمت في الصراع السوري، حيث تُتهم الحكومة السورية، حليف روسيا، باستخدام أسلحة كيمياوية ضد المدنيين.
وفي غضون ذلك، نفت روسيا تلك التقارير، ووصفتها بالكاذبة.
وقالت السفارة الروسية في برن، القريبة من معمل سبيز، لرويترز: "نحن نعتبر مثل هذه التقارير الكاذبة سخيفة بكل بساطة، ولا شيئا سوى محاولة أخرى لتأجيج مشاعر العداء لروسيا".