علق الكاتب روجر بويز على الحصار المروع الذي تعيشه مدينة حلب السورية بأنه سراييفو القرن الحادي والعشرين وأن الغرب يتجاهله، وحذر من ضياع المدينة بسبب الشلل الذي أصاب القيادة في الولايات المتحدة، ورأى أنه عندما يفيق الغرب سيكون الوقت قد فات لأن المدينة ستصير خاوية على عروشها أو سويت بالأرض.
ويرى الكاتب في مقاله بصحيفة تايمز البريطانية أنه مهما كانت النتيجة فإنها ستكون انتصارا للقيادة الروسية، لأن هذا سيعني أن بشار الأسد يمسك بمقاليد السلطة في سوريا، وأنها أمنت موطئ قدم لها في الشرق الأوسط، ومهما كانت النتيجة فهي إهانة للغرب ونتيجة لسنوات من الانهزامية.
ويشير الكاتب إلى أن مستقبل سوريا معلق بحلب وأن روسيا تدرك ذلك ولهذا وفرت الغطاء الجوي والمعلومات الاستخبارية التي يحتاجها الأسد لسحق المعارضة هناك.
وقال بويز إن تشكك سكان حلب في نوايا روسيا عندما عرضت عليهم "ممرات إنسانية" خارج المدينة يعود إلى أن تجربة حصار مدينة حمص علمتهم أن الذين يغادرون بهذه الطريقة يختفون، وهم يعتقدون أن هذا اللف والدوران من أجل إحداث انقسام في صفوف قوات المعارضة وإجلاء بعض الأطفال لتجنب الضرر المشوه للسمعة إذا ما دخلت قوات الأسد بدباباتها في النهاية ودمرت الأحياء.
وانتقد الكاتب وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون عندما كتب العام الماضي "فلنتعامل مع الشيطان -يجب العمل مع فلاديمير بوتين وبشار الأسد"، وعلق متسائلا هل يعني بذلك تسليم حلب للروس وللدكتاتور السوري وللقوات الإيرانية؟
وخلص إلى أن الأمر يبدو وكأنه يسير في هذا الاتجاه، وأن هذا سيكون معناه نهاية النفوذ الغربي في كل أنحاء الشرق الأوسط.