أبرزت الصحف التركية الصادرة صباح اليوم الأربعاء تصاعد حدة الأزمة بين تركيا والولايات المتحدة على خلفية الاتهامات التركية لواشنطن بعدم التعاون في مسألة تسليم المعارض فتح الله غولن المقيم في ولاية بنسلفانيا الأميركية.
واحتلت تداعيات الأزمة مساحات كبيرة من التغطية على صفحات اليوميات التركية المختلفة التي تناولتها بالافتتاحيات والمقالات والتقارير والمتابعات الإخبارية.
ونشرت غالبية الصحف تصريحات وزير العدل التركيبكر بوزداغ التي أعلن فيها أن أنقرة أرسلت كتابا رسميا ثانيا لواشنطن تطالب فيه بتسليمها غولن، باعتبار ذلك استحقاقا لعلاقات الصداقة والتحالف بين البلدين.
ونشبت الأزمة بين البلدين في ضوء شكوك تركية بأن لواشنطن يدا في محاولة الانقلاب الفاشل مساء 15 يوليو/تموز الماضي، في وقت اتهمت فيه أنقرة غولن -زعيم جماعة "الخدمة"- بتدبير الانقلاب من بنسلفانيا.
رسائل دانفورد
أما صحيفة "حرييت" فكتبت في افتتاحيتها تحت عنوان "على أبواب أزمة مع الولايات المتحدة" أن دانفورد تسبب بصدمة حقيقية للأتراك، بعدما أبلغ يلدرم أن عملية تسليم غولن لتركيا تواجه مصاعب حقيقية.
وقالت إن الأزمة تفاقمت بسبب التناقض الشديد حول دور غولن في محاولة الانقلاب، فبينما تؤكد أنقرة أن غولن هو مدبر الانقلاب، ظل دانفورد يردد على مسمع المسؤولين الأتراك أن ما لدى واشنطن من معلومات لا يجرم المعارض التركي.
وأضافت أن يلدرم نقل لدانفورد أيضا انزعاج أنقرة من علاقات واشنطن مع حزب العمال الكردستاني، مما زاد من تأزم العلاقة بين البلدين.
عوامل كامنة
وتحت عنوان "الانقلاب والولايات المتحدة "، قال سردار تورغوت في مقال نشرته صحيفة "هبر ترك" إن العلاقات بين أنقرة وواشنطن تأسست على قواعد منطقية من اهتمام كل طرف بمصالحه لدى الطرف الآخر.
وأضف أن أساس تلك المصالح حاجة كل منهما لحليف قوي لتنفيذ أجندته، وسرد بعض أسباب التوتر، ومنها وجود بعض الشخصيات في الإدارة الأميركية "تهتم فقط بإنتاج المشاكل مع الآخرين"، حسب تعبيره.
ووفقا للكاتب التركي فإن جزءا من الإشكال ينبع من كون الثقافة الأميركية التي تهتم بإبراز احترام القانون حتى من قبل الرئيس الأميركي الذي استضاف غولن في البيت الأبيض، في وقت يعلن فيه الأخير الحرب على تركيا الحليفة لأميركا.
ويشير سردار تورغوت إلى أن استمرار تحالف واشنطن مع تركيا وغولن في نفس الوقت مهمة مستحيلة.
بدورها، نشرت صحيفة "يني شفق" تقريرا قالت فيه إن حملة تسليم غولن لتركيا التي أطلقها نشطاء أتراك مقيمون في أميركا تلقى دعما متزايدا على الصفحة الرسمية للبيت الأبيض في موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك".
وأوضح التقرير أن عدد المشاركين بالحملة تجاوز -منذ إطلاقها في 17 من الشهر الماضي- 78 ألف مشارك.